الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شيخة المسكري: تجربة شخصية مريرة قادتني إلى قمة عالم الأعمال

شيخة المسكري: تجربة شخصية مريرة قادتني إلى قمة عالم الأعمال
26 يناير 2017 11:51
مصطفى عبد العظيم (دبي) سيدة الأعمال الإماراتية شيخة المسكري اضطرت إلى اقتحام عالم الأعمال وترك الوظيفة التي تحب قبل أكثر من 3 عقود، لتخوض غمار أكبر تحديات حياتها بإدارة شركة عائلتها التي أسستها والدتها قبل ذلك بعشرين عاماً. قصة نجاح المسكري في عالم المال والأعمال تحاكي قصة نجاح المرأة الإماراتية التي استطاعت في غضون عقود قليلة تبوؤ أعلى الدرجات والمناصب، بفضل نهج التمكين الذي وضعته القيادة الرشيدة لتعزيز مكانة المرأة الإماراتية محلياً وإقليمياً وعالمياً، وأن تكون شريكاً فاعلاً في مسيرة التميز والريادة التي تسعى لتحقيقها دولة الإمارات.. هكذا تختصر الدكتورة شيخة علي سالم المسكري، رئيس مجموعة المسكري القابضة، رحلتها نحو الريادة في عالم الأعمال والأنشطة الخيرية. كثيرون لا يعتبرونها سيدة أعمال ناجحة فحسب، بل يلقبونها بسيدة أعمال بدرجة فاعلة خير، بعد أن تمكنت من مزج أعمالها التجارية بالأعمال الخيرية التي تعتبرها الغاية التي يجب إدراكها والنجاح الذي تسعى لتحقيقه، وليس الثراء أو النفوذ، وهي النصيحة التي تسديها لكل من يريد أن يتعرف على نهجها في عالم الأعمال، وهو النهج القائم على ضرورة الربط بين المردود الاقتصادي الإيجابي لأي مشروع تجاري وبين المجتمع والأفراد، وليس فقط صاحب المشروع. تقول المسكري لـ«الاتحاد»، إن التواضع والشفافية والإنصاف تشكل معاً مثلثاً مهماً في منظومة نجاح الأعمال، لافتة إلى أن ترسيخ هذه المبادئ الثلاثة والتي تندرج جميعها تحت مفهوم «الحوكمة» يمثل أمراً في غاية الأهمية في إدارة أي منظومة أعمال ناجحة، موضحة أنها لا تقلق إطلاقاً على أعمالها لنجاحها في تأصيل هذه المبادئ منذ سنوات طويلة، خاصة مع تعدد وتنوع ثقافات العاملين في شركات المجموعة، مؤكدة أن كسر الحواجز بين الثقافات والتواضع والاحترام المتبادل ينبغي أن يكون في صدارة فنون الإدارة. وتعتبر شيخة المسكري التي تحتفظ بشريط طويل من الذكريات خلال رحلتها في عالم الأعمال بقدرة كبيرة على إنجاز الكثير، القوة الدافعة في مجموعة المسكري القابضة، إحدى أكبر وأنجح المجموعات القابضة التي تمتلكها وتديرها العائلات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وانطلاقاً من مقرها الرئيس في أبوظبي، ذاع صيت مجموعة المسكري القابضة ورئيس مجلس إدارتها وانتشر حول العالم. وحول رحلتها إلى قمة عالم الأعمال، قالت الدكتورة شيخة المسكري: إن رحلتها بدأت من تجربة شخصية مريرة مرت بها، فبعد تخرجها في جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأميركية وخضوعها لدورة تدريبية في الوكالة الأميركية للمسح الجيولوجي، التحقت بالعمل لدى شركة أبوظبي الوطنية للبترول لتصبح أول امرأة إماراتية تعمل لديها، وكانت تتطلع حينذاك إلى سيرة مهنية طويلة في قطاع النفط، إلا أن والدتها توفيت في العام 1981، وتبعها زوجها. وأصيبت المسكري بصدمة كبيرة وهي أم لثلاثة أطفال يجب أن ترعاهم، ولكنها رغم ذلك خاضت غمار أكبر تحديات حياتها، الذي تمثل في إدارة شركة عائلتها التي أسستها والدتها قبل عشرين سنة. وتمثلت أبرز العقبات التي واجهتها في الاستحواذ على ملكية الشركة بالكامل، وهو أمر لم تكن القوانين تسمح به سوى للرجال في حينه، وتغلبت على هذه العقبة، وأصبحت أول امرأة في أبوظبي تحصل على رخصة مقاولات عامة بصفتها المالكة الحصرية للشركة. وعكفت بعد ذلك على إعادة هيكلة الشركة، حيث قامت بتقسيمها إلى ستة قطاعات رئيسة، في قرار ضمن النجاح العالمي لهذه الشركة الخاصة، وفي عام 2015، حازت د.شيخة جائزة التميز في مؤتمر القيادة العالمي. وعلى الرغم من أنها دخلت مؤخراً قائمة مجلة فوربس ميدل إيست لأكثر 100 سيدة أعمال عربية نفوذاً، فإنها كانت شغوفة أيضاً برعاية الأعمال الخيرية، وكرست وقتها بالتساوي بين الأعمال والأنشطة الخيرية، حيث أسست ودعمت ورعت الأعمال الخيرية في كل مكان، بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة، وصولاً إلى الهند، ومن تركيا إلى أوغندا وتنزانيا. تقول الدكتورة شيخة: «يجب أن ننشط في الأعمال الخيرية بالتوازي مع ممارسة الأعمال التجارية»، لهذا أسست في عام 1993 مؤسسة يونايتد ميرسي فاونديشن التي انضمت الآن إلى مؤسسة عائلة المسكري الخاصة للأعمال