الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أطفال سوريا.. براءة هاربة تطاردها بقايا الذاكرة والحنين

أطفال سوريا.. براءة هاربة تطاردها بقايا الذاكرة والحنين
18 يناير 2014 19:05
يتكلمون لغة الكبار، وهم في عمر الزهور، تتحمل قلوبهم الهموم رغم غضاضتها، وطيبتها، وعفويتها. وبدلاً من أن يحيوا بين آبائهم وأمهاتهم، تداعب الأحلام البريئة مخيلاتهم، ووجناتهم، أصبحوا لا يعرفون إلا مشاهد الدمار والفزع، وتعرفوا على جميع أنواع الأسلحة والصواريخ. يأخذهم الحنين إلى البيوت، وأسرّتهم التي فارقوها، ولعبهم التي طالها الدمار هي الأخرى، وآبائهم وأمهاتهم الذين غادروا دون عودة إلى جوار ربهم. وبدلاً من حكايا الجدات، أصبحوا لا يسمعون إلا قصة لطفل فقد والديه، أو أحدهما، أو حكاية صديق استيقظ ذات صباح دون أن يجد صديقه، الذي حوله انفجار إلى أشلاء، وآخر أصيب بشظايا في عينيه أو ساقه، وثالث انضم مؤخراً إلى فئة المعاقين. عن الأطفال السوريين اللاجئين في المخيم الإماراتي الأردني، نتحدث، وإلى معاناتهم نشير. «الاتحاد» حاولت التعرف عن قرب إلى معاناة هؤلاء الأطفال في ظل الأحداث الدائرة في بلادهم، والتي اضطرتهم إلى النزوح منها. بداية، تحكي الطفلة براء حاتم، التي لم تتجاوز التاسعة من العمر، قصة وصولها للمخيم الإماراتي مع والديها وإخوتها الخمسة. وتقول: ضاعت سنة دراسية من عمري، حيث كان المفروض أن أكون في الصف الثالث الابتدائي، لكنني سجلت في بالصف الثاني مدرسة مريجب الفهود في المخيم الإماراتي. وتستذكر لحظات نزوحها، قائلة: خرجنا من حمص برفقة والدي وإخوتي، لأن الوضع في سوريا صعب جداً، كنا نسمع صوت صواريخ الهاون القوية، وأشعر معها بالصداع والآلام في أذني، وأشاهد سقوط الشظايا أمام بيتنا الذي يتكون من 3 طوابق، ثم تساوى بالأرض. وعن صديقاتها تحكي: فقدت صديقاتي اللواتي معي في المدرسة، بعدها اتفق أبي مع سائق سيارة الأجرة ليقوم بتوصيلنا للحدود الأردنية، ومن الصباح الباكر قمنا بتجهيز أغراضنا البسيطة التي نستطيع حملها. ثم تبتسم، وتقول: أحضرت معي طلاء الأظافر الملونة، لكنني لم أستطع حمل ألعابي وصوري. وتتذكر التفاصيل: «في الساعة الثامنة وصلت السيارة التي ستنقلنا، لكنها تعطلت في الطريق، فانتظرنا فترة طويلة، ثم سرعان ما انتقلنا إلى سيارة أخرى، حيث استغرقت رحلتنا 4 أيام، بعدها، وصلنا الحدود ومنها إلى المخيم الإماراتي. وتصف حياتها في المخيم: بالقول: الحمدالله، استقبلونا، وأعطونا الكرفان لنسكن فيه ووفروا لنا وجبات طعام، فطور وغداء وعشاء، واصبح لدي صديقات جدد وزميلات ألعب معهن في حديقة الألعاب داخل المخيم. أما علي زياد عمران (14 عاماً) في الصف السادس الابتدائي، ويسكن بالمخيم الإماراتي، فيقول: أصبحنا لا نستطيع العيش في سوريا، ونحن نسمع أصوات القنابل والصواريخ ليل