الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

صور المتعة ونجومها!

9 يوليو 2018 21:40
تغيرت صور المتعة في كرة القدم، وفي كأس العالم، فلم تعد المساحات في المباريات كما كانت، ولكنها ضاقت، ولم تعد المهارة الفردية وحدها حاسمة كما كانت، ولكنها أصبحت ترساً في آلة الأداء الجماعي، ولم تعد القوى التقليدية تمضي في طريقها إلى النهائي بقوة الدفع والتاريخ وبقوة الشخصية الكروية كما كانت، ولكنها أصبحت تجد مقاومة من الفرق الأصغر. هذا يضفى متعة على كرة القدم، فقد أصبحت اللعبة أصعب، وكلما زادت درجة الصعوبة، زادت درجة الجمال في الصراع بين الفريقين. وحين تمتزج الصعوبة بالجمال مع قوة الصراع نكون أمام رياضة مثيرة وجميلة، ومن صور الجمال، أن يتأهل إلى الدور قبل النهائي منتخبات بلجيكا، فرنسا، كرواتيا، وإنجلترا، فتلك المفاجآت تزيد من متعة المشاهدة، ثم أن الفوز الآن للمجموع وليس للفرد. في مونديال روسيا أرقام قياسية، لكنني توقفت أمام رقم عدد التسللات في بعض المباريات، فكيف تنتهى مباراة بين فريقين في بطولة كبيرة من دون تسلل واحد؟ حدث ذلك في مباراة فرنسا وأوروجواي، بينما في مباراة بلجيكا والبرازيل احتسب الحكم تسللاً واحداً على البرازيل، مقابل «صفر» تسلل على بلجيكا، وفى مباريات دور الثمانية كلها 6 تسللات فقط لا غير، وقلة التسلل في المونديال يعود إلى تغيير في طريقة الدفاع، فقد أخذت المنتخبات تبني الاستحكامات الدفاعية أمام منطقة الجزاء أو داخلها، وهذا كان وراء خروج ألمانيا والبرازيل تحديداً، فالفريقان يلعبان بقوة هجومية شرسة داخل صندوق الخصم، وتلك الدفاعات في الصندوق أو أمامه ضيقت الخناق على مهاجمي البرازيل وألمانيا. الدفاع من مسافات متأخرة، يدفع الفرق التي مارست هذا الأسلوب إلى الهجوم المرتد، وكثير من الأهداف سجلت بالهجوم المضاد. فالتراجع أمام المنافس الأقوى هجومياً يدفعه بدوره إلى الأمام، تاركاً مساحات في خطوطه الخلفية، ومع توافر عناصر سريعة يمكن شن الغارات الهجومية المضادة. وإذا كانت المتعة موجودة في المونديال، فإن النجوم أيضاً يمكن أن تراهم جيداً، وقد أكد المونديال نجومية نجوم مثل دى بروين، وهازارد، وكورتوا، وكافانى، وسواريز، وهاري كين، وستيرلينج، ومودريتش، وراكيتتش.. وكشف المونديال عن نجوم مثل لوكاكو، ومبابي، وفيللايني، وهاري ماجواير وديلي ألى.. ولم يعد النجم هو هذا الفارس المغوار الذي يمتطى ظهر جواده «الأبيض» ويرواغ الخصوم ويصرعهم وحده ويبهر المتفرجين، تلك المبارزة مضت وانتهت، فهل ندرك ذلك كي نشاهد كرة القدم بصورة أفضل؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©