السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عرس بلا نجوم

8 يوليو 2018 00:39
من كان يتصور أن يدور مونديال روسيا، دون ظهور أكثر من نجم عالمي من الطراز الرفيع، ومن كان ينتظر أن تمنع كل تلك الأسماء من حضور هذا العرس العالمي، وتظهر أخرى لم ينتظرها أحد، فالنجوم الغائبة عن مونديال هذا العام لا تحصى ولا تعد، سواء التي غابت منتخباتها، مثل بوفون «إيطاليا»، وفيرجيل «هولاندا»، وكليني «إيطاليا»، وديفيد ألابا «النمسا»، وجاريث بيل «ويلز» أو الذين تم استبعادهم بسبب أمور فنية وأشياء أخرى، مثل كريم بنزيمة «فرنسا»، وليروي ساني «ألمانيا»، وماورو إيكاردي «الأرجنتين»، وماريو جوتزه «ألمانيا»، وألفارو موراتا «إسبانيا» وناينجولان «بلجيكا» وغيرهم كثير. ومجرد التذكير بهذه القائمة، قبل ضربة انطلاق مونديال هذا العام، كان يُعد ضرباً من ضروب «قتل» اللعبة، ووأد الفرحة والمتعة داخل الرؤوس، حيث كان المنطق يفرض نفسه ألا ننتظر أي فرجة وأي أهداف، كما كنا ننتظر سيناريوهات عدة لاحت طبيعية، بما يفسد طبيعة الكرة وروحها المبنية على عنصر المفاجأة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث شاهدنا أكثر من تحول، وحضرنا أكثر من فرجة، وزادت درجة المتعة بوجود جماهير رسمت لوحات، عرفت كيف تخرج هذا المونديال من الروتين الذي كان يتهدده مع مطلع كل مباراة، وتحققت المتعة الكاملة، وصار لزاماً على الجميع أن يطرحوا السؤال الأكبر الذي يقول: ماذا حدث في مونديال روسيا، ليستحيل كل ذلك البرود، قبل ضربة البداية إلى نار متأججة أتت على الأخضر واليابس، وجعلت من مونديال هذا العام واحداً من أجمل المونديالات التي دخلت الذاكرة الشعبية، ولن تخرج منها بسهولة، وكأن الطبيعة والحظ التقيا، ليزيدا في تأجيج هذه النار، فكان السقوط المدوي لأكبر المنتخبات مثل ألمانيا والأرجنتين والبرتغال وإسبانيا، وصعود منتخبات أخرى لم ينتظرها حتى أهلها، مثل روسيا التي أسعدت الشعب الذي فتح أحضانه للمونديال، ورفض أن يكون أول المغادرين، ومثله فعل منتخب أوروجواي الذي لم يرشحه أحد لبلوغ ربع النهائي، في حين كانت فرنسا وفية لطابعها وأحلامها ورغبتها في خطف لقب عالمي جديد مع الاسم نفسه الذي رفع كأس 1998 «ديدييه ديشامب»، كما عرف منتخب البرازيل كيف يغزل حرير الفرجة لجمهوره، بمجرد أن عاد نيمار إلى رسم لوحاته الفنية، وتوقيعاته داخل الشباك، رغم أن الملاحظة البارزة في مونديال روسيا، تفرض علينا الاعتراف بأن المنتخبات التي نجحت في العبور إلى مجموعة الثمانية، لم تكن تعتمد على نجوم كبيرة، بل غلب عليها الطابع الجماعي. على جناح الأمل غاب ماورو إيكاردي عن الأرجنتين، ولم يظهر ديبالا مع «التانجو»، ولم تهتز الأرض، وغاب ناينجولان عن بلجيكا في آخر لحظة، وواصل الشياطين الحمر طريقهم بسلام، وتم إقصاء ماريو جوتزه عن منتخب ألمانيا، رغم أنه كان صاحب هدف كأس العالم الماضية، ولم يحصل أي شرخ.. في وقت مازال الناس في تونس يمضغون تغييب أحمد العكايشي عن التشكيلة، ويهاجمون المدرب ورئيس الجامعة، وكل من تسبب في غياب هذا «النجم العالمي» و«صاروخ» الاتحاد السعودي، و«الدبابة» السابقة للنجم الساحلي عن مونديال روسيا.. فهل فهمتم شيئاً؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©