الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تجارب على .. الجسد

تجارب على .. الجسد
14 يناير 2015 23:59
محمد وردي (دبي) عندما تحتفي الريشة بالجسد الأنثوي تنبثق الصورة المفارقة للتوثيق بالمعنى الفوتوغرافي، وتذهب بعيداً في التخييل والتساؤلات، حول إمكانية التعبير الجسدي عن مرحلة معينة في الزمان والمكان بكل التأثيرات أو المعطيات الإنسانية على كل المستويات الجمالية والفنية. هذا هو جوهر موضوع المعرض الجديد للفنان الهنغاري جولت بودوني (zsolt bodoni) الذي افتتحته «غرين آرت غاليري» مساء أمس الأول لجمهور ذواقة الفن التشكيلي في السركال أفنيو بالقوز في دبي، ويستمر المعرض حتى السابع من فبراير المقبل. يضم المعرض ست لوحات من القياس الكبير الحجم، تقوم جميعها على ثيمة المرأة، في محاكاة تعبيرية - من خلال الرقص العاري- للمرحلة التاريخية التي عرفت باسم «الكتلة الشرقية»، أو منظومة بلدان «حلف وارسو»، حيث مثلت الأفكار التقليدية أكبر عقبة في طريق التحولات التي عصفت بالقيم الثقافية على كل المستويات الأخلاقية والدينية في تلك البلدان. يلتقط بودوني موضوعه في معظم لوحاته من ما يسميه، «حاوية القمامة التي صهرت تاريخ وثقافة أوروبا الشرقية والغربية»، ويقصد بها المنظومة الثقافية التي كرستها الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية حتى انهيارها في مطالع التسعينيات الماضية. ويقول بودوني إن وظيفته كفنان هي تقشير طبقات التاريخ التي طمست الحقيقة، من خلال صور ووثائق قديمة كان قد عثر عليها بعد انهيار الاشتراكية وزوال الستار الحديدي. ما يجعل لوحاته تقوم بإعادة تعريف «فهمنا للحقائق الماضية والحاضرة، بعد تنظيفها من التشوهات التي لحقت بها من خلال الروايات أو الحكايات الشفاهية». ويوضح بودوني أن مجموعة لوحاته الجديدة في «غرين آرت غاليري» تستوحي موضوعها من لابانيزم Labanism))، وهو شكل من أشكال الرقص الحديث في أوروبا، صاغه الفنان المنظر الهنغاري رودولف لابان (Rudolf Laban 1879-1958). بمعنى أن بودوني صار مهتماً بمُثُل لابان، وبخاصة لجهة تساؤلاته العميقة حول استخدام الجسد للتعبير عن المشاعر التي باتت لغة التصوير الفوتوغرافي التوثيقي، وحملت مناخاً غامضاً وغريباً في ذلك الوقت. في هذا التجريب الجديد من العمل التشكيلي يؤخذ المتلقي بالألوان المضيئة، المتماهية في الوقت عينه مع الظلال الشفافة التي تكشف أكثر مما تخفي، حيث تجهد اللوحة في خلق حقيقة بديلة من خلال التراكيب الحيوية التي تعكس اهتمامه بالنزعة التعبيرية الجامحة إلى البوح والكشف أو الإضاءة على ما وراء الصورة. وتحتشد في خلفية المشهدية البصرية ظلال هي أشبه بحركية فيزيائية في تصوير اللامفهوم الحسي، ولكنها تكشف عن الاحساس أو الشعور العام بالحالة الإنسانية، حسب تعبيره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©