نهار، والدخان الأسود يغطي السماء. ويتابع: كان جيش الأسد يهجم على المنازل ويقوم بسرقة كل ما فيها، ويعتدي على أصحابها بالضرب والكلمات القاسية، ولم يكتف بذلك، بل يقوم بحرق المساكن كي نخرج منها. ويصف عبدالرحمن حسون ( 13 عاماً) في الصف السابع الابتدائي، الحالة بقوله: كنا نتوقع سقوط الصواريخ في كل لحظة، كنا نعيش في رعب وخوف، كنا نفقد أحد أقاربنا أو جيراننا كل يوم. ويتحدث الطفل عبدالرحيم إبراهيم عن حياته في المخيم، فيقول: خصص الهلال الأحمر الإماراتي ملعبين لكرة القدم، وكذلك مركزاً لتحفيظ القرآن، ونحن هنا في المخيم نستطيع أن نخرج للعب في أي وقت، لأن المكان آمن، ولا نشعر بالخوف، لكننا نشعر بالحنين للعودة لبلدنا سوريا. وتمسك الطفلة ندى محمد (الصف الأول الابتدائي) بطرف الحديث من عبدالرحيم، وتضيف: أنا حزينة جدا لأني تركت بيتنا في سوريا، تركت ألعابي، صوري، وأغراضي، وجئنا إلى هنا، لأن الجيش يقتل الصغار والكبار. أما زيد سامي (في الصف التاسع الابتدائي) فيتحدث عن الخدمات التي يقدمها مكتب «الهلال الأحمر الإماراتي»، الذي هو على تواصل دائم معهم، ويبدي حبه الشديد للعم فيصل، الذي يلقاه دوما بابتسامته الكبيرة، وفي يده الحلويات والألعاب. وتعود الطفلة كاتبة عبدالعال (في الصف السادس الابتدائي) إلى الحديث عن سوريا، ولحظات النزوح، فتقول: خرجنا مع والدي وأخوتي في الساعة السادسة صباحاً، وتركنا منزلنا الجميل الذي نعيش فيه، بعد أن سرق جيش بشار الأسد كل ما فيه، وأحرقوه، وقتلوا ابن عمي بـ6 طلقات نارية، وفقدت كل أصدقائي. وتتذكر اليوم جيداً، وتضيف: كان يوم الاثنين، تفاجئنا بأن الطريق مغلق، ثم رجعنا في اليوم الثاني، حتي وصلنا الحدود بعد يومين، وعندها طلب الأمن منا تسجيل أسمائنا وأعمارنا، وتمّ تحويلنا للمخيم الإماراتي، ونشكر الله أولاً، ثم دولة الإمارات التي وفرت لنا المخيم والسكن والملبس والغذاء، واستطعنا إكمال دراستنا في مدرسة مريجب الفهود داخل المخيم، فيما نقضي أوقات الفراغ في الحديقة أو ملعب كرة القدم، حيث أصبح لدينا رفقاء وأصدقاء جدد. أما الطفلة ساجدة( 13 عاماً) من سكان درعا، فتقول: خرجنا من منزلنا الساعة الثامنة صباحاً بعد أن أصيب أخي بشظية في كتفه وأخرى برجله، وانتظرنا ساعات طويلة في الباص حتى وصلنا الحدود، وسألوا والدي: أين تذهب؟، فقال لهم: المخيم الإماراتي. وعد.. طفل سوري يعاني إعاقة سمعية يعاني الطفل وعد الذي يبلغ من العمر 9 سنوات من إعاقة سمعية وصعوبة في النطق تمنعه من الانسجام مع رفاقه في المخيم الإماراتي الأردني. ويشير والده إلى أن هذه الإعاقة أصابته قبل 3 سنوات، حيث تمت زراعة قوقعة حلزونية له في الأذن، وسرعان ما بدأت حالته في التراجع، وهو يحتاج حاليا إلى زراعة قوقعة حديثة وإعادة تأهيل في النطق. ويضيف: استجاب مكتب الهلال الأحمر