محمد حامد (دبي)
سرقوا ثقافتنا وتراثنا، وأعادوا تصديرهما للعالم بشعار «صنع في فرنسا»، والآن لدينا فرصة سانحة للانتقام «هذا هو لسان حال الملايين في بلجيكا قبل ساعات من المواجهة المرتقبة بين ديوك فرنسا والمنتخب البلجيكي الملقب بـ«الشياطين الحمر«في نصف نهائي مونديال روسيا، وتتجسد قصة سرقة التراث والتاريخ بين فرنسا وبلجيكا بصورة رمزية في هوية مخترع البطاطا المقلية، حيث يظل الطعام، وخاصة الوجبات الشهيرة من أكثر أوجه الثقافة والتراث أهمية في دول العالم.
في بلجيكا يؤكدون أن البطاطا المقلية التي أصبحت الوجبة الأشهر عالمياً في الوقت الراهن، اختراع بلجيكي دون أدنى شك، وتبدأ القصة في عام 1680 أي قبل 338 عاماً، حينما تجمدت الأنهار والبحيرات في بلجيكا، ما جعل السكان لا يعثرون على السمك، وهو وجبتهم الرئيسة، حيث كان يتم تناوله على شكل أصابع مقلية، فما كان منهم إلا أن قاموا بقلي البطاطا لإنقاذ أنفسهم من الجوع، وفي الوقت ذاته لكي يبدو طعم الوجبة الجديدة وشكلها قريباً من أصابع السمك التي اعتادوا عليها.
وفي المقابل، يقول الفرنسيون، إن أشهر كتب الطبخ، وعلى رأسها الكتب الفرنسية التي يعود تاريخ تأليفها ونشرها إلى ما يقرب من 330 عاماً ذكرت البطاطا المقلية باعتبارها اختراعاً فرنسياً، وفي ظل القوة التي تتمتع بها فرنسا مساحة، وسكاناً، ونفوذاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً، نجح الفرنسيون في الترويج للبطاطا المقلية باعتبارها اختراعاً فرنسياً.
بلجيكا بلد صغير تبلغ مساحته 30 ألف كم مربع، وعدد سكانه 11 مليوناً، مقابل 67 مليوناً هم سكان فرنسا التي تبلغ مساحتها 644 ألف كم مربع، وهناك حدود مشتركة بينهما يبلغ امتدادها 555 كم، كما أن ما يقرب من نصف سكان بلجيكا يتحدثون الفرنسية، ما يجعل العلاقة بين البلدين تاريخياً وجغرافياً، وحاضراً تأجج الرغبة البلجيكية في تحقيق فوز كروي معنوي على الجار العملاق. المؤشرات السابقة ترفع من وتيرة الإثارة في موقعة اليوم، فالجميع يدركون أن فرنسا«أمة كروية» بأتم معنى الكلمة، وبلجيكا التي قد لا ينطبق عليها هذا الوصف لديها في الوقت الراهن على وجه التحديد منتخب كبير تمكن من قهر البرازيل التي تتصدر«أمم كرة القدم»، ومن ثم يمكن لكيفين دي بروينه وهازارد ولوكاكو وكورتوا الثأر لبلجيكا في«حرب الكرة والبطاطا».
عدد اليوم
