الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأفكار الغائبة

26 يناير 2010 21:57
كثيرا ما تحدثنا في هذا المكان عن الافكار الغائبة، وكثيرا ما تحدثنا ايضا عن استثمارات التقليد واستنساخ المشروعات الاستثمارية، ولكن تلك الموضوعات ألحت على ذهني بشدة عندما كنت أحد المستقبلين لسفينة الركاب السياحية العملاقة “بريليانس اوف ذا سيز” بحكم العمل الصحفي في ميناء زايد منذ ايام. سفينة سياحية عملاقة رست في ميناء زايد بمدينة أبوظبي في إطار برنامج الموسم السياحي الجديد الذي أطلقته الشركة المالكة للسفينة ويستمر حتى شهر ابريل المقبل، وتقوم خلاله السفينة برحلات منتظمة لسبع ليالٍ تزور فيها خمس مدن خليجية هي دبي ومسقط والفجيرة وأبوظبي والمنامة. شيء جميل ورائع، وسعدنا جداً، برسو هذه السفينة وركابها او سياحها في دولة الإمارات وبالتحديد مدن ابوظبي ودبي والفجيرة، شيء جميل أن نطلق المبادرات السياحية المشابهة ونقوم بتشجيع هذه النوعية من الرحلات واستقطاب سياح البحار الذين يمثلون نوعية مميزة من سياح العالم. السفينة تحمل على متنها 2500 سائح من العالم، إضافة إلى 900 من أفراد الطاقم، وقاموا برحلات سياحية في مدينة أبوظبي بعد استقبال حافل. لكن دعونا نعود للأفكار الغائبة، هل يعقل أنه من بين كل الشركات العربية العملاقة التي صرفت الملايين والمليارات على مشروعات واستثمارات مكررة في قطاعات مكررة، لم تفكر شركة واحدة في شراء أو تصنيع سفينة مماثلة تقوم برحلات مماثلة بين دول الخليج؟ أو بين الدول العربية الممتدة من المحيط الاطلنطي الى الخليج العربي. تخيلوا أن هناك سفينة بهذا الحجم تقوم بزيارات سياحية للمدن العربية من الدار البيضاء في المغرب مرورا بالجزائر وتونس وليبيا ومصر وسوريا ولبنان والاردن والسودان والسعودية واليمن وعمان ثم دول الخليج العربي والعراق. تخيلوا رحلات سياحية بحرية في سفينة بهذا الحجم وبهذه الفخامة بين الدول العربية التي أهملت تماماً السياحة البحرية، حتى أن معظم موانئ الدول العربية لا تنظم رحلات ركاب بحرية، ولا توفر خيار السفر بحراً. المدن العربية الكبرى كلها تقريبا تطل على بحار، ولدينا سواحل بحرية عربية ممتدة لآلاف الكيلو مترات، ولم يفلح بحثي في تحديد أطوالها، ولكن بنظرة بسيطة على الخريطة ستكون كبيرة جداً. وإذا أضفنا إلى ذلك أننا أيضاً لا نوفر رحلات سفر برية بين الدول العربية إلا فيما ندر، سنجد أننا في حالة سياحية غير سارة على الاطلاق، فليس هناك قطار عربي أو على الاقل قطار خليجي يربط الدول بعضها ببعض، رغم مرور عشر سنوات على بداية الألفية الثالثة، ولا أعرف تحديداً لماذا انتظرنا كل هذه السنوات لنفكر في مشروع قطار. رغم أن الطبيعة الجغرافية لمنطقة الخليج سهلة ومنبسطة ولا نحتاج لاختراق سلاسل جبلية مثلاً، وليس هناك غابات موحشة يصعب المرور من خلالها، وليس هناك ثلوج وعواصف تحول دون تحرك القطارات. ولنترك كل هذا جانباً ونسأل ألا توجد شركة واحدة تشعر بالغيرة وتقرر تقليد الرحلات السياحية البحرية على الأقل بين الموانئ الخليجية، بدلاً من تلك المشروعات العقارية والفندقية.. على الأقل نقلد شيئا جديدا..!! حياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©