السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا... الأخطر على الصحفيين

17 يناير 2014 23:46
تعرّض صحفيون إلى القتل في سوريا العام الماضي أكثر من أي مكان آخر في العالم، وهذا الأمر تكرر للعام الثاني على التوالي، وذلك حسب تقرير صادر عن لجنة حماية الصحفيين الأسبوع الماضي، إذ قُتل نحو 29 صحفياً أثناء تأدية عملهم في 2013، مقارنة بـ 31 في 2012. ودائماً ما تنطوي التغطية الإخبارية في مناطق الحرب على مخاطر، لكن سوريا تمثل وضعاً خاصاً لسببين، الأول: أنه حسب أبسط قواعد السلامة النسبية، تدهور الوضع الأمني بالنسبة للصحفيين بشكل سريع بمجرد بدء الصراع. ولم ترصد لجنة حماية الصحفيين حالة قتل واحدة لصحفيين في سوريا خلال العقدين السابقين على بداية الثورة ضد نظام الأسد في 2011، وفي العام التالي صنفت سوريا في الترتيب الأول من حيث وفاة الصحفيين. وأما السبب الثاني، فهو أن طرفي الصراع في سوريا تعامل بعنف خاص مع الصحفيين. وكان نظام الأسد ـ سيئ السمعة بالفعل في قمع حرية الإعلام ـ أول من استهدف صحفيين يقومون بتغطية إعلامية للحرب الأهلية. وفي الأيام الأولى من الثورة، بدأت السلطات السورية في القبض على مراسلين محليين يغطون تظاهرات مضادة للحكومة. وفي عام 2012، بعد أن قتلت مراسلة صحيفة صنداي تايمز ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوكليك في هجوم صاروخي نفذه الجيش السوري، أفادت صحيفة «تليجراف» أن الجيش السوري ربما استهدف الصحفيين بشكل خاص بعد تعقب إشارات هواتفهم المتصلة بالأقمار الصناعية. وبعد ذلك بوقت قصير، أكدت لجنة حماية الصحفيين أن تعقب الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية تستخدمه قوات الجيش والأمن السورية على نطاق واسع، ومن ثم، تمثل خطراً حقيقياً على الصحفيين الذين يغطون الأحداث في سوريا ومناطق الصراع الأخرى. ودعت الطبيعة التمييزية للعنف ضد الصحفيين في سوريا الكاتب «روبرت يونج بيلتون» المحلل لدى «فورين بولسي» إلى استدعاء أوجه الشبه بين الصراع السوري والحرب الشيشانية الثانية، التي تعرض فيها الصحفيون إلى الاستهداف بشكل خاص لمنع نشر تقارير متعاطفة أو محرجة خارج منطقة القتل. وتوقع «بيلتون» أن يكون الأسد قد درس نجاح الحرب الشيشانية الأخيرة قبل شن هجومه على مدينة حمص المنيعة. وأشار إلى أن الإجراءات التي اتخذتها قوات الأسد بحق حمص تحمل طابع الإجراءات التي فرضها النظام الشيشاني، مثل تعقب وإسكات أعداء النظام وتصميمه الدامي على إنهاء أية معارضة، بما في ذلك الصحفيون الغربيون. وكان المصور العراقي «ياسر فيصل الجوميلي» أول إعلامي أجنبي يلقى حتفه على أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتمثل أيضاً عمليات اختطاف الصحفيين مشكلة تزداد تفاقماً في سوريا، ووفقاً لتقرير لجنة حماية الصحفيين: تم اختطاف نحو 60 صحفياً منذ بداية الحرب، واحتجز معظمهم الجماعات المعارضة، ولا يزال هناك نحو 30 مفقوداً. وفي معظم الحالات، لا يطلب الخاطفون فدية، ولكن يسعون إلى تطبيق «العدالة» حسب رؤيتهم الخاصة. وتشير لجنة حماية الصحفيين إلى أن عدد القتلى من الصحفيين في بقية دول العالم تراجعت بشكل طفيف، إذ قتل نحو 70 صحفياً في أنحاء العالم خلال 2013، انخفاضاً من 74 في 2012. وقتل نحو ثلثي هذا العدد في الشرق الأوسط، ومعظمهم في سوريا ومصر والعراق، إذ باتت الدول الشرق أوسطية ميدان قتل للصحفيين، وفق تقديرات نائب مدير لجنة حماية الصحفيين روبرت ماهوني. وأوضح ماهوني أن الحرب الأهلية في سوريا والهجمات الطائفية المتجددة في العراق أسفرت عن خسائر فادحة. وتحصي اللجنة فقط الضحايا من الصحفيين الذين قتلوا في أعمال انتقامية مباشرة بسبب عملهم، أو تبادل لإطلاق النار نتيجة الحرب أو أثناء تنفيذ مهام خطرة، ولا تزال المنظمة تحقق في مقتل 25 صحفياً آخر لقوا مصرعهم في 2013. ‎كاثرين ترايويك واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©