عرس مغربي في «زايد التراثي»

لكبيرة التونسي (أبوظبي) لفت الجناح المغربي المشارك في «مهرجان زايد التراثي» بمنطقة الوثبة، الأنظار ليلة أمس الأول، بعد أن كان عنواناً للبهجة والفرح بأجواء فلكلورية كرنفالية، زينت أرض المهرجان الذي تختتم فعالياته السبت المقبل، بعد شهرين من الاحتفاء بالتاريخ والفلكلور الإماراتي والعالمي، حيث تحولت فعالية «العرس المغربي» إلى تظاهرة العادات والتاريخ والفن المغربي والتحف واللوحات الفنية، المرتبطة بتراث وثقافة المغرب الأصيلة، إلى جانب أنشطة متنوعة وورش عمل حية في التراث الثقافي والمنتجات المختلفة للصناعة التقليدية المغربية التي تختلف من مدينة لأخرى بتنوع جغرافيته. ولا يرتبط التنوع بالحرف التقليدية بالمملكة المغربية فحسب، بل ينطبق ذلك أيضاً على الأعراس التي تختلف طقوسها من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب كما الوسط، مما يجعل المغرب بلداً متفرداً في تقاليد الأعراس من منطقة لأخرى، وإن كان يتشابه في بعض الأساسيات كحمل العروس على الأكتاف لتكون ملكة يومها. محاكاة حقيقية في أجواء احتفالية ساد الجناح المغربي حركة دؤوبة وتجهيزات بعد صلاة العصر حتى الساعة العاشرة ليلاً، وبعد أن تزينت العروس خرجت في أبهى زينتها برفقة العريس لتجول في الجناح ثم تحمل على الأكتاف في «العمارية»، بعد أن تكون قد سرقت نظرة إلى هدية العريس (الدفوع) في محاكاة للعرس الحقيقي، ثم دخلت إلى الجناح من جديد عابرة البوابة الضخمة مصحوبة بأهازيج الأغاني الشعبية التي تتغنى بمحاسن العروس وجمالها والصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام، وهي تلوح بيديها للضيوف الذين غصت بهم جنبات الجناح، وسارعوا لالتقاط الصور عبر كاميرات الهاتف المحمول لتوثيق هذه اللحظات، حيث أبدى الزوار إعجابهم بالصورة الجمالية وطقوس العرس المغربي، الذي يحمل معاني التراث المغربي. طقوس العرس تتنوع طقوس العرس المغربي بتنوع الثقافات والحضارات التي مرت على الدولة، مما يجعلها تختلف بين شمال المغرب وجنوبه وشرقه وغربه، كرغبة في الحفاظ على التراث المتنوع والغني، وحسب المزينة (النكافة) رجاء ناجي فإن العادات المغربية تتوج العروس كملكة خلال هذا اليوم، مشيرة إلى أن العرس المغربي في السابق كان يمتد أكثر من سبعة أيام، من يوم الحمام إلى يوم الحناء إلى يوم العرس ليختتم طقوسه بزف العروسة لزوجها، واليوم الذي يليه حيث تزور أسرة العروس في بيتها وتأخذ لها الهدايا في موكب كبير، بالإضافة إلى ما لذ وطاب من الأكلات المغربية ويطلق على هذا اليوم (الفطور)، وبعد أسبوع من الحدث ينظم احتفال آخر للعروس في بيتها أو بيت أهل زوجها، حيث تجتمع أسرة العروس معها مجدداً. نموذج مصغر وأشارت إلى أن ما تم تقديمه خلال الحدث في «مهرجان زايد التراثي» من طقوس العرس المغربي هو نموذج مصغر للأعراس المغربية الكبيرة، حيث تبدأ تقاليد العرس المغربي بالخطوبة التي تعتبر من الخطوات الأساسية في العرس المغربي، حيث يحضر أهل العريس لطلب يد العروس محملين بالهدايا، وخلال هذا اليوم يتعرف أهل العروسين على بعضهما، ويتعرفون