حسام محمد (القاهرة)
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها كل دول العالم فإن ظاهرة الإسراف والتبذير ما زالت تهيمن على كثير من مجتمعاتنا العربية والإسلامية لدرجة أن بعض دوائر البحث العالمية تؤكد أن ثقافة الاستهلاك في العالم العربي لا تقوم على شراء الإنسان لما يحتاجه، ولكن تقوم على ما يريد شراءه للتفاخر وهو ما جعل التبذير آفة تنتشر في كافة المجتمعات العربية والإسلامية لدرجة أن هناك تقديرات تقول إن العرب أكثر شعوب العالم إلقاء للطعام في سلات المهملات.. ومن خلال هذا التحقيق نرصد مخاطر الإسراف والتبذير سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات وكيف واجهت الشريعة الإسلامية تلك الآفة الخطيرة.
البخل والبذخ
![]() |
|
![]() |
بل إن العلماء اتفقوا - حسبما يقول د. واصل - على أنه حتى الإسراف في الإنفاق في سبيل الله مرفوض، حيث حث الإسلام على الإنفاق بلا إفراط ولا تفريط سواء في الإنفاق على الأسرة وعلى من يعولهم الإنسان أو حتى في شؤون الآخرة، فالذين يفرطون ويبالغون في جانب الإنفاق مسرفون سواء أكان ذلك في أمور الدنيا، أم كان في أمور الآخرة ولذلك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع أن ثابت بن قيس رضي الله عنه أنفق الدخل الذي حققه نخله جميعاً طيلة العام في يوم واحد غضب عليه غضباً شديداً، كل هذا يؤكد لنا ضرورة نبذ الإسراف والاستخدام الجائر والتقتير، من ناحية أخرى، فإن هذه الدعوة إلى الاعتدال ونبذ الإسراف تشمل كل سلوك إنساني، فالحق تبارك وتعالى عندما يمنح الإنسان نعمة ويفضله على سائر مخلوقاته، إنما يريد منه المحافظة على ما وهبه الله من نعم لا تعد ولا تحصى، فلا يبددها فيما لا ينفع بل يجب أن يلتزم جانب الاعتدال والاتزان.
![]() |
|
![]() |