الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«زفة» لـ «النشامى» في الدوحة

«زفة» لـ «النشامى» في الدوحة
14 يناير 2011 23:16
استحق “نشامى” المنتخب الأردني لكرة القدم التقدير والإعجاب، وهم يثبتون حضورهم القوي في نهائيات كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة المقامة حالياً في قطر، بعد أن حققوا نتيجتين كبيرتين اعتبرهما بعض النقاد المتابعين للبطولة، بمثابة “مفاجأتين مدويتين”، إذ إن منتخب الأردن فرط في بفوز كان في متناول اليد، قبل أن يدرك اليابانيون التعادل في الوقت القاتل، ثم أجهز “النشامى” على “الأخضر” السعودي بهدف جميل وغريب في الوقت نفسه، وأنهوا بذلك وبشكل رسمي مشاركة المنتخب السعودي في البطولة. النشامى يستحقون وصف “الحصان الأسود” في البطولة، وبات الأردن على بعد “نقطة” من الوصول إلى الدور الثاني، ويكفيه التعادل أمام نظيره السوري ليبلغ دور الثمانية للمرة الثانية في تاريخه، لكن “النشامى” يريدون أكثر من نقطة، ويريدون أن يؤكدوا للمراقبين أن خطأ ارتكب بحقهم، عندما وضعتهم الترشيحات المسبقة، خارج حسابات التأهل، وإنهم مع المنتخب السوري جسر للعبور بالنسبة للمنتخبين الياباني والسعودي. زفة بطل يوم أمس الأول كانت العاصمة القطرية الدوحة، شاهدة على فرحة جديدة للكرة الأردنية، فاللاعبون عادوا من ملعب الريان إلى مقر إقامتهم في “زفة أبطال”، والجماهير رقصت ودبكت، حتى ساعات الفجر، وأقيمت أمس مأدبة أردنية في الدوحة، احتفالاً بالأداء المشرف والنتيجتين الرائعتين في مستهل المشاركة، أمام فريقين آسيويين كبيرين، والجماهير الأردنية في العاصمة عمان، وبقية المدن الأردنية تمنت لو أنها حاضرة في الملعب، لكن الجالية الأردنية في الدوحة “كفت ووفت” ووقفت خلف “النشامى” أينما ذهبوا. الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ذهب إلى النشامى في فندقهم، كان اللاعبون يقفون في شرفات الطابق الثاني، ينتظرون طلة الأمير الشاب، الذي جلس معهم وأثنى على جهدهم، لما فعلوه خلال مواجهة اليابان، وشكرهم على عزيمتهم القوية وإرادتهم الصلبة، وحسن تنفيذهم لواجباتهم داخل الملعب وحسن سلوكهم الذي يعد مثالاً يحتذى، وبعد المباراة قبلهم سمو الأمير وقال لهم “لقد رفعتم رأس الأردنيين”، وحثهم على بذل المزيد من الجهود لضمان التأهل إلى دور الثمانية أولاً، والعمل على استمرار الصورة الطيبة التي ظهروا عليها حتى الآن. اللاعبون لم يسألوا الأمير علي أو أعضاء الاتحاد عن مكافآتهم المالية المتوقعة، والمدرب عدنان حمد لم يسأل أسرة الاتحاد الأردني “ماذا بشأن عقدي”، فقد قال الجميع “الأردن أولاً”، لكن بعضاً من رجال الأعمال الأردنيين لم يقصروا، حيث وعدوا وأوفوا فقدموا مكافآت مالية ربما تكون بسيطة للاعبين لكنها تعبر فعلاً عن صدق النوايا والمشاعر. حسابات على الورق قبل الوصول إلى الدوحة كان ثمة قلق يسيطر على النفوس، فالنشامى تأهلوا إلى النهائيات بصعوبة بالغة، والنتائج التي تحققت في غرب آسيا وبعض المباريات الودية لم تكن مرضية تماماً، واحتمالات المنافسة على بطاقتي التأهل تبدو ضعيفة، واعتبر البعض أن “النشامى” سوف يرفعون شعار “المشاركة من أجل