الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأفراح هناك والأمان هنا

9 يوليو 2018 21:37
ما زالت حمى التجاذبات تفرض نفسها على أرض تونس، بعد مشاركتها في مونديال روسيا، حيث وصل الأمر إلى حد عقد جلسة داخل مجلس النواب، ومساءلة وزيرة الرياضة ماجدولين الشارني، وتمت مطالبتها رسمياً بتحديد أطراف المهزلة، وإقالة نبيل معلول، مع لفت نظر شديد اللهجة إلى رئيس اتحاد الكرة وديع الجريء، في وقت بدأت أعداد غفيرة من الجماهير التونسية تقتنع بأن معلول كان بلا حول ولا قوة أمام منتخبي إنجلترا وبلجيكا، وأن المنطق الكروي كان يرجح كفة تونس ـ فقط ـ أمام منتخب بنما، لكن ما حصل في مونديال هذا العام، دفع بعض الأطراف إلى المطالبة بتحقيق «مفاجأة» مثل البقية، في وقت تعتبر أطراف أخرى، أن الكرة لا تعترف بالمفاجآت، بل بالعمل والتخطيطات، وهو ما جعل أكثر من منتخب يصنع التحولات، ويزيد في درجة الإثارة إلى حد سقطت معه كل المنتخبات التي كانت مرشحة على الأقل لبلوغ خط النهاية، مثل ألمانيا والأرجنتين وإسبانيا.. وقد عدنا تحديداً إلى هذه النقطة، لنؤكد أن الأفراح التي هزت إنجلترا وبلجيكا بعد العبور إلى نصف النهائي بامتياز، نزلت برداً وسلاماً على تونس، وأقنعت غالبية الجمهور أن منتخب بلادهم ليس أفضل من البرازيل التي انقطعت أنفاسها عند ملاقاة بلجيكا، وداخ لاعبوها، وهم يلاحقون لاعبا برتبة ساحر اسمه «هازارد»، أو هم ينازلون نجماً برتبة محارب اسمه «لوكاكو»، كسر كل القواعد الدفاعية لمنتخب السامبا.. كما تأكد الجمهور التونسي أن نبيل معلول كان يملك أنصاف حلول، ولم يكن لديه لاعبون في قيمة نجوم السويد الذين رفعوا الراية البيضاء أمام القبضة المحكمة لنجوم في قيمة الإنجليزيين هاري كين ورحيم سترلينج وكيران تريبير وهاري ماجوير، فرضوا نسقهم على جميع منافسيهم إلى حد الإقناع والإمتاع والإبداع، وقد يطلبون المزيد، وهي نتائج خففت بشكل واضح عبء الهزيمتين اللتين تكبدهما منتخب تونس أمام العملاقين الإنجليزي والبلجيكي، بما قد يمثل جرعة أمل للمدرب معلول، ليواصل البقاء على رأس المنتخب الذي تنتظره أكثر من مناسبة ساخنة، ليس أقلها تصفيات كأس أفريقيا للأمم 2019، خاصة أن التغيير لمجرد التغيير لا يبدل حال منتخب تونس طالما المشاكل هي هي، و«الأسامي هي هي»، وحتى القلوب هي هي، والأفضل للجميع أن يدرسوا وضعيات الشبان داخل كل الجمعيات، وأن يضعوا حداً لتعاسة البنية التحتية في مختلف الملاعب التونسية. على جناح الأمل بعد البرازيل التي رفعت كأسها الأولى سنة 1958 جاء الدور على الأرجنتين التي تلذذت حلمها المونديالي الأول، بعد 20 عاماً، وتحديداً سنة 1978، ثم صاح الديك الفرنسي كذلك، بعد 20 سنة، وشرب من كأسه العالمية الأولى، وتحديداً سنة 1998، فهل يعاد هذا السيناريو في مونديال روسيا، وتشرب بلجيكا من نفس العين المونديالية، أم سيكون هذا الأمل العشريني «بعد كل 20 عاماً»، من نصيب كرواتيا السائرة بصمت الكبار إلى عالم الكبار؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©