الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هوس جراحات التجميل.. حتى الموت

هوس جراحات التجميل.. حتى الموت
9 يونيو 2014 17:20
اتسع مجال العمليات التجميلية بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة ويتوافد الكثيرون على عيادات التجميل، ليتكبد بعض الذين أقدموا على عمليات تجميل خسائر فادحة في الصحة والأموال، فاللهاث وراء عمليات التجميل أصبح شائعا بين الذكور والإناث، ويُقدم الكثير منهم على المجازفة من دون التأكد من سمعة الطبيب أو العيادة، أو حاجة الشخص لهذه العملية. وهنالك لبس بين عمليات التجميل والترميم، والكثير من مرتادي عيادات التجميل لا يدركون ما يريدون من عمليات ويتأثر معظمهم بما يمُليه عليهم طبيب التجميل بمحاولة إجراء أكبر عدد من العمليات ليزداد ربحه، وفي الجهة الأخرى يتكبد المريض الخسائر في الصحة والأموال. تحقيق: منى الحمودي رجل في العقد الثالث من عمره خضع لعملية قص المعدة، وبعد نزول وزنه بشكل كبير، كان يشتكي من الترهلات الجلدية، وخضع لعملية شد البطن في عيادة تجميل خاصة أغرته بالإعلانات المزيفة عنها، متجاهلا أن قص المعدة يسبب مشكلة النزيف لتغير البروتينات وطبيعة السوائل بالجسم، والخلايا الدموية التي تُجلط الدم، وبعد خضوعه للعملية أصابه نزيف حاد، وتم نقله من المستشفى الخاص لآخر حكومي، وتم عمل اللازم له، كما تم نقل 14 كيس دم له خلال 16 ساعة. سيدة في العقد الثالث من عمرها خضعت لعملية تجميل بالجلد بإبر السيلكون وبعد حصولها على النتيجة المبهرة أصبحت سعيدة، لتفاجأ بعد 8 شهور بتكون كتل لحمية، وأخذ حجمها يكبر ويتكون التهاب بكتيري داخل الكتل ثم انتشر بالجلد، وأصبح هناك عدة فتحات والتهابات بكتيرية. وكما هي العادة يتم علاج هذه الحالات بمضاد حيوي، لكن في حالتها المادة أخذت بالخروج 5 أشهر متواصلة، وخضعت لعمليتي شفط، وما زالت المادة السائلة تسد فتحات بالجلد. سيدة في العقد الثاني خضعت لعملية تكبير صدر، وبعد سنتين بدأ السيلكون بالنزول أسفل الصدر، مسبباً كتلة كروية وصار المنظر بشعاً. وتقول ريهام وجدي: إن عمليات التجميل التي هدفها التغيير الجذري غير مستحبة، أما إذا كان الشخص يعاني تشوهاً أو مشكلة صحية فلا يوجد أي خلاف على الجراحة. والمبالغة في عمليات التجميل تدل على عدم ثقة الشخص بنفسه ومحاولة إبراز جمال غير طبيعي، وهو بحاجة لعلاج نفسي حتى يتقبل شكله الطبيعي، ويحتاج إلى نصائح وعبارات إعجاب من أقاربه وأصدقائه حتى يتراجع عن هذه العمليات. وترى أن عمليات التجميل تصنع جمالاً مؤقتاً وكاذباً تظهر نتائجه السلبية عند الكبر، موضحة أنه إذا قرر الشخص إجراء عملية تجميل فعليه أن يتوجه للعيادة ذات السمعة الجيدة حتى وإن كانت أسعارها مرتفعة، فالأخطاء التجميلية قد تؤدي إلى أضعاف المبلغ الذي دفعه في أول عملية. وترى مادونا واصف أنها من الممكن أن تجري عمليات تجميل مستقبلا شرط أن تكون خفيفة ونتيجتها فورية مثل البوتكس والفيلر للشفاه والخدود، وأن يكون الطبيب ذا خبرة وسمعة ممتازة، حتى لا تندم على هذا القرار. وأضافت: معظم المجتمعات كونت نظرة خاطئة ضد من يقومون بعمليات التجميل، وينحصر تفكيرها في أن عملية التجميل لتغيير الشكل فقط، ولكن يجب الوضع بالحسبان عامل العمر وفئة الذين تعرضوا لحوادث ومن ولدوا أساساً بتشوهات يجدون أن عمليات التجميل هي الحل. وأضافت أن بعض الأشخاص الطبيعيين يكونون غير راضين عن الشكل الخارجي، ومتأثرين نفسياً من هذا الأمر، فهؤلاء ربما عمليات التجميل قد تريحهم ويخرجون للعالم بنفسية جديدة. ويجب أن يحذروا خداع بعض العيادات للأشخاص الذين لديهم زعزعة في ثقتهم بأنفسهم، والذي يتأثرون بأي كلمة يسمعونها عن هذه العيادات والتي تهتم فقط بالربح بغض النظر عن النتائج. وتبدي لليان يوسف استعدادها لإجراء عمليات تجميل تختص بالتخسيس وشفط الدهون وتدبيس المعدة، ولكن هناك يرتبط خوف من فشل هذه العمليات وآثارها المستقبلية عليها، حيث إن ما يتم تداوله عبر وسائل الاتصال والإنترنت، يجعلها تفكر بالأمر، وأوضحت أن الطبيب الذي يمارس عمليات التجميل يجب أن يكون ذا خبرة بعمله، وأن اتجاهها بالطبع سوف يكون لعيادة ذات سمعة وتجارب ناجحة. وأشار الدكتور قاسم اهلي استشاري رئيس وحدة التجميل بهيئة الصحة في دبي ومدير عيادة ديرماليز، وحاصل على الماجستير في الجراحة العامة تخصص جراحة التجميل والترميم وجراحة الحروق، من جامعة جوثنبرج للطب في السويد، إلى أن أبرز العمليات التجميلية التي يتجه إليها الناس هي قص الجلد الزائد، وشد البطن والشفط، وتجميل الصدر أو شد الصدر. وأوضح أن هنالك ممارسات خاطئة لعمليات التجميل تتم من الطرفين، الطبيب المعالج ومرتاد عيادة التجميل، فالطبيب التجميلي يجب أن تكون لديه مصداقية في عمله، ولكن هناك أطباء يعملون في المجال كنوع من التجارة، ويخدع المريض بسهولة، ويبدأ بسرد عيوب لا تعد ولا تحصى له وهو خالٍ منها. فهناك أطباء تكون نظرتهم نظرة تجارة تجميل على وجه وجسد المريض. ويستخدم بعض الأطباء مواد يجب ألا يتم استخدامها في الجراحات التجميلية، فمنذ فترة انتشر السيلكون الفرنسي، والذي كان يواجه عيبا بجدار السيلكون، فبعد أقل من 3 سنوات يُفتح الجدار وتخرج المادة منه، وبالرغم من انتشار الخبر حول خطورته والتحذيرات فإن هنالك بعض الأطباء يستخدمون هذا النوع من السيلكون لأن لديهم مخزون منه، ويريدون التخلص منه. موضحاً أن المواد المعروضة بالسوق ذات جودة عالية ومتوسطة ورديئة، والطبيب الممارس للمهنة يكون على درايه بجودة هذه المواد، وعليه ألا يستخدم المادة الرديئة مقابل أجر مرتفع من دون علم المريض. وأوضح أن مرتاد عيادات التجميل يعاني عدم الثقة بالنفس، وفي حالة قلق من مظهره الخارجي، مما يجعله يلجأ لجراحات التجميل الزائدة على حاجته. ويجب على الأطباء رفض تحويل المريض لشكل آخر، فهذا الأمر يحمل مضاعفات مستقبلية خطيرة، ورغم من تمكن الطبيب بالتحكم في المريض بإقناعه بخطورة بعض عمليات التجميل، فإن بعض الأطباء يدخلون بهذه الدوامات مع المرضى ويمارسون استخدامات خاطئة للتجميل معهم. وقال: إن المواد المغشوشة المستخدمة في التجميل كثيرة، فأنواع البوتكس الموجودة في الدولة هي الأميركي والأوروبي والكوري والصيني، وأفضلها الأميركي والأوروبي لأنها مواد نظيفة، حيث إن البوتكس عبارة عن مواد بروتينية ومواد حافظة، ومادة البوتكس، وهنالك أنوع رديئة تزيد المواد الحافظة بها أو البروتين، وتقل مادة البوتكس، لذلك تباع بسعر رخيص، وتكون تكلفتها أقل لبعض الأطباء، كما يقوم بعض الأطباء باستخدام علبة واحدة لأكثر من مريض، لتوفير المال. ويتسبب هذا النوع من البوتكس بحساسية للشخص بسبب زيادة مادة البروتين، كما تؤدي إلى انتفاخات، واختفاء نتيجة البوتكس بعد 4 إلى 6 أسابيع، بدلاً من المدة المطلوبة وهي ما بين 4 إلى 6 أشهر. كما أن هناك أطباء يتلاعبون بتركيز المادة نفسها، فهناك أطباء يخففون المادة لتوفير كمية العلبة بدلاً من استخدامها على مريض واحد. كما أن هنالك مواد غير مسموح بتداولها مثل المواد الدائمة وشبه الدائمة، مثل السيلكون السائل، وهي مواد غير مصرح باستخدامها بكل دول العالم، لكن هناك يستخدمونها لرخصها، خصوصاً مراكز التجميل والصالونات، ويستخدمها البعض في تكبير الصدر والخلفية والخدود وتكبير اليد. مشيراً إلى أن بعض الأطباء الذي يأتون من الخارج يقومون باستخدامها لأنها رخيصة، وتم استخدام السيلكون الفرنسي PIP لفترة من الفترات في الدولة، وثم إيقافه من السوق بعد اكتشاف أنه مغشوش. وعن الآثار السلبية التي تنتج من التعامل مع المواد المغشوشة في التجميل، قال: إن السيلكون الرخيص، مادة يتم وضعها في الصدر والوجه والخلفية، وتعطي حجماً جميلاً في بداية الأمر، لكن بعدها تبدأ معاناة المستخدم لها، وقد تحدث مشاكل مباشرة أو مشاكل متأخرة بعد سنة أو 10 سنوات، ومن أبرز هذه المشاكل الالتهابات في نفس المنطقة، مع صعوبة إزالتها، حتى وإن تناول المريض المضاد الحيوي، وتنظيف المنطقة، إلا أن الالتهابات تكون مزمنة ومستمرة، وتكون تكتلات كورية تحت الجلد. كما أن مادة السيلكون ثقيلة بطبيعتها، وفي بعض الحالات تنحدر المادة للأجزاء التي تقع بالأسفل منها، وتعطي اختلالاً من جهة اليمين أو اليسار، كما أن انتقالها يؤثر على الأغشية العضلية أو على أطراف الأعصاب مسببة ألماً حاداً للمريض، وتستمر لشهور وسنوات. كما أن بعض المواد يجد الأطباء صعوبة في إخراجها من المنطقة وتحتاج لعدة عمليات، والمادة لا تخرج من تلقاء نفسها، بل تخرج معها الشحوم مما يسبب تشوهات. ولفت إلى أن هنالك فرقاً بين العمليات التجميلية والترميمية والتعديلية، حيث إن الترميم ينتج من تعرض جسم الإنسان لحالات مفاجئة كالحوادث بأنواعها والحروق والعديد من التشوهات، حتى لبعض الأطفال الذين يولودون بتشوهات ويكونون بحاجة لترميم وتعديل مثل الشفة الأرنبية والتشوه في الجمجمة. وفي الجانب الآخر هنالك أشخاص لا يعانون أي مشكلة ويدخلون عالم العمليات التجميلية، ويتوهون في منتصف الطريق، وعلى هؤلاء أن يسألوا انفسهم عن مدى حاجتهم لهذه العملية. وأوضح أن هناك الكثير من الدعايات في جميع الوسائل الإعلامية، وهناك بعض الإعلانات المغرية الخادعة، مثل عملية بلا ندبات، عملية يوم واحد، عملية خلال دقائق ظن، ولكن في أرض الواقع تختلف جميع المفاهيم، لذلك يجب أن لا يجري الشخص وراء الكلمة المغرية. مخاطر الوشم استعرض الدكتور قاسم أهلي استشاري رئيس وحدة التجميل بهيئة الصحة في دبي مخاطر الوشم، حيث إن طرق علاجه صعبة مستقبلاً، لأنه أصبح منتشراً في المجتمع، فالوشم عبارة عن مادة سائلة ملونة، توضع في الطبقة الجلدية، فالجلد 3 طبقات، والوشم يجب أن يدخل الطبقة الجلدية الوسطى أو العميقة، وعند دخوله للطبقة العميقة فإن المادة تنحبس في بعض الخلايا الداخلية، التي تبلع المواد الغريبة، وتنصبغ الخلية باللون. وتكمن خطورة الوشم هو أن بعض الألوان التي تُستخدم في بعض العيادات التجميلية غير معقمة، وتوجد بها شوائب سمية ونسبة البروتينات فيها غير مناسبة، كما يتم استخدام نفس الألوان لمجموعة أشخاص، واستخدام الإبرة من دون تعقيمها، وهناك مواد كيميائية مثل المواد الحافظة، تدخل في تكوين مادة الوشم، وكلها أمور تتسبب في التهابات موضعية تؤدي للوفاة، إضافة لتسببها في التهاب الكبد الوبائي، وانتقال أمراض، وأنواع من الأكزيما والتهابات خارجية للجسم وحساسية مفرطة لفترة طويلة. وهناك شخص وضع وشماً من 3 ألوان، وتسبب اللون الأحمر بانتفاخ في الجلد، وإصابته بحساسية من اللون الأحمر، مكونة ندبة وحشية، لا يتم علاجها بسهولة. وأوضح أن عملية معالجة الوشم تتم بعدة طرق، أولها الليزر وهو أن تدخل أشعة تحت الجلد لتحاول تكسير الخلايا الممتصة للون، وهناك ألوان تتقبل الليزر وألوان لا تتقبله، والعلاج يحتاج لجلسات، وعند الانتهاء من العلاج تبقى آثار على الجلد. وهناك طريقة جراحية، فعندما لا يزول الوشم بالليزر يضطر الشخص لإزالته جراحياً، ويتم إزالة الجلد الذي عليه الوشم وتخييط الجلد، وبعض الأحيان يكون حجم الوشم كبيراً خصوصاً أعلى الذراع، ويصعب تخييط الجلد من الجانبين، لأن الجلد كميته قليلة، فتبقى ندبات مدى الحياة. إزالة الشعر بالليزر وتلميع البشرة والتقشير وعلاج تشوهات الأنف أبرز العمليات أوضحت الدكتورة ليلى محمد المرزوقي مساعد مدير التنظيم الصحي ورئيس مكتب الحوكمة الطبية بهيئة الصحة في دبي أن «التقرير الإحصائي السنوي لإمارة دبي لسنة 2012» أوضح أن عدد الزيارات لعيادة التجميل بلغ 1,971 مواطن و754 وافداً رجالاً ونساءً في القطاع الحكومي. أما في القطاع الصحي الخاص فبلغ مجموع عدد الزيارات حسب الجنسية ونوع العلاج لعام 2012 هو 32,617 مواطن و44,727 وافد. وأبرز العمليات التي يجريها الجنسان هي إزالة الشعر بالليزر بنسبة 35.41%، ثم تحسين وتلميع البشرة، والتقشير بالليزر، وعلاج تشوهات الأنف، وعلاج السيلوليت وعلاج الميزوثيربي. وبلغ عدد عيادات التجميل بالقطاع الخاص في دبي 14 منشأة صحية مرخصة من قبل هيئة الصحة تقدم خدمة جراحة تجميل ومسجلة كعيادة تخصصية (ذات تخصص واحد)، و110 مجمعات طبية تقدم خدمة جراحة تجميل ضمن التخصصات الأخرى التي تطرحها المنشأة الصحية. وأشارت إلى أن هيئة الصحة وضعت ضوابط للعيادات الخارجية والتي تندرج ضمنها عيادات التجميل، وتتضمن مواصفات يجب الالتزام بها من قبل المنشأة والمهنيين فيها مثل الإجراءات الإدارية والتراخيص، ومتطلبات التصميم للعيادة ذاتها، ومسؤولية العناية بالمرضى وسلامتهم، وحقوق المرضى، والخدمات التشخيصية. ويمكن الاطلاع عليها عن طريق الموقع الإلكتروني للهيئة. وحول المخالفات لعيادات التجميل ذكرت أنه لم يتم إغلاق أي عيادة تجميلية في دبي، ولكن في وجود مخالفة من الممكن إغلاق العيادة بشكل مؤقت بناء على قرار المجلس التنفيذي (32) لسنة 2012 المادة (18) «يجوز للمدير العام بناء على توصية اللجنة، أن يصدر قرار بإغلاق المنشأة الصحية سواء بشكل كلي أو جزئي إغلاقاً مؤقتاً لمدة لا تزيد على ثلاثة أشهر إلى حين انتهاء التحقيق في المخالفة». وأكدت تعاون مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالرقابة والإشراف على عيادات التجميل، حيث يتم التفتيش بشكل دوري على جميع المنشآت الصحية بما فيها عيادات التجميل من قسم ضمان الجودة التابع لإدارة التنظيم الصحي، كما تعمل هيئة الصحة في دبي على دعم دورها في الرقابة على العيادات عن طريق التعاون مع الجهات الحكومية مثل شرطة دبي، وهيئة التنمية الاقتصادية، وبلدية دبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©