الخيرية والتي تسعى لدعم عمليات الإغاثة حول العالم. وحول رسالتها إلى الأجيال الشابة، قالت الدكتورة شيخة إن رسالتي لهم: «إننا يجب أن نعيش الحياة». وتضيف: «أنا أحب نظم الشعر، وأحبّ المقولات إلى قلبي: استمتعوا بتجربة الحياة... ولابد لنا من الاستثمار في تنمية عقولنا وأرواحنا وطموحاتنا وصداقاتنا». ونوهت المسكري بمسيرة تمكين المرأة في دولة الإمارات، وهي المسيرة التي بلغت أوجها بتعيين معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي، لتكون بذلك أول امرأة إماراتية وعربية تترأس مؤسسة برلمانية، ومن قبلها تولي الشيخة لبنى القاسمي العديد من الحقائب الوزارية، وتلتها معالي ريم الهاشمي، وتعيين معالي عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة، وأيضاً معالي نورة بنت محمد الكعبي التي تولت منصب وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، وكذلك الكثر من القيادات النسائية التي تتولى العديد من المناصب العامة التي تبدع فيها المرأة الإماراتية في المحافل المحلية والدولية كافة . وترى المسكري، أن بلوغ المرأة الإماراتية لهذه المناصب ارتكز بشكل رئيسي على معيار الكفاءة الذي ينبغي أن يكون هو المرجع الرئيسي عند إشراك المرأة أو الرجل في العمل العام أو الخاص، مشيرة إلى أن عضوية المرأة في مجالس إدارة الشركات لا ينبغي أن يكون عبر تحديد حصة معينة للمرأة في مجلس الإدارة، بل يجب أن يكون قائماً على مبدأ الكفاءة والخبرة. وتقول المسكري: إنه على الرغم من أن الاقتصاد العالمي مازال يمر بحالة من الغموض وعدم اليقين نتيجة المتغيرات المتلاحقة، كخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعدم وضوح الرؤية حتى الآن بشأن الاقتصاد الأميركي مع الإدارة الجديدة، فضلاً عن ضعف النمو في العديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة، فإن الآفاق الاقتصادية لدولة الإمارات تبدو واعدة إلى حد بعيد، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة التي تبنت منذ سنوات طويلة استراتيجية للتنويع الاقتصادي وبناء اقتصادي معرفي قائم على الابتكار. وعلى مستوى المسؤولية الاجتماعية للشركات، أسست الدكتورة شيخة المعهد العالمي للعدل والتكنولوجيا وأكاديمية الإسعاف والإنقاذ العالمية. وكان الفضل لهاتين المؤسستين بتدريب المئات من أفراد وزارة الداخلية، وذلك في مجال العلوم الشرطية المتقدمة والأمن والخدمات الطبية الطارئة وحصولها على العديد من الجوائز. وفي عام 1993، أنشأت «مؤسسة الرحمة المتحدة» المؤسسة الخيرية التابعة لأسرتها (حيث يتم إدارة هذه المؤسسة حالياً من قبل مؤسسة العائلة)، التي ترعى الأيتام ودور الأيتام، وتوفر المواد الغذائية والطبية والإغاثة في حالات الطوارئ في مناطق الأزمات في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وفي عام 2003، شاركت الدكتورة شيخة في تأسيس مشروع القروض الصغيرة بديار بكر في تركيا. وفي عام 2016، منح جلالة ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر الدكتورة شيخة المسكري وسام النجم القطبي، بمرتبة عضو من الدرجة الأولى. حيث جاء تكريمها بمنحها لوسام النجم القطبي لقاء خدمتها لمملكة السويد. ثالث أقوى عربية نفوذاً نالت الدكتورة شيخة المسكري المرتبة الثالثة كثالث امرأة عربية الأكثر نفوذاً في العالم العربي لعام 2016، بعد سمو الأميرة هيا بنت الحسين، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي، حيث تضم القائمة القيادات النسائية الإقليمية من القطاعين العام والخاص. وعلى شرف يوم المرأة الإماراتية 2016، نشرت الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء مجموعة «إماراتية»، والتي تشتمل على مجموعة من الملفات الشخصية لبعض النساء الإماراتيات الملهمات، حيث ضمت المجموعة الملف الشخصي لها ولأدوارها كسيدة أعمال رائدة ومحبة لعمل الخير. ومنحت في العام نفسه درع الفخرية الإماراتي وذلك لمساهماتها الإنسانية الرائدة في تطوير الدولة. وتشغل الدكتورة شيخة المسكري أيضاً منصب عضو مجلس إدارة في العديد من المنظمات غير الربحية. وعضو مجلس إدارة المنتدى العربي الدولي للمرأة، وعضو مجلس إدارة المرأة للنمو المستدام، وعضو في اللجنة العليا الاستشارية الدولية للمنصة للتعاون الدولي، وعضو المجلس الاستشاري لمنتدى الصداقة الإماراتي السويسري، وعضو المجلس الاستشاري لمؤسسة آسيا، وعضو المجلس الاستشاري لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©