الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«سلطان بن زايد التراثي» يزهو على أرض سويحان

«سلطان بن زايد التراثي» يزهو على أرض سويحان
22 يناير 2018 02:31
أشرف جمعة (أبوظبي) منذ سنوات طويلة و«مهرجان سلطان بن زايد التراثي» يرسخ للقيم والتقاليد الإماراتية، فهو بفضل الجهود المبذولة أضحى واحداً من أهم المهرجانات التراثية في المنطقة، ويحظى بدعم ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، ودلالة على ذلك، تدفق أمس في اليوم الأول لانطلاق الفعاليات، جمهور كثيف من محبي الموروث الشعبي الإماراتي بكل مفرداته الأصيلة، ليعمر أرجاء منطقة سويحان، حيث تحتضن المهرجان الذي تستمر أنشطته حتى 3 فبراير المقبل، في «عام زايد» الذي يشع نوراً في جوانب الحياة الإماراتية، ويستمد منه المهرجان القيم النبيلة التي لا تزال شامخة ويتربى تحت ظلالها الجيل الجديد ليواصل المسيرة. إطلالة الموروث حول انطلاق الفعاليات، أوضح رئيس لجنة السوق الشعبي بالمهرجان أحمد مرشد الرميثي أن المهرجان يتميز بزخمه، فهو إطلالة حقيقة على الموروث الشعبي في كل جوانبه، لافتاً إلى أن الزوار تدفقوا بصورة كبيرة في الافتتاح، لكون الحدث يلهم الجميع مفردات التراث المحلي، فضلاً عن أن كل ميادين المهرجان حافلة بالأنشطة الجاذبة، التي يلتف حولها كل أفراد الأسرة. وأشار إلى أن السوق الشعبي تميز بحلته الجديدة، حيث استقطب الزوار بدكاكينه التراثية التي وصلت إلى نحو سبعين دكاناً، واشتملت على العديد من المنتوجات المصنوعة بطريقة يدوية خالصة، بالإضافة إلى الدخون والعطور ومنتجات الخوص والمأكولات الشعبية والملابس التراثية، وبعض المتاحف الشخصية، وقد حفل الافتتاح بجمهور من كل الفئات، خاصة طلاب المدارس الذين تجولوا في أرجاء المهرجان وانغمروا في أنشطته المختلفة. حدث عالمي ومن ضمن الذين يحرصون على المشاركة في المهرجان كل عام، غياهب عبدالله التي تفننت في عرض العديد من العطور المحلية في السوق الشعبي، وتبين أنها اعتادت الحضور في الدورات السابقة للمهرجان الذي يستجمع مفردات تراث الحياة الإماراتية، ويعبر عن كل ما هو أصيل في حياة الأجداد، فهو قبل كل شيء رسالة سلام، فضلاً عن أن جمهوره متنوع، ويأتي من كل مكان إيماناً بأهميته ودوره في ترسيخ القيم والتفاعل مع حياة الماضي ونقلها للأجيال الجديدة في ضوء مفاهيم قيم الولاء والانتماء، وترى غياهب أن نسخة هذا العام متميزة، نظراً للجهود المبذولة التي تترجم كل عام إلى نجاحات حقيقية على أرض الواقع. ثقافة الماضي ويذكر داهم الأحبابي أن المهرجان نجح على مدار السنوات الماضية، وكان له أثر كبير في إبراز المنجزات التراثية وإيضاح ثقافة الماضي في ضوء الحاضر، ويشير إلى أنه مهتم بسباقات الإبل والجوائز التي ترصد لها كل عام، وأن المهرجان يحيي الرياضات القديمة ويهتم بها، ويشجع الملاك على المشاركة، وهو ما يجعل هذه المسابقات متميزة وتحظى بمنافسة شديدة، ويرى أن الكثافة الجماهيرية دليل على النجاح الذي حققه هذا الحدث التراثي الذي يحظى باهتمام خليجي وعربي. تقاليد عريقة وأوضح سيرجي فاجين من روسيا أنه جاء خصيصاً للمشاركة في فعاليات المهرجان، وأنه حرص على زيارة السوق الشعبي، وجناح مركز زايد للدراسات والبحوث الذي عرض مقتنيات مهمة للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأنه اطلع على عدد من الصور النادرة التي تجسد تاريخاً مهماً وتعبر عن مسيرة عطرة، وأن المهرجان يرسخ للقيم ويؤكد التقاليد العريقة التي ميزت الشخصية الإماراتية في الماضي والحاضر، وأنه شعر بسعادة غامرة عندما جلس