السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسواق الأميركية وتجاهل التوترات

8 يوليو 2018 23:42
ارتفعت الأسواق الأميركية في نهاية تداولات الأسبوع الماضي على الرغم من بعض العوامل السلبية التي من المفترض أن تغير من توجهات الأسواق، ويأتي في مقدمة هذه العوامل السلبية التوترات الجيوسياسية وعلى رأسها استمرار الأزمة السياسية مع كوريا الشمالية بعد قمة ترامب - كيم، حيث ظهرت على السطح بوادر أزمة جديدة بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية تمثلت في إصرار الأخيرة على سحب أميركا لقواتها من كوريا الجنوبية وإنهاء مظلة الدرع النووي، وهو ما ترفضه كل من أميركا وكوريا الجنوبية، حيث تعتقد أميركا أن بقاء هذه القوات هو الضمانة لإقرار السلام في شبه الجزيرة الكورية وهو ما ترفضه بيونج يانج.. ومن التحديات الأخرى احتمالية نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد تنفيذ رسوم أميركية على بعض السلع الصينية اعتباراً من الجمعة الماضي، فقد فرضت رسوم على السلع الصينية بلغت 34 مليار دولار، ومن المنتظر أن تقوم الصين برد مماثل مما سيؤثر سلباً على الأغلب على أداء الأسواق الأميركية على المدى المتوسط، غير أن الأسواق الأميركية نجحت في الارتداد صعوداً بنهاية الأسبوع في تجاهل غير حقيقي للحدث الأخير على خلفية ظهور علامات باحتمالية أن تخفف واشنطن موقفها بخصوص فرض رسوم على واردات السيارات الأوروبية. وعلى صعيد آخر أظهرت البيانات زيادة عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة الأميركية على نحو غير متوقع، فقد كان متوقعاً انخفاض طلبات إعانة البطالة إلى 225 ألف طلب الأسبوع الماضي غير أن ذلك لم يحدث، وغالباً سوف تشهد طلبات إعانة البطالة تقلبات خلال الأسابيع القليلة القادمة مع إغلاق شركات صناعة السيارات خطوط تجميع لإعادة التجهيز، ومن المرجح أن يتأثر المزيد من العاملين في قطاع السيارات أكثر من ذي قبل، وهو ما قد يلغي النموذج الذي تستخدمه الحكومة الأميركية لضبط البيانات في ضوء التقلبات الموسمية، ورغم ذلك يبدو أن سوق العمل قد بلغ حد التوظيف الكامل أو قريباً منه، في ظل تراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوياته في 18 عام عند 3.8%. ومن ناحية أخرى أظهرت النتائج نمو الوظائف الأميركية بأكثر من المتوقع خلال شهر يونيو، حيث اتجهت شركات الصناعات التحويلية إلى توظيف المزيد، لكن استقرار الأجور يشير إلى ضغوط تضخمية متواضعة من المفترض أن تبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) على مسار زيادة أسعار الفائدة تدريجياً، وهو ما سيؤثر سلباً بالضرورة على أداء الأسواق الأميركية الواعدة بتحقيق أسعار دنيا جديدة لهذا العام على المدى المتوسط، مما يجعل تداولها في المستويات الحالية عالي المخاطر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©