المشاركة”، لكن “النشامى” كانت لهم كلمة أخرى، ورغبوا في فرض احترامهم على المنافسين والمتابعين في الوقت ذاته، والقوا “قفاز التحدي” في وجه المنتخبين الياباني والسعودي على التوالي، فحصلوا على 4 نقاط من مباراتين واقتسموا الصدارة مع اليابانيين. على الورق، كانت حظوظ “النشامى” أمام اليابان صفر مقابل 10، وعلى أرض الواقع لهث اليابانيون 92 دقيقة حتى “سرقوا” نقطة ثمينة من المنتخب الأردني، ولم ترهب “النشامى” إمكانيات “محاربي السامواري” المادية والفنية والبدنية والإعلامية، فوضعوا “فيروس” أصاب “الكمبيوتر الياباني” بالعطب، وجعلوه غير قادر على قراءة المعطيات الجديدة بصورة جيدة، وأمام السعودية لم ترتجف أوصال اللاعبين ومدربهم، إذ إنهم قالوا قبل المباراة إن المنتخب السعودي هو من خيرة المنتخبات الآسيوية ويملك تاريخاً كروياً مجيداً، ولكننا لا ننظر إلى الوراء بل ننظر إلى الحاضر، ومن حقنا كنشامى أن ننافس كما هو من حق الآخرين، ولم يستفد السعوديون من “الدرس الياباني” فوقعوا في المحظور وخرجوا من النهائيات قبل أن تكمل بقية المجموعات المحطة الثانية في الدور الأول. لماذا وكيف تعادل “النشامى” مع اليابان وفازوا على السعودية؟” سؤال حضر في أذهان الكثير من المتابعين للنهائيات الآسيوية، والجواب كان حاضراً على لسان المدير الفني للمنتخب الأردني عدنان حمد في أحاديثه الإعلامية التي سبقت، ثم أعقبت المباراتين. المنتخب الأردني لم يفز بالنقاط الأربع بـ”ضربة حظ” والحظ يمكن أن يأتي مرة واحدة ثم يتخلى عن المنتخب في وقت لاحق، وبلسان صريح وفصيح قال حمد: “الفريق الأردني لعب حسب إمكانياته وإمكانيات منافسيه، وتعامل بواقعية مع الواقع”. وما ميز “النشامى” في المباراتين السابقتين هو امتلاكهم لروح قتالية عالية، وعزيمة الرجال الصادقة، وإرادة الفوز، وامتازوا أيضاً بدرجة عالية من الانضباط التكتيكي داخل الملعب، فكل لاعب يعرف ما هي الواجبات الملقاة على عاتقه في الملعب، الكل يدافع عن مرمى المنتخب الأردني ابتداء من رأس الحربة الهجومية وانتهاء بحارس المرمى عامر شفيع، والهجوم لا يكون من خلال جميع اللاعبين، بل من خلال عدد محدود منهم، لا يؤدي إلى كشف الخطوط الدفاعية الخلفية. قالها النشامى: “ليس المهم أن تلعب بشكل أجمل، بل المهم أن تسجل أهدافا”، وفي كلا المباراتين لعبوا بطريقة اعتادوا عليها منذ عدة أشهر وأجادوا تطبيقها في المعسكر التدريبي في دبي، ويبدو أن الإمارات كانت “فال خير” على “النشامى”، فحضروا منها جاهزين لتأدية المهمة الصعبة وليس المستحيلة. أسلوب لعب خاص أسلوب اللعب الذي امتاز فيه المنتخب الأردني في مباراتيه السابقتين “4-2-3-1”، منح المنتخب الأردني القدرة على احتواء الطلعات الهجومية للفرق المنافسة في مختلف أرجاء الملعب، من خلال الضغط الشرس على اللاعب المنافس المستحوذ على الكرة، وتشييد أكثر من جدار دفاعي يصعب اختراقه، فكان الثنائي شادي أبو هشهش وبهاء عبد الرحمن يجيدان في مهمة “لاعب الارتكاز” ووفرا عمقاً دفاعياً مناسباً للثلاثي بشار بني ياسين وحاتم عقل الذي استبدل لاحقا بمحمد منير، بينما كان الظهيران باسم فتحي وسليمان السلمان يتحركان حسب الأصول في الملعب من