الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا عزاء لـ «الماتادور»

4 يوليو 2018 22:15
لا أملك لا أنا ولا غيري أن نحزن على أي من المنتخبات التي لفظها دور الستة عشر، وبخاصة تلك التي دخلت مونديال روسيا بثوب المرشح للفوز باللقب العالمي، فلا أعذار يمكن أن نلتمسها لأي منها، حتى تلك التي رمت بها خارجاً ضربات الحظ، أو ضربات الوجع. من هذه المنتخبات من عاقبها المونديال، على أن مصيرها ارتبط قهراً بنجم واحد، إذا ما ضحكت له السماء علا شأنها، وإذا ما لعنته فرمتها المباريات، ومن هذه المنتخبات من توهمت أن منظومة «التيكي تاكا» ما زالت على قيد الحياة، وقد أخرجها من الغيبوبة أوكسجين تكتيكي، تم ابتداعه لتأخير ما كان يوصف بأنه موت أكلينيكي. وإذا كان البعض قد آلمه الخروج السريع لمنتخب إسبانيا من حلبة الرهان، مهزوماً بضربات الوجع من منتخب روسيا، فأنا شخصياً لم يرف لي رمش واحد و«الماتادور» يخرج من المونديال من دور الستة عشر، لأن بخروجه فعلاً سنشهد الموت الفعلي لفلسفة لعب، لا أعتقد أنها غيرت الشيء الكثير في النسق التكتيكي، كما أنها لم تستهو عدداً من المدربين العالميين، وبخروج المنتخب الإسباني سنقف على مدى التهور الذي ضرب الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وهو يقدم على إقالة مدربه لوبيتيجي قبل ساعات من انطلاق المونديال، والاستعاضة عنه بهييرو الفاقد خبرة إدارة مباريات المستوى العالي، وأيضاً القدرة على إيجاد الحلول السريعة للمشكلات التكتيكية التي تعترض فريقه. في الأربع مباريات التي خاضها المنتخب الإسباني بمونديال روسيا، ثلاث منها بالدور الأول، ولم يفز إلا في واحدة منها بشق الأنفس على إيران، مرر لاعبو «الماتادور» الكرة فيما بينهم لأزيد من 3400 مرة، وبلغ متوسط استحواذهم على الكرة قرابة 70 بالمائة، ويعلم الله كم من الساعات قضوها في معتركات خصومهم، كل هذا من أجل حفنة فرص وقعوا منها 7 أهداف، ولكن سددوا جراء ذلك ضريبة ثقيلة جداً، إذ إن الضغط العالي كلفهم الانكسار أمام مرتدات خصومهم 6 مرات، وطبعاً من تكون هذه هي أرقامه، فإنه من دون شك سيكون قد عوقب بأقبح عقاب على امتلاكه السلبي الكرة، وعلى استحواذه الذي يصيب بالملل وأحياناً بالقرف، وعوقب أيضاً على ضيق هامش التخيل عند لاعبيه، إلى الحد الذي يجعل المبارزة التكتيكية مجرد تطبيل في الماء البارد. هذه «التيكي تاكا» التي تخرج اليوم سريعاً من عباءة كرة القدم، كانت لها ظرفيتها وسياقاتها وجنس اللاعبين الذين يحملون جيناتها، هذه «التيكي تاكا» التي أهدت برشلونة ألقاباً عدة، وأهدت «الماتادور» لقبه العالمي الوحيد سنة 2010، باتت الكرة الإسبانية مطالبة بالتخلص منها للأبد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©