الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بروين حبيب تتأمل الكون والكائنات والمتناقضات في «دانتيلا أقل من الصحراء»

بروين حبيب تتأمل الكون والكائنات والمتناقضات في «دانتيلا أقل من الصحراء»
3 يناير 2010 01:37
في كتاب جديد للشاعرة بروين حبيب يحمل عنوان “دانتيلا أقل من الصحراء”، صدر مؤخرا عن دار كنعان للدراسات والنشر في دمشق (إصدار 2010)، تخوض الشاعرة، عبر مقالات قصيرة، في شؤون الذات بأبعادها المختلفة، لتنقل تجربتها في الحياة والثقافة والعلاقات الإنسانية بصورة عامة. فتحت عنوان “ذاتيات” حينا، و”شخصيات” حينا آخر، تكتب بقدر من التأمل والبوح عن الذات الإنسانية والذات الأنثوية والذات الشاعرة المبدعة، وتفتح باب النثر على باب الشعر، وتنتقل إلى ما تسميه باب النقد الذي لا يخرج كثيرا عن تصوراتها ورؤاها بوصفها شاعرة أولا وأخيرا، حتى لو دخلت باب التنظير للشعر وللقصيدة. في تأملاتها وبوحها تأخذنا بروين حبيب إلى عوالمها الخاصة رغم أنها عوالم الكثير من الشاعرات والمبدعات العربيات، سواء لجهة علاقتها بذاتها وكينونتها وصيرورتها ككائن وكأنثى وكشاعرة، أو لجهة العلاقة بينها وبين العالم، أو لعلاقتها بالشعر والأدب عموما، أو لما تثمر عنه هذه العلاقات من ثمار تتنوع طعما ولونا ورائحة، ما يلون الحياة بألوان هذه الثمار. في 36 مقطوعة لا تزيد أي منها عن صفحة ونصف من القطع الصغيرة، تسترجع بروين الكثير من المواقف والمحطات في حياتها، فتسلط أضواء ساطعة من لغتها وتأملاتها في حقول هذه الحياة، وبدءا من عنوانها “هذا اليوم لا يشبهني” يبدأ الحوار المتشعب، حوار مع الذات، وحوار مع الآخر، “كم مرة أنثر ملامحي في المرآة، وأسرّح نظراتي قبل شعري.. أتأمل رحلة حضورك في غياب المكان. أقلِّب ملاءتي الحمراء كمعصية، كوردة، ورق، ورقتي البيضاء النائمة على غيمة الرجاء، أو على صدر فكرة.. أرجع للمرآة..”. ومنذ النص الأول هذا أيضا تفاجئنا لغة الموت وحضوره الفلسفي، الموت في مقابل الحياة، والعكس، فما الخوف من الموت؟ إنها تستعير صوت الفيلسوف “أوشو” الذي يقرر “نحن نخاف من الموت لأننا نخاف من الحياة”، لكنها ترد بحكمتها هي “نحن نخاف من الموت لأننا نخاف الغياب.. نخاف العدم حيث لا نكون.. كأن لا كائنات في العالم بعدنا تقبض على اخضرار الروح..”. ويتداخل في بعض النصوص شيء من الواقع مع ملامح من الأسطورة، لتتشكل لدينا صورة امرأة تنظر إلى الكون من زواياه كلها، حتى وهي جالسة تتناول وجبة يابانية، فيظهر الرجل في صورة رجل “واقعي بمخيلة سلفادور دالي”، كما تحضر في المشهد نفسه “الدم والنار.. إله الحرب (مارس) عند الإغريق. كما يتداخل الروحاني بالجسدي، فتتشكل نصوص يصعب تلخيص فكرتها، لأنها تريد التقاط جوهر ما بعيد وغامض في غالبية الأحيان. أخيرا، ولعدم إمكانية التوسع، نقف مع الشاعرة في واحد من نصوصها الأشد قسوة، هو “الأشد حدادا”، ونقف فيه تحديدا على عودة الشاعرة إلى طفولتها في المنامة حيث بدايات تكوين شخصيتها، تقول “تعلمت، أول ما تعلمت، كيف أصغي إلى اختلافي، وكيف أنفث رائحة التمرد خلف الرتاجات الصدئة المغلقة، وكنت أمتد على نحو لا يشبههم، أردد: صوتك هو السهم الطائر الذي يضرم العاصفة ويحرسك”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©