دون اللجوء إلى “مقامرة” قد تكشف الخط الخلفي. أما ثلاثي خط الوسط عامر ذيب وعدي الصيفي في طرفي الملعب وحسن عبد الفتاح خلف المهاجم الوحيد عبد الله ذيب، فقد تحركوا بشكل إيجابي وسعوا إلى توفير الكثافة العددية أمام منطقة جزاء الفريق الخصم وهدوا المرميين الياباني والسعودي، بل إن الهدفين الأردنيين سجلهما لاعبا الوسط حسن وبهاء على التوالي. نجوم تتلألأ قبل أن تبدأ النهائيات تلقى “النشامى” ضربة صعبة بإصابة الظهير الأيمن أنس بني ياسين في اللقاء الودي أمام أوزبكستان، وقبل أن تنتهي مباراة اليابان بدقائق خرج المدافع وقائد الفريق حاتم عقل مصاباً، واحتار الأطباء في تشخيص حالته بين قطع كامل، أو قطع جزئي في الرباط الخلفي، ثم جاء القرار الحازم “حاتم خارج الحسابات”. اللاعبون شعروا بالحزن والصدمة جراء لعنة الإصابات التي أصابت زميلهم الثالث رائد النواطير، ومع تمنياتهم بالشفاء لزملائهم، قال بقية “النشامى” نحن جاهزون لإكمال المهمة على أكمل وجه، وخلال المباراتين السابقتين كان “رجل المباراة” أحد “النشامى”، فاختير عامر شفيع كأحسن لاعب أمام اليابان، ثم اختير اللاعب حسن عبد الفتاح كأحسن لاعب في لقاء السعودية. ويقول اللاعب حسن عبد الفتاح صاحب التجربة الاحترافية البسيطة في حتا الإماراتي، والناجحة في الكرامة السوري: “لقد جئنا إلى الدوحة لكي نرفع راية الكرة الأردنية خفاقة”، وحول إمكانية حصوله على عقد احترافي خارجي بالاتفاق مع ناديه الحالي الوحدات، يقول حسن “اليوم هو يوم المنتخب، وبعد أن تنتهي النهائيات سيكون الحديث عن أي عقد احترافي محتمل”. حارس المرمى عامر شفيع الملقب بـ”الحوت” كان أكثر رشاقة من السمكة في المياه النظيفة، فقد منح الثقة لزملائه وهو يذود عن مرماه بكل بسالة، ويؤكد شفيع بأن جميع لاعبي المنتخب الوطني يلعبون من أجل الأردن، ويقدمون أفضل ما لديهم ليس من أجل “سماسرة اللاعبين”، بل من أجل التأكيد على أن الكرة الأردنية تريد استعادة مكانتها التي تحققت في الصين قبل 6 سنوات. ولعل أكثر اللاعبين حداثة في السن وقلة في التجربة الظهير الأيمن سليمان السلمان، الذي وجد نفسه ضمن التشكيلة الأساسية بعد إصابة أنس، فلم ترتجف أقدام هذا اللاعب، وأصر على أن يقدم أفضل ما عنده. وبلسان اللاعب البسيط يقول السلمان “الله لا يسامحه أوكازاكي حيث لم أعد أراه في الملعب من كثرة تحركاته من جهتي”، واستحق السلمان بالفعل كل إشادة وتقدير. وخرجت دموع الحزن من عيون حاتم، وهو يرى نفسه خارج التشكيلة بسبب الإصابة، لكن سرعان ما انهمرت دموع الفرح منه وأكد أن إرادة الله فوق كل شيء وإن زملاءه قادرون على فعل المطلوب منهم. هل يعيد التاريخ نفسه؟ ومع حصول النشامى على 4 نقاط في المباراتين السابقتين، تساءل محبو المنتخب الأردني، فيما اذا كان التاريخ يعيد نفسه، ففي العام 2004 شارك المنتخب الأردني للمرة الأولى في النهائيات الآسيوية، وأوقعته القرعة في مجموعة ضمت كوريا الجنوبية والإمارات والكويت، فبدأ المشوار بتعادل سلبي أمام كوريا ثم فاز على الكويت 2- صفر، وكان بحاجة إلى نقطة وحيدة في اللقاء الثالث فنالها من المنتخب الإماراتي، مما مكنه الانتقال إلى مواجهة اليابان في دور الثمانية. وفي البطولة الحالية بدأ النشامى المشوار بتعادل أمام اليابان 1-1 وفوز على السعودية 1- صفر، وبقيت لهم مباراة امام المنتخب السوري يوم الاثنين المقبل، ويحتاجون فيها إلى نقطة وحيدة لضمان التأهل إلى الدور الثاني. ويؤكد المدير الفني للمنتخب الأردني عدنان حمد بأن مهمة النشامى لم تنجز بعد، لأن المباراة المقبلة في غاية الأهمية، ويؤكد حاجة النشامى إلى التحضير الفني والبدني والنفسي الجيد للمباراة. شفيع: فوزنا تاريخي واللاعبون كانوا نجوماً فوق العادة الدوحة (الاتحاد) - قال عامر شفيع حارس مرمى الأردن إن اللاعبين كانوا أبطالاً ونجوماً فوق العادة، وليس عامر شفيع بمفرده، حيث إن الكل أدى وتفوق، وقدم ما لديه من مستوى فني خلال المباراة، وأسهم في تحقيق الفوز، والحصول على ثلاث نقاط غالية. وأضاف عامر شفيع : قبل المباراة قام الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد بزيارتنا في فندق الإقامة، والالتقاء باللاعبين وهذا الأمر رفع من الروح المعنوية لدى الجميع، وأسهم بشكل كبير في تحقيقنا الانتصار التاريخي على السعودية في البطولة الآسيوية. وقدم عامر شفيع شكره للجماهير الأردنية، وقال: أشكر جميع الجماهير التي ساندتنا بكل قوة في المباراة وأهديها هذا الانتصار. عامر ذيب: النقاط الثلاث هدية للجماهير الوفية الدوحة (الاتحاد) - قال عامر ذيب لاعب الأردن إن هذا الفوز نهديه إلى جماهيرنا، والتي نتمنى أن تؤازرنا، حتى آخر مباراة لنا في البطولة، ونحن نعدهم أن نقدم المستوى المطلوب، ولعل المساندة الجماهيرية، وراء الحماس الكبير للاعبين في المباريات. وأضاف أن المباراة المقبلة ليس فيها خيارات، ولابد أن نلعب على فرصة واحدة، وهي الفوز ولا نلعب على فرصتين، حتى لو كنا في حاجة إلى نقطة واحدة، وأتمنى أن ينجح الأردن وسوريا في العبور للدور الثاني. من جانبه قال يوسف عنبر مساعد مدرب الأخضر السعودي إن منتخب السعودية، لم يكن محظوظاً، خلال لقاء الأردن وأتيحت لنا العديد من الفرص، والتي لو سجلنا منها، لحققنا الفوز بعدد وافر من الأهداف، ولكن لم نوفق على الإطلاق، وهذا أمر وارد في كرة القدم. جمال طياش: وليد عبد الله بريء الدوحة (د ب أ) - دافع جمال طياش مدرب حراس مرمى المنتخب السعودي لكرة القدم عن الحارس وليد عبد الله، مؤكداً أنه لا يتحمل مسؤولية الهدف الذي خسر به المنتخب السعودي أمام نظيره الأردني صفر - 1. وقال طياش “لا يمكن أن ألقي باللوم في الهدف على الحارس ولا أحمله المسؤولية، كان هناك سوء تقدير، ويبدو أن اتجاه الكرة قد تغير بسبب الرياح، ودخلت الشباك، ولكن من وجهة نظري، فإنه بعيد كل البعد عن تحمل المسؤولية وسيظل في نظري أحد أفضل الحراس في آسيا. وأشاد جمال طياش بالعمل الذي قام بها المدرب ناصر الجوهر منذ استلامه مهمة تدريب الفريق قبل يومين خلفاً للبرتغالي جوزيه بيسيرو، مؤكداً أنه حاول إيجاد أجواء جيدة للاعبين وإبعادهم عن التفكير في الهزيمة أمام سورية في المباراة الأولى “وقد لاحظتم أن المستوى الفني تحسن كثيراً وسادت روح عالية بين اللاعبين ولكن سوء الحظ حال دون استغلال الفرص وتسجيل الأهداف.
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©