أيضاً على العروس، وبعد حصول التوافق يتم تحديد بعض الشروط، مثل هدية العروس والصداق (المهر) وملابس العروس وتفاصيل مراسم الزفاف، وتختلف هذه الطقوس من منطقة لأخرى، ولكن يبقى الطابع الغالب والسمة الأساسية فيها هو حضور قوالب السكر، حيث يحضر أهل العريس محملين بأكياس من السكر تزن أحياناً 100 كلج، ويعتبر ذلك من التقاليد الأساسية، حيث يرمز السكر للحياة السعيدة، وفي حال لم تقبل أم العروس بالعريس يعاد السكر كتعبير عن الرفض للعريس، وأصبحت تقتصر هذه الطقوس في الحضر عن القرية بإحضار قالب كيك وخاتم أو عقد ذهب وباقة ورد إلى جانب الحناء والحليب والتمر. حفل الخِطبَة. بعد التوافق المبدئي الذي يحصل بين أهل العروس وأهل العريس يتم الاتفاق على يوم للخطبة بشكل رسمي، فتستقبل عائلة العروس أهل العريس في حفل بهيج غالباً ما يقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين، تتزين العروسة ولا تخرج على الرجال من عائلة العريس، وخلال الحفلة يقدم العريس الهدايا وتتضمن الحفلة أيضاً جلسة حناء ويرمز ذلك للخصب والسعادة. يوم الحمام التقليدي وأضافت: «بعد إتمام الترتيبات وتجهيزات العرس يتم تحديد يوم للزفاف، الذي تبدأ طقوسه بيوم الحمام، وفي هذا اليوم تذهب العروس رفقة صديقاتها وعائلتها إلى الحمام التقليدي مرفوقات بالحناء المخضبة وممزوجة بماء الورد والريحان والقرنفل، وتنار جنبات الحمام بالشموع هذا بالنسبة للعائلات متوسطة الحال، أما بالنسبة للميسورين فإنه عائلة العروس تحجز الحمام ليوم كامل حتى يتسنى للعروس وصديقاتها المقربات الاستحمام بمفردهن، ويرافق هذا الطقس الأهازيج والغناء والزغاريد، أما العريس فيخرج مع أصدقائه للاستحمام في الحمام التقليدي مع أصدقائه أيضاً في حفل يختلف من منطقة لأخرى ومن القرية للمدينة. يوم الحناء بعد يوم الحمام تأتي ليلة الحناء التي تنظم غالباً ليلة الخميس، وخلال هذه الأمسية وأثناء جلوس العروس لنقش الحناء في كامل زينتها وهي تلبس القفطان المغربي الأخضر المطرز بالذهبي في كوشة من نفس اللون، يقوم أهل العريس بتقديم الهدايا التي تأتي في أوانٍ تراثية وعصرية فائقة الجمال في موكب بهيج يطلق عليه «الهدية»، حيث تحتفل العروس في منزل أهلها، في انتظار قدوم العريس مع أهله مرفوقين بفرق موسيقية ويتم استقبالهم بالمرشات مملوءة بماء الزهر كعنوان حفاوة وترحاب، بينما تصدح أغانٍ وأهازيج تتغنى بمحاسن العروس. ليلة العرس وأوضحت :«تأتي الليلة الكبيرة، ليلة العرس، وهو ما تمت محاكاته في الجناح المغربي بمهرجان زايد التراثي، حيث تلبس العروس التكشيطة وهو القفطان بقطعتين بالأبيض أو الذهبي، وتتزين بالحلي والمجوهرات وتحمل في العمارية، بحيث لا تدخل للعرس إلا على الأكتاف، ويرمز ذلك إلى أنها ستظل ملكة طوال حياتها، وفي إطار حفل بهيج تحيي العروس الحضور وتجوب العرس محمولة تصحبها أهازيج وأغانٍ وتزف بالصلاة والسلام على رسول الله، ولا ترتدي العروس المغربية فستاناً واحداً في ليلة عرسها بل أكثر من 7 فساتين حسب المناطق، فهناك الزي اللبسة الرباطية والفاسية والأمازيغية والشمالية وغيرها الكثير.