عواصم (الاتحاد، وكالات) - نشرت الإدارة الأميركية فجر أمس ملخصاً لتفاصيل الاتفاق المرحلي بين إيران والدول الست الكبرى في «مجموعة خمسة زائد واحد، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، الموقع في جنيف يوم 24 نوفمبر الماضي تمهيداً لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني، بعدما أطلعت الكونجرس الأميركي على النص الكامل لخطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنفيذه خلال مدة 6 أشهر ابتداء من يوم الاثنين المقبل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفضل بقاء بعض جوانب التفاهمات سرية». وأوضح أن خطة العمل المشتركة تشكل أول مرة منذ 10 سنوات توافق فيها إيران على أعمال محددة توقف تقدم برنامجها النووي وتسمح بدخول مفتشين دوليين إلى منشآته بشكل غير مسبوق. وأضاف أن التفاهمات الفنية تحدد كيفية تطبيق خطة العمل والتأكد من ذلك وتوقيت تطبيق كل شرط فيها.
ووفق الملخص، التزمت إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، في أول أيام تطبيق الخطة، وبدء بتخفيف تخفيف نصف ما لديها من اليورانيوم المخصب بتلك الدرجة من النقاء إلى أقل من 5% أو تحويله إلى شكل غير ملائم لمزيد من التخصيب وكل ذلك قبل نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق. وبالتزامن مع ذلك ستتأكد الوكالة من وقف إيران استخدام نصف أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز و3 أرباع الأجهزة في منشأة فوردو، في تخصب اليورانيوم، وعدم بنائها أي منشآت تخصيب إضافية وعدم تزويد مفاعل أراك بالوقود أو نقل مياه ثقيلة إليه، بالإضافة إلى عدم بناء منشأة لإعادة المعالجة إذ من دونها لا يمكن فصل البلوتونيوم من الوقود المستنفد.
والتزمت إيران بالانتهاء من تخفيف نصف مخزونها من المواد المخصبة ما تحت 20% خلال 3 أشهر، والانتهاء من كل ما تبقى من مواد خلال الأشهر الـستة المحددة للخطة، ووضع سقف لحجم اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 5% عند نهاية المدة.
وذكر البيت الأبيض أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الوحيدة المسؤولة عن التأكد وتأكيد التزام إيران بهذه الإجراءات، والقيام بعمليات تفتيش مستمرة، فيما تؤسس إيران و«مجموعة 5 1» لجنة مشتركة للعمل مع الوكالة بغية مراقبة تنفيذ خطة العمل المشتركة، تضم خبراء من الاتحاد الأوروبي وإيراني والمجموعة وعليها أن تجتمع شهرياً للنظر في مسألة تنفيذ خطة العمل المشتركة وأي قضايا تطرأ. وتعهدت إيران تعهدت بأن تكون شفافة بطريقة غير مسبوقة بشأن ببرنامجها النووي. كما التزمت بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية بالدخول منشأتي نطننز وفوردو يومياً لمراقبة المواد المصورة بالكاميرات داخلهما، وهو ما سيسمح أيضاً بشفافية أكبر في عملية مراقبة التخصيب بما يوفر الوقت الذي قد تستغرقه أي عملية كشف عن عدم تعاون من قبل إيران.
وتضمن الملخص التزام المجموعة والاتحاد الأوروبي بتخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران بصفة محدودة ومؤقتة ومستهدفة، على أن تتراوح قيمة تخفيف العقوبات بين 6 و7 مليار دولار. وما أن تؤكد الوكالة أن إيران تفي بالتزاماتها، يتوجب عليهما وقف العقوبات على صادرات إيران البتروكيماوية ووارداتها من السلع والخدمات لقطاع تصنيع السيارات، ووقف العقوبات على واردات وصادرات الذهب والمعادن الثمينة ووقف الجهود لتخفيض شراء النفط الخام من إيران وتسهيل إقامة قناة مالية لدعم التجارة الإنسانية المسموحة بها حالياً فيها.
كما التزما باتخاذ إجراءات لتسهيل وصول إيران إلى 4,2 مليار دولار من أموالها المجمدة في الخارج على أفساط قيمة كل منها 550 مليون دولار، أولها في مطلع فبراير المقبل وآخرها في 20 يوليو المقبل. وذكر البيت الأبيض انه بعد دخول خطة العمل المشتركة حيز التنفيذ، ستحدد أميركا مع الشركاء في المجموعة المقاربة باتجاه حل شامل لمسألة لبرنامج النووي الإيراني، موضحاً أنه «لا توجد أوهام حول صعوبة تحقيق هذا الهدف، لكن من أجل أمننا القومي وسلام وأمن العالم، الوقت مناسب الآن لإعطاء الدبلوماسية فرصة».
وأطلعت مساعدة وزير الخارجية الأميركي وكبيرة مفاوضي بلادها في الملف النووي الإيراني ويندي شيرمان أعضاء الكونجرس على نص الاتفاق أمس الأول. وانسحب بعضهم من الاجتماع معها قائلا ان ذلك زاد من مخاوفهم بشأن المفاوضات بين إيران المجموعة بدلا من أن يهدئها. وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري المعارض لينزي جراهام للصحفيين: أشعر بانزعاج أكبر وأكبر من أي وقت مضى بعد هذه الإفادة».
من جانب ذكرت قناة «برس. تي. في» التلفزيونية الإيرانية الرسمية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس الأول دعوة من الرئيس الإيراني حسن روحاني لزيارة طهران. وأضافت أن بوتين رحب بالدعوة وقال لظريف «آمل في زيارة بلدكم قريباً». ودعا إلى مزيد من التعاون الاقتصادي بين روسيا وإيران ، موضحاً «لدينا جدول أعمال ثنائي كبير يتعلق في المقام الأول بعلاقاتنا التجارية والاقتصادية بالطبع».
وذكرت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية أن بوتين أشاد بجهود إيران لإبرام اتفاق جنيف بالقول «أنا عل يقين من أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق بفضل الجهود التي بذلتها القيادة الإيرانية». ونقلت عن ظريف قوله »نحن مستعدون للوفاء بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها».
عدد اليوم
