عندما تقع الكارثة يتنبه البعض لأبعاد المشكلة وخطورتها، لي ثلاثة إخوة يصغرونني في السن، يدخنون بشراهة، وكم نصحتهم بالامتناع أو على الأقل بالتقليل منه، إلا أنهم سرعان ما يعودون بعد أيام عدة إلى التدخين بشراهة ربما أكثر من قبل.
ولكن بإرادة الله، تعرض قريب لنا مقيم في إحدى الدول الأوروبية لمشاكل صحية بسبب التدخين، وحتى يتوقف عن التدخين بصورة نهائية، منح دواء حديث يعرف بلصقات النيكوتين، وهي عبارة عن شريط مطاطي لاصق يخرج منه النيكوتين على شكل مادة لزجة كالجل، يمتصها الجلد، وبعد ذلك تنتقل من خلال الشعيرات الدموية إلى الدم، وهي تُساعد المدخن على التخلص من أعراض الانسحاب، وهناك ثلاث درجات للاصقة النيكوتين من حيث قوة تأثيرها، وهي: 5,10,15 ملغم، ويستمر العلاج لمدة ستة أشهر لضمان الامتناع النهائي عنها، والأفضل أخذها تحت إشراف طبي لتحقيق الفائدة.
وقد توقف قريبنا عن التدخين، وبعدها تمكن الأطباء من علاج أضرار الرئة الناتجة عن التدخين لسنوات طوال، وتحسنت صحته بتوفيق من الله.
وكان لهذا الموضوع تأثيره على اثنين من إخوتي استخدما هذه اللصقات، وامتنعا عن التدخين، والجيد في هذا الموضوع أن زملاءهما في العمل، وهم كثير، أذهلهم أن يمتنع إخوتي المعروف عنهما شراهتهما للتدخين واقتدوا بهما، وامتنع الكثير منهم فعلاً عن التدخين بفضل هذا العلاج. أنصح أن يبادر كل مدخن بمراجعة الطبيب أو الصيدليات للتعرف على مواصفات الاستخدام، وما يلزم من متابعة حتى يتوقف، ويقي نفسه ومن حوله من أهله وأحبته من مغبة التدخين، الموضوع في حاجة لعزيمة أكيدة وإصرار على الامتناع عن التدخين للأبد.
عيدروس محمد الجنيدي
عدد اليوم
