أخيراً صناعة رقاقة الذاكرة المستخدمة في عدد من الأجهزة والمعدات الذكية التي تعتمد عليها البشرية بدأت تأخذ قسطاً من الراحة في أعقاب عقود من زيادة الأسعار بصورة مطردة. فبعد ارتفاع تاريخي في عام 2017، انخفضت في العام الحالي أسعار نوعين رئيسيين من رقائق الذاكرة - NAND و DRAM - بنسبة 37% و16%، على التوالي، وفقا لتقارير ترصد حركة مبيعات أشباه الموصلات.
وأدى هذا الانخفاض في الأسعار إلى توقع المزيد من أرباح شركة سامسونج الكورية الجنوبية للهواتف الذكية، ولكنها جاءت أقل من توقعات المحللين.
وتراجعت الأسهم في أكبر شركة للهواتف الذكية وأشباه الموصلات في العالم بنسبة 2.3% بعد أن قالت شركة سامسونج، إنها تتوقع أرباحاً في الربع الثاني من العام تصل إلى 14.8 تريليون وون (13.2 مليار دولار)، وهذا أقل من تقديرات المحللين البالغة 15.1 تريليون وون. وستؤدي هذه النتيجة إلى كسر سلسلة من ارتفاع الأرباح للشركة الكورية الجنوبية الشهيرة والتي استمرت أربعة أرباع متتالية.
وتستخدم رقاقات الذاكرة في كل شيء من الهواتف الذكية إلى مصابيح الإضاءة المتصلة بالإنترنت إلى السيارات ذاتية القيادة. ويعكس التراجع الحالي في أسعارها زيادة الإنتاج من قبل الشركات المصنعة، حيث إن نمو الطلب على الرقائق كان في السابق يتجاوز العرض، بالإضافة إلى تباطؤ معدلات بيع الهواتف الذكية.
ويقول راندي أبرامز، المحلل في بنك كريدي سويس، ومقره تايوان: إن هذا التراجع في أسعار رقائق الذاكرة «يعيد الأمور إلى طبيعتها وذلك مقابل النقص الكبير في إنتاج هذا المنتج الحيوي للصناعات الذكية والذي كانت تعاني منه الأسواق من قبل».
وصناع الهواتف الذكية هم كبار مشتري رقائق الذاكرة، ولذلك يشعر موردو الرقائق بتباطؤ مبيعات أجهزة الهواتف الذكية حيث يحافظ المستهلكون على هواتفهم لفترة أطول - ويرفضون شراء الهواتف الذكية الحديثة التي قد تصل أسعارها إلى ما يقرب من 1000 دولار.
وانخفضت شحنات الهواتف الذكية العالمية في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام بنسبة 2.2% عن الفترة نفسها من عام 2017، مدفوعة بانخفاض بنسبة 10% في الصين، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، حسبما قال توم كانغ، المحلل في شركة كاونتر بوينت لابحاث أسواق التكنولوجيا.
يذكر أنه في نهاية عام 2017، ارتفعت أسعار رقائق DRAM و NAND بأكثر من الضعف على مدار عامين.
* الكاتب: تيموثي دبليو مارتن
عدد اليوم