الإماراتي لنداء الأسرة حيث وجه الدكتور محمد عتيق الفلاحي خلال زيارته للمخيم مؤخراً وإطلاعه على حاله بالعمل الفوري على إجراء العملية له وزراعة قوقعة جديدة حتى يتمكن من السمع مع إعادة تأهيل النطق، منوهاً إلى جهود الإمارات في الوقوف مع الشعب السوري والتخفيف عنه. أما أبو فواز (من سكان إدلب 70 عاماً)، والذي جاء لتلقي العلاج في المستشفى الإماراتي، فيقول: أعاني من تورم قدمي وترسبات في المرارة، إضافة إلى مشاكل في القلب داهمتني بعد استشهاد ابني البالغ من العمر 36 عاماً. ويتوجه حسن هلال بالدعاء لدولة الإمارات، جزاء الخدمات والمساعدات التي قدمتها وتقدمها للشعب السوري من علاج وطعام وملبس وحسن معاملة. وتروي أم محمود قصتها والحزن والأسى مرسومان على وجهها: أصبت بشظية في بطني وأنا حامل، فيما أصيب زوجي بشظية في قدمه وبطنه، واستشهد أخوه، وكان علينا أن نهرب من عصابات الأسد تاركين سوريا. وتتابع: تم نقلنا بسيارات الإسعاف والحمد الله تلقينا العلاج اللازم وحصلنا على مسكن هنا. الإمارات تجمع شمل 900 أسرة سورية لاجئة ساهم برنامج ( لم الشمل) الذي ينفذه المخيم الإماراتي الأردني ( مريجيب الفهود) في لم شمل 900 أسرة من اللاجئين السوريين كانوا قد تفرقوا في عدد من المخيمات بعد خروجهم من سوريا تحت القصف. ويؤكد هادي الكعبي مدير المخيم الإماراتي الأردني إن المبادرة تهدف إلى تحقيق حلم العديد من الأفراد الذين تفرقوا عن أقاربهم وبشكل خاص الأطفال والنساء وكبار السن، حيث بادر المخيم بافتتاح مكتب لهذه المبادرة حتى يتسنى للاجئين تسجيل طلباتهم وأسماء ذويهم الذين يبحثون عنهم في المخيمات الأخرى. ويضيف: ويعمل المخيم بالتعاون مع الجهات المعنية على البحث عن هؤلاء الأشخاص وبالتالي جمع شملهم مع أقاربهم. وتقول: مريم سعيد وهي طفلة عمرها 9 سنوات: كنت أقيم مع أقاربي في مخيم الزعتري بعد أن فقدت والدي عقب إصابته برصاصة خلال خروجنا من سوريا، حيث توقف في الطريق ولم يستطع إكمال السير معنا، وظلت أمي معه حتى يتمكن من المغادرة، إلا أنه أصر على أن أغادر سوريا مع أقاربي، الذين أكدوا لي أننا سنلتقي من جديد بعد أن يتعافى والدي. وتكمل الطفلة مريم: كان أقاربي قد اخبروا إدارة المخيم ببحثنا عن والدي وبعد فترة اتصل بنا أحد العاملين في المخيم الإماراتي ليخبرنا بأن والدي موجودان في مخيم الزعتري، وتمت بعدها إجراءات نقلهما وانضممت إليهما على الفور حيث حقق لي الهلال الأحمر الإماراتي السعادة من جديد بعد أن تملكني اليأس من إيجاد عائلتي. أرقام وإحصائيات القتلى 93 ألف شخص المتضررون 68 مليون شخص النازحون 4 ملايين شخص اللاجئون 2.847.600 شخص موزعون على مصر 128.054 شخصا العراق 208.054 شخصا الأردن 560.059 شخصا لبنان 833.685 شخصا
المصدر: الأردن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©