السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حركة «الطعام البطيء» تكتسب آلاف المؤيدين

1 يناير 2010 00:36
قد تتحرك القواقع ببطء ولكنها تتقدم في النهاية صوب الأمام. وعملاً بهذا المفهوم بدأ كارلو بتريني حركة الطعام البطيء في باريس منذ 20 عاماً. ويعد رمز هذه الحركة، وهو القوقعة، جزءاً من قصة نجاح فريدة من نوعها في عالم الأطعمة. واحتفلت الحركة في شهر ديسمبر بالذكرى الـ20 على تأسيسها. والذي جاء هذا العام بالتزامن مع الاحتفال الأول بيوم “الأرض الأم”. وخلال احتفالات الحركة، يقوم مزارعون وطهاة وعلماء ومهتمون بتشجيع وترويج الطعام البطيء، برحلات خلوية ويعدون وجبات من الطعام البطيء ويحضرون حفلات موسيقية وندوات ويشاهدون الأفلام. وكرس بيتريني حياته لحركة الطعام البطيء التي تشجع إنتاج وتناول الطعام الجيد والنظيف والمتوازن والقائم على تراث حسن التذوق وحسن تناول الأطعمة. وشكلت الحركة منذ تأسيسها عام 1989 علاقات جديدة مع المزارعين ومصائد الأسماك. وعملت على أن يحصل مفهوم تناول الأطعمة المنتجة محلياً على الاحترام والاعتراف بين الجمهور العريض. وأحيت الحركة ذكرى تأسيسها بالاحتفال مع شبكة “الأرض الأم” التي تضم مزارعين ومنتجي مواد غذائية في 150 دولة وتم تأسيسها عام 2004. وفلسفة الحركة بسيطة وقد تبدو هزلية خاصة مع اختيار رمز القوقعة. ولكنها في الحقيقة تعد نضالاً جاداً ضد شركات إنتاج الأطعمة السريعة والمصنعة للمواد الغذائية. إذ تعمل على توضيح أن العودة للفلسفة الغذائية الأساسية يمكن أن تتحقق في زمن تسود فيه المخاوف من تغير المناخ والعولمة والأزمات الغذائية. وقد انتشر رمز القوقعة في جميع قارات العالم وأصبحت حركة الطعام البطيء تضم 100 ألف عضو منضوين تحت 1300 رابطة وأكثر من 2000 جمعية محلية للأطعمة، تشجع كلها على الأطعمة المستدامة والصحية وفقاً لما يقوله بيتريني الذي ولد ببلدة برا الإيطالية الشمالية بالقرب من مدينة تورينو. ويقول بيتريني إن ثورة عالمية يمكن أن تنمو فقط من الجذور المحلية وأن أفعال أعضاء الحركة ستساعد على بناء المعارضة ضد المنهاج الضال لـ”بيزنس” الحاصلات الزراعية. وترجع جذور حركة الطعام البطيء إلى الاحتجاج الذي قاده بيتريني عام 6891 ضد افتتاح سلسلة ماكدونالدز لفرع لها في إحدى ضواحي روما. وأصبح بيتريني الذي بلغ حالياً الستين من عمره رئيساً لشبكة عالمية من أجل التغيير في عالم الغذاء. وهو لا يرفض العولمة ولكنه يهدف إلى استخدامها في الترويج لرسالته. وفي مقابلة صحفية نشرتها هذا الشهر صحيفة الإندبندنت البريطانية قال بيتريني إن حركته لا تريد تبني استراتيجية الصراع العلني مع الشركات متعددة الجنسية مثل ماكدونالدز، ولكن الحركة تسعى إلى تكوين المقاومة ضد الأطعمة السريعة عن طريق بناء الوعي حول ثراء الأطعمة التقليدية. ويعرب بيتريني عن أسفه لأن الازدهار الاقتصادي الذي تحقق بعد الحرب العالمية الثانية أدى إلى تهديد تراث الأطعمة المحلية في المناطق الريفية الإيطالية. وأشار إلى أن حجم استهلاك اللحوم في هذه المناطق زاد بمعدل ثلاثة أضعاف خلال الفترة من عام 1960 حتى 1975، كما بدأ الأهالي يتناولون كميات أكبر حجماً من الأجبان والبيض والفاكهة والسكر والبن، وأوضح أن هذا الاتجاه قد يكون له تأثيره على تحسين نوعية الحياة ولكنه في نفس الوقت أدى إلى قطع الروابط بين المستهلك والمزارع وهذا هو الخطأ الذي حدث. وقد سمع بيتريني كثيراً الأقوال التي كانت توجه الانتقادات لحركته باعتبارها موجهة للصفوة من أبناء المجتمعات الذين يتمتعون بالرفاهية والدخول المرتفعة التي تمكنهم من شراء الأطعمة غالية الثمن مثل الأطعمة العضوية. ولكنه يرد على هذه الاتهامات بقوله إن من حق كل إنسان أن يتناول نوعية جيدة من الطعام.
المصدر: روما
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©