الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفساد يعوق نمو القطاع الخاص في أفغانستان

الفساد يعوق نمو القطاع الخاص في أفغانستان
8 فبراير 2009 23:53
عاد علام جول احمد داي من باكستان قبل ست سنوات حاملاً معه فكرة انشاء أول مصنع للعربات الصغيرة الخفيفة ذات الثلاثة اطارات المعروفة باسم الريكشو، لكنه يقول إن حيازة منتج يحظى بالرواج يجذب المسؤولين الفاسدين إلى مشروعه· وتعتمد افغانستان التي تعاني من ثلاثين عاما من الحرب على المساعدات لتمويل 90 في المئة من ميزانيتها، وأعاق الفساد المتفشي نمو القطاع الخاص لأن المشاريع الصغيرة والمستثمرين من الخارج ينصرفون عنها بسبب توقع دفع نصيب من أرباحهم إلى زعماء ميليشيات ومسؤولين بيروقراطيين· ويقع مصنع داي المسمى أهو -وأهو تعني غزال باللغة الفارسية- في ضواحي مدينة جلال اباد بشرق افغانستان ويعمل به نحو 30 عاملاً افغانياً ينتجون نحو أربع من هذه العربات الخفيفة ذات الثلاثة اطارات في الشهر· ويستخدم معظم الناس في شرق وجنوب افغانستان هذه العربات الصغيرة الاقتصادية باعتبارها وسيلة النقل الرئيسية لهم في الشوارع المزدحمة التي نادراً ما تتوافر بها سيارات الأجرة· وقال احمد داي وهو يتنهد في يأس ''يتعين على الحكومة أن تشجع المشاريع المحلية بدلاً من إرغامها على دفع رشى··· هذه العربات أفضل كثيراً من التي تصنع في باكستان''· ويتفشى الفساد في افغانستان التي تمزقها الحرب من شرطة المناطق الريفية عند نقاط التفتيش التي تستولي على الأموال من المارة إلى مسؤولي الحكومة الذين يقتطعون جزءاً من ارباح المشاريع· ويتحدث الزعماء الأوروبيون بصراحة متزايدة مطالبين بالحكم الجيد في افغانستان بينما دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما في السابق الرئيس الافغاني حامد كرزاي لأن يحكم بشكل فعال وأن ''يخرج من المخبأ''· ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في البلاد في أغسطس المقبل، وقال احمد داي ''لو لم يكن هناك ضغط وترويع من الحكومة لاستطعت أن أصنع عربة ريكشو يومياً''· وأضاف أن سعر العربة الريكشو الواحدة يبلغ 160 ألف افغاني (3200 دولار)، ويقوم عماله بصناعة أجزاء جسم العربة يدوياً ويستخدمون محركات يابانية يشتريها من الحدود الباكستانية· وعلى خلاف العربات التي تصنع في باكستان فإن النسخة الافغانية تحتوي على عجلة قيادة وخمسة تروس بدلاً من ثلاثة وبها نظام مكابح أفضل وجهاز تعشيق التروس ومحرك يدار بمفتاح· وقال احمد داي إنه وقع عقداً دائماً مع الحكومة قبل ثلاث سنوات لبدء صناعة عربات الريكشو لكن إدارة المرور سدت الطريق أمام خططه وطالبت بعقد جديد، والإجراءات البيروقراطية المطولة والمعقدة هي إحدى الطرق التي تتربح من خلالها المكاتب الحكومية من المشاريع لأنها تطلب غالباً إجراءات روتينية إضافية يتحملها مقدم الطلب· وأوضح احمد داي ''طلب مني مسؤول في الحكومة دفع 100 دولار عن كل عربة''، وقال ''حصلت على عشرات من الدفعات المقدمة من الناس في أقاليم أخرى لكنني غير قادر على الوفاء بمطالبهم في الوقت المحدد'' مضيفاً أنه إذا لم يدفع هذه الضريبة غير القانونية عن كل عربة فإنه لا يستطيع إخراجها من المصنع· وتتهم السلطات المحلية في جلال اباد احمد داي بخرق القانون من خلال استخدام قطع غيار من الخارج· وقال ضابط شرطة بارز مسؤول عن المرور في ننكرهار ''عندما توضع على السيارات عبارة (صنع في افغانستان) يتعين أن تكون كل القطع مصنوعة هنا وليست آتية من دول أخرى''، وأضاف ''القانون لا يسمح بتجميع مثل هذه المنتجات باستخدام أجزاء مصنوعة في دول أخرى''· وتحتل افغانستان المرتبة 176 على ''مؤشر الفساد'' بين 180 دولة وفق تصنيف منظمة الشفافية الدولية كما أن موقعها على مؤشر البنك الدولي للدول التي ''يسهل إجراء أعمال فيها'' متواضع للغاية· ويشيد الناس في جلال اباد بمنتج احمد داي المحلي وطلبوا من الحكومة مساعدة مصنع أهو، وهناك نحو 80 عربة ريكشو من إنتاج المصنع تسير في شوارع جلال اباد· وقال طالب جامعي يدعى نور الرحمن ''أشعر بالفخر عندما استخدم عربات صنعت في افغانستان وأريد من الحكومة مساعدة منتجنا المحلي قدر استطاعتها''، وأضاف ''أستخدم في العادة هذه العربات للوصول إلى الجامعة والعودة منها وانتظرت طويلاً حتى أرى عربات الريكشو أفغانية الصنع''· وقال حاج جول خان وهو متقاعد ''عربات الريكشو المصنعة في مصنع أهو أكثر راحة ونظافة وسرعة ويصدر عنها عوادم دخان أقل من السيارات العادية وهو شيء أفضل أيضاً للبيئة''، وقال احمد داي ''يوما ما سوف أتمكن من انتاج مركبات تعمل بالكهرباء لو حصلت على الدعم والمال''·
المصدر: جلال اباد-افغانستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©