الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكتشاف بوابات العالم الآخر!

اكتشاف بوابات العالم الآخر!
25 يناير 2017 10:27
الفاهم محمد في الحدود ما بين فرنسا وسويسرا تجري واحدة من أكبر التجارب العلمية التي قام بها الإنسان لحد الآن. نفق يمتد على مسافة 27 كلم يحتوي على أكبر آلة اخترعها البشر تعرف بـLHC، مصادم الهادرونات الكبير large hadron collider، وهو بمثابة آلة ضخمة ومجهر عملاق يسمح بالنظر في أعماق المادة. هنا يعمل حوالي 10800 عالم وباحث من 120 دولة على تسريع الجزيئات الصغيرة للمادة وجعلها تصطدم ببعضها بعضاً من أجل خلق حالة شبيهة بالانفجار الكبير، ولكن على المستوى المصغر mini big bang. على أي حال هذا هو تم الإعلان عليه كهدف رسمي لهذا المشروع الضخم، الذي شاركت فيه أغلب دول الاتحاد الأوروبي تحت إشراف مؤسسة المنظمة الأوروبية للبحث النووي، والتي تعرف اختصاراً بـ «سيرن» CERN. كلام كثير يدور هذه الأيام حول هذا المشروع، حيث يقال إنه تجاوز بكثير تلك الأهداف العلمية المعلن عنها: فهم الطبيعة الداخلية للمادة وكيفية نشأة الكون. هذه التجارب كما أصبح يتردد لم تكن سوى قناع للتغطية على الهدف الرئيس ألا وهو التمكن من اختراق حجاب المادة وفتح بوابات للعالم الآخر. مخاوف كