تحدثنا في مقالتنا السابقة والمنشورة على صفحات هذه الجريدة الغراء حول أحد الأسرار التي تكتنزها وتتكئ عليها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة دبي على وجه الخصوص في نجاحاتها وإبراز ذلك النجاح على الوجه الحسن واللائق للعالم ألا وهو الإعلام، وقد تحدثنا عن دوره الإيجابي في بلورة العمل الجبار الذي يقوم به شباب دولة الإمارات في إعداد وتنظيم سباقات الفروسية للقدرة والتحمل.
واليوم وبعد تشرفي بالمشاركة في مهرجان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لسباقات القدرة والتحمل والذي أقيم على مدى أسبوعين من 23-12-2017م وحتى السباق الأكبر على كأس فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أقيم يوم 06-01-2018م والذي يعد دائماً أغنى وأغلى سباقات القدرة والتحمل على مستوى عالم السباقات عاش فيها جميع محبي وعاشقي الخيل من منظمين، حكام مشرفين إداريين فنيين فرسان وملاك من أكثر من 30 دولة حول العالم المهارة والفن والتحدي والتنافس الشريف.
من نافلة القول بأن حسن التخطيط و فن وروعة التنظيم يعقبه بلا شك و لا ريب نجاح بل إبهار وهو ما سطرته بأحرف من ذهب أيادي شباب دولة الإمارات بشكل عام وأعضاء ومنسوبي نادي دبي للفروسية على الوجه الخاص ومن وراءهم، حيث يكمن السر الثاني من أسرار ذلك النجاح والإبهار ألا وهو الدعم والمشاركة الفاعلة من قبل الجهات الحكومية المختلفة ومن خلفها شركات ومؤسسات القطاع الخاص الإماراتية من باب إيمانها وإحساسها بالمسئولية الاجتماعية نحو مجتمعها في المساهمة بالتطوير والارتقاء بالحركة والأنشطة والفعاليات المختلفة، وأن ذلك واجب ديني ووطني وأخلاقي، وأن للوطن دينا في أعناقهم يجب أن يؤدى، ولترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى القطاعات الخاص الأخرى والمشاركة في التنمية الوطنية والتي يعتبر القطاع الخاص أحد ركائزها الأساسية.
فالنجاحات لا تأتي ولا تستمر إلا من خلال المشاركة وتنمية العلاقة والتعاون بين القطاعين العام والخاص.
ومن وراء ذلك كله الإعلام ودعم الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة يكمن السر الأكبر وراء التفوق و التميز والنجاحات المتتابعة والمتتالية لدبي لا على الصعيد الرياضي فحسب بل لكافة أوجه الحياة العامة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية من خلال وجوده وقناعاته وقراراته المصيرية والمحورية ورؤيته الثاقبة وقراءته واستشرافه للمستقبل فارس العرب وملهم فرسانها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فكيف لا يحضر جل قاموس معاني التميز والإبداع ويزيد الأنشطة والفعاليات رونقاً وجمال.
حسين رضي أبو السعود
المملكة العربية السعودية
عدد اليوم
