الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الذكاء وحده لا يكفي

الذكاء وحده لا يكفي
8 يوليو 2018 13:35
خورشيد حرفوش (القاهرة) كثير من الآباء والأمهات تراودهم الحيرة، بحثاً عن تفسير، فالابن يتمتع بذكاء ومهارة دراسية عالية، ويبذل كثيراً من الجهد في تحصيل دروسه دون إهمال أو تسويف، لكنه يخفق في الحصول على معدلات «درجات» عالية في امتحاناته السنوية أو الفصلية. خلط الدكتور مصطفى سند، أستاذ أصول التربية والتعلم، بكلية التربية، لفت إلى أن كثيراً من الناس يخلطون بين الذكاء والقدرة على التعلم أو التحصيل، أو توظيف الذكاء، أوحتى تحقيق النجاح في أي مجال من مجالات الحياة، فهناك أذكياء فشلوا دراسياً، وكذلك هناك أميون على درجة عالية من الذكاء، وهناك من الخارجين على القانون من المحتالين والنصابين ومحترفي الإجرام، ممن يتمتعون بذكاء خارق. فهناك فرق كبير بين مستوى الذكاء، وتوظيفه في مجال معين. محصلة التعلم وقال: «أكثر مما اختلف حوله علماء النفس، تعريفهم للذكاء، لكن الإطار العام للتوصيف يعنى بأنه القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل، وبناء الاستنتاجات، وسرعة التصرف، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد وجمع وتنسيق الأفكار، وتعلم اللغات، وسرعة التعلم، موضحاً أن هناك من قسم أو صنف الذكاء حسب مجالات توظيفه، فمنهم من يرى أنه القدرة على التكيف العقلي لمشكلات الحياة وظروفها، أو أنه القدرة على التوافق الملائم للمواقف الجديدة، أو أنه القدرة على التعلم، أو أنه القدرة على اكتساب الخبرات، أو أنه الاستعداد للتفكير الاستقلالي الابتكاري الإنتاجي، أو القدرة على الفهم والابتكار، أو أنه درجة إمكانية الفرد على الأداء الجيد في اختبار الذكاء والاستجابة بنجاح للمشكلات الإدراكية والمعرفية واللفظية. وأكد أنه لا يشترط أن يكون الطفل الذكي متوفقاً على المستوى المدرسي، لأن هناك عوامل أخرى تحدد درجة تفوقه. ومما يجب التنبيه إليه عندما نحاول سبر أغوار طبيعة العلاقة بين الذكاء والتحصيل الدراسي، أن اختبارات التحصيل قد تمثل مجرد معايير عامة تستخدم لقياس الإنجاز الدراسي «التحصيل الأكاديمي»، لكن ليس بالضرورة أن تشير المقاييس التحصيلية إلى المستويات الذكائية الحقيقية للأفراد. وأشار إلى أنه إذا كان برنامج المنهج يشجع الطلاب على الحفظ، ولا يساعدهم على تنمية المهارات الأكاديمية المثالية والمتكاملة، وكانت طرق التدريس هي الأخرى طرق تقليدية تلقينية استظهارية، فإن حصيلة التعلم العقلي قد لا تتضمن التفكير وإعمال العقل، وقد تكون مجرد انعكاسات للتعلم دون فهم «حفظ مجرد عن ظهر قلب». عوامل متعددة الدكتورة هالة السويفي، أستاذ علم النفس، توضح أن الأبحاث التربوية المتواترة تشير إلى أن الذكاء من أهم العوامل التي تحدد مستويات هذا النجاح الدراسي والتفوق، لكنه ليس هو العامل الوحيد. وتقول: «الذكاء وحده لا يكفي لتفسير ظاهرة النجاح، لأنه ليس كل ما يحدد حياة الفرد.. فالفرد يخضع في حياته لكل مكونات شخصيته، ومؤثرات بيئته التي يعيش فيها في مقدمتها العوامل الأٍسرية، والبيئة المدرسية. كما يخضع النجاح لمستوى ذكاء الفرد، ويخضع أيضاً لمستوى طاقته البدنية، ولياقته الصحية والذهنية، واتزانه الانفعالي، واتجاهاته النفسية، وثقته في نفسه، ودرجة مقاومته للضغوط النفسية والخارجية. وقال: عندما اتجه العلماء لدراسة الجوانب الأخرى للشخصية، وجدوا أنفسهم أمام عوامل شائكة ومؤثرة للغاية منها مستوى طاقته البدنية، واللياقة الصحية، والصحة النفسية والذهنية، والاتزان الانفعالي، واتجاهات الطالب، ودرجة مقاومته للضغوط النفسية والخارجي، وقدرته على مقاومة القلق والخوف، فضلاً عن حالة العمليات العقلية العليا «المتقدمة»، ومنها التذكر والتخيل والقدرة على استحضار ما يختزنه العقل من معلومات ومعارف، والقدرة على التركيز، والإدراك «مُحصَّلة السرعة الإدراكية»، والربط والاستنباط والتحليل والاستنتاج، ومن ثم المحصلة اللغوية، وتنظيم مخرجات العقل من تحصيل وحفظ واستظهار، والقدرة على التعبير اللغوي المنظم والواضح. التفوق الأكاديمي ولفتت إلى وجوب مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء الطلاب في كافة مراحلهم التعليمية، مشيرة إلى أهمية اختيار نوع الدراسة أو التخصص الأكاديمي للطالب، ووجوب التفريق بين المهارات أو القدرات الابداعية الخاصة، وبين النجاح والتفوق الدراسي أو الأكاديمي، وتقول: «قد نرى بيننا لاعب كرة مهارياً للغاية، أو عازف موسيقي مبدعا، أو صاحب مهنة يدوية على درجة خارقة من المهارة والشطارة، أو عبقري في حل المسائل الرياضية، أو متفوه لغوي بارعا، أو غير ذلك من قدرات خارقة، ونجدهم ليسوا من بين المتفوقين أكاديمياً. وأوضحت أن هناك عوامل ومؤثرات أخرى تلعب دورًا مهماً في التفوق الأكاديمي، ومدى نجاح الفرد في تنمية المهارات الأكاديمية من خلال بيئة منزلية ومدرسية إيجابية. ومستوى الدافعية «حافز التحصيل» ومدى تحقيقه للمواءمة الاجتماعية. الانتقال الموجب لأثر التعلم يتفق خبراء التعليم أن الانتقال الموجب لأثر التعلم الإيجابي لدى الطالب، من أهم متطلبات التفوق، ويستلزم تحققه تحسين مادة التعلم. وتطوير أساليب التدريس. وترقية كيفيات التفاعل الاستيعابي الصفي، ورفع مستويات الخبرات التعليمية، واعتماد طرق التدريس المصممة لتحسين التفكير الابتكاري، ما يساعد على ترقية الأداء التعليمي والأكاديمي دون أن نهمل التفاعل الإيجابي بين الطالب وذويه، وبين الطالب ومدرسته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©