إلى جوار إحدى الحرفيات في المهرجان التي كانت تعمل على صناعة الخوص، وأنه لا يخفي بأن المهرجان يقدم باقة متنوعة من الفعاليات التي تحفز الزوار على الحضور بشكل منتظم في منطقة سويحان التي أضحت بفضل المهرجان مزاراً سياحياً وقبلة لمحبي التزود من مفردات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل. سهيلة محمد -معلمة- تحاول الحضور للمهرجان بشكل دائم، خصوصاً أن هناك تنوعاً في الأنشطة، فضلاً عن أنها من محبي الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل، وتتابع كل عام الأنشطة والفعاليات مع الطلاب، خصوصاً أن سويحان أضحت من المناطق التي تعبر عن التراث المحلي، وأنها تحتضن واحداً من أهم المهرجانات في المنطقة، موضحة أن منطقة سويحان أصبحت تجذب السياح والزوار من كل مكان، وهو ما يرسخ لمكانتها ودورها في الحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل. زينة البيوت وينظر محمد أحمد عبيد إلى المهرجان على أنه واحة تراثية تلقي بظلالها على الماضي الأصيل وتسلط الضوء على ماضي الأجداد، ويلفت إلى أنه مع انطلاق هذه النسخة تجول في السوق الشعبي الذي تجاورت دكاكينه وعرض منتوجات تراثية تتميز بالرصانة، خاصة أنها صنعت بطريقة يدوية خالصة، وأنه في كل مرة يزور فيها المهرجان يقتني من السوق الشعبي بعض الأشياء مثل السرود والجفير وبعض الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم قديماً التي أصبحت زينة في البيوت في الوقت الحالي، ويذكر أن المهرجان يغمر الزوار بالمفردات التراثية التي لا تزال حاضرة في هذا الزمان، وأن الجيل الجديد هو المستفيد الأكبر في هذا الحدث التراثي الضخم. طلاب المدارس ويذكر نعيم غباش -معلم - أن المهرجان يفسح المجال لطلاب المدارس والجامعات من أجل زيارة أماكن الفعاليات والتعرف عن قرب إلى المفردات التراثية من خلال السوق الشعبي وميادين السباق والعديد من الأنشطة التراثية التي تسهم في تعميق الوعي، وتجعل هذه الفئات تتابع عن كثب سبل الحفاظ على الموروث الشعبي الأصيل الذي استطاع أن يبهر السياح والزوار، ويرى أن المهرجان رسخ لمكانته العالمية، وأن زواره يأتون من كل مكان، وهو ما يدل على نجاحه بشكل لافت. مشاهد حية يذكر الكاتب والمخرج صالح كرامة العامري أن المشاهد التراثية التي يحتضنها المهرجان من خلال العروض الحية لبعض الحرف التراثية القديمة، استطاعت أن تجعل الزوار يغصون في مفردات عميقة للموروث الشعبي الأصيل، وهو ما يسهم في إثراء المشهد التراثي، وأنه في أثناء تجوله في أروقه المهرجان، وجد مكتبة مركز زايد للدراسات والبحوث التابعة لنادي تراث الإمارات، فقرر زيارة هذا الجناح المهم، لافتاً إلى أن المهرجان ينشط ذاكرة الموروث ويوجه الزوار للعودة لحياة الآباء والأجداد الحافلة بالمنجزات، وأن المهرجان يتيح للجمهور الغوص في تفاصيل دقيقة في واقع الحرف اليدوية التي تعد مظهراً مهماً من مظاهر الموروث الإماراتي العامر بالحكايات والجمال. فعاليات متنوعة تبين ردينة الحلبي، مسؤولة تطوير الأعمال في مستشفى الراحة، أن مشاركة المستشفى تأتي من منطقة دعم المهرجان، حيث يتوافر سيارة إسعاف وممرض، بالإضافة للاستشارات الطيبة للزوار، وتلفت إلى أن المهرجان يتميز بتقديم أنشطة تلائم كل أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن مدينة سويحان بميادينها التراثية، جعلت الأنظار تتجه إليها من أجل التفاعل مع هذا الحدث التراثي الكبير الذي يتزين بحياة الآباء والأجداد، وما فيها من لمسات تراثية غنية بالجمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©