الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أوروبا تبتلع الكرة العالمية بسلاحي الإدارة والمهاجرين!

أوروبا تبتلع الكرة العالمية بسلاحي الإدارة والمهاجرين!
8 يوليو 2018 01:44
محمد حامد (دبي) تجسد كرة القدم العالمية في الوقت الراهن، وفقاً لنتائج مونديال روسيا نموذجاً مشابهاً لعلاقة الدول الأوروبية الكبرى، بالدول التي كانت تحتلها وتسيطر عليها سياسياً في النصف الأول من القرن الماضي، فقد كان في مقدر الدول الكبرى في هذا الوقت الحصول على المنتجات «الخام» لهذه الدول، ثم العمل على إعادة تصنيعها والاستفادة منها، وإعادة تصديرها للعالم، وجعلها ماركة عالمية ملء السمع والبصر، وهو الأمر الذي يتكرر في الوقت الراهن على المستوى الكروي، فالمواهب العالمية لا مجال لبزوغها وتألقها، إلا حينما تشد الرحال إلى «القارة العجوز»، سواء من المهاجرين بصفة دائمة أو هؤلاء الذين يتخذون منها مكاناً للاحتراف حتى نهاية مسيرتهم الكروية. مونديال روسيا يؤكد وفقاً للنتائج الحالية أن أوروبا تبتلع الكرة العالمية، وتسيطر عليها على المستويات كافة، فقد تأهل رباعي أوروبي للدور نصف النهائي، وأصبح اللقب أوروبياً للمرة الـ 12 في تاريخ المونديال، من بين 21 نسخة أقيمت منذ عام 1930 حتى 2018، وفي المقابل حصلت جميع قارات العالم على اللقب 9 مرات، وجميعها لأميركا الجنوبية، واللافت في النسخة الروسية للمونديال، أن التفوق الأوروبي كان كاسحاً، ليس بتأهل 4 وجوه أوروبية إلى المربع الذهبي فحسب، بل إن 5 منتخبات أوروبية تصدرت الـ8 مجموعات في الدور الأول، وتأهلت 10 كيانات كروية أوروبية إلى دور الـ 16، ثم 6 من أصل 8 في ربع النهائي. وداع جميع قارات العالم للمونديال الروسي، وبقاء أوروبا بمفردها، ليس مفاجأة قياساً بالحقائق الراسخة السائدة قبل انطلاقة البطولة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة من يحترفون في أندية «القارة العجوز» تبلغ 74% ممن شاركوا مع منتخباتهم في المونديال، أي أن هناك 544 لاعباً من بين 736 ينشطون في أندية «القارة العجوز»، ما يجعله مونديالاً أووربياً خالصاً على مستوى الهوية الاحترافية للاعبين. وتستأثر الدوريات الأوروبية بصدارة دوريات وبطولات العالم المحلية من حيث القوة والشعبية والقوة المالية والتغطية الإعلامية، وهو الأمر الذي يتضح بقوة في المونديال الروسي، فقد بلغ عدد نجوم «البريميرليج» في المونديال 108 لاعبين، والإسباني 78 لاعباً، والألماني 62 لاعباً، والإيطالي 58 لاعباً، والفرنسي 47 لاعباً، وهي أقوى دوريات العالم من الناحية الفنية والكروية، وليس فقط بالنظر إلى سيطرة نجومها على قوائم منتخبات المونديال، كما أن 30 منتخباً من بين أفضل 50 منتخباً في أحدث تصنيف لـ «الفيفا» من أوروبا، و7 من توب 10 التصنيف يحملون الهوية الأوروبية أيضاً. بعيداً عن تأثير النجوم الأجانب على قوة الدوريات الأوروبية، فإن منتخبات أوروبا استفادت بطريقة مثالية من المهاجرين، خاصة العناصر الموهوبة الذين أضافوا لهذه المنتخبات بعداً آخر يتعلق بالمهارات والقدرات الفردية، فقد كان من السهولة بمكان أن يكتسب هؤلاء النجوم العقلية التكتيكية والانضباط والجوانب الأخرى التي تتعلق بالتدريب والتطوير، ومن ثم أصبح تأثيرهم كبيراً في هذه المنتخبات، حيث تبلغ نسبتهم في منتخب فرنسا أكثر من 78%، وفي بلجيكا 47.8%، وإنجلترا بالنسبة نفسها، والسويد ما يقارب من 17%، والرباعي المذكور نجح في بلوغ دور الـ 8 للمونديال، ما يؤكد أن سلاح اللاعب المهاجر كان له تأثيره الكبير في النتائج الإيجابية لأقوى منتخبات أوروبا والمونديال. ويحسب لـ «القارة العجوز» الإبداع في الجانب الإداري والتنظيمي على مستوى الدوريات القوية، والتي تتصدر دوريات العالم، بل يكاد لا يوجد دوري في العالم يحظى بشعبية كبيرة خارج حدوده سوى دوريات «القارة العجوز»، كما يحسب للقارة الأوروبية، قدرتها على صهر المواهب المهاجرة في كيان المنتخب، صحيح أن الأمر يحمل بعض السلبيات على نطاق محدود مثل التشكيك في أصول وانتماء هؤلاء النجوم، أو بعض الممارسات العنصرية ضدهم، كما حدث مع منتخب فرنسا المتوج بلقب مونديال 1998، والذي وصفته بعض الصحف الفرنسية بأنه منتخب مهاجرين، إلا أن هذه الممارسات المثيرة للجدل ليس لها تأثير سلبي يذكر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©