الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللغة في شبكة العنكبوت!

8 فبراير 2009 00:10
الخدمات التي يوفرها الحاسوب ''الكمبيوتر'' صارت مثل الماء والهواء في الحياة المعاصرة، لا يمكن الاستغناء عنها· لكنها، مثل كل اختراع جديد، سلاح ذو حدين أي أن منافعها التي لا تحصى يمكن أن يعكرها ويصيبها كثير من الضرر والإساءة، ما دامت بعيدة عن رقابة الحكماء وسيطرة المبادئ والقيم والأخلاق· وإذا كان من العسير جداً الإحاطة بما تنشره جميع المواقع العربية، فأنا سأكتفي هنا بالحديث عن مستوى اللغة العربية في المواقع الأدبية أو الثقافية بوجه عام· اخترت مئة موقع عربي، بعضها صار له شهرة واسعة ولا ضرورة أن أسميها لأن لغتنا الأم، أعني الفصحى، هي الهدف من كلمتي وإسماع صوتي· فمنذ حوالي سنة، وأنا أتنقل بين هذه المواقع فلم أجد إلا ثلاثة، نعم ثلاثة مواقع فقط من أصل المئة، تعتني بسلامة اللغة ودقة قواعدها بنسبة عالية· وهذه النسبة يمكن أن ترتفع إلى ستة أو سبعة بالمئة، إذا تغاضينا قليلاً عن بعض الأخطاء الأخرى، مثل الهمزة في أول الفعل الرباعي فقط ''أسلم، إسلام''· وأكثر الأخطاء النحوية شيوعاً وانتشاراً هو الخلط بين عمل كان وأخواتها وعمل إن وأخواتها في الجملة الاسمية المؤلفة من مبتدأ وخبر· وربما جاء الاسم المنقوص، مثل ''القاضي'' و''الباني'' و''المستغني'' في الدرجة الثانية لأن كثيراً من الشباب لا يعرفون أن الياء تحذف في حالتي الرفع والجر إذا كان الاسم نكرة (قاضٍ، بانٍ·· إلخ)· الخطأ الثالث هو عدم حذف حرف العلة من الفعل المجزوم، وكذلك عدم حذف النون من الأفعال الخمسة في حالتَيْ النصب والجزم· هذه مجرد أمثلة سريعة وليس الهدف أن أجعل من هذه الزاوية الجميلة درساً جامداً في قواعد اللغة، وإنما هي إشارة·· وأجدادنا قالوا: إن اللبيب بالإشارة يفهم· هناك شعراء وكتاب قصة لا يجيدون الحد الأدنى من لغتهم وضرورة الحفاظ على سلامتها· إننا نطالب النجار والحداد والبناء وكل صاحب مهنة أن يتقن صنعته، لكننا نتغاضى عن أخطاء صانع هذا النسيج الفني الجميل، أقصد الكتابة· إنني أعرف قيمة الحرية وأهميتها في فتح الأبواب على مداها أمام الراغبين بالنشر، وهذه الحرية هي التي أتاحت لمئات الآلاف من المبتدئين والناضجين أن يكتبوا في هذه المواقع، لكن الواجب يقضي أن نطالبهم بالحرص على سلامة هذه اللغة التي نحبها، وخاصة أن ''إقرأ'' هي أول كلمة نزلت في القرآن الكريم· كمال خضير ننشر مقالات القراء التي نستقبلها على هذا الإيميل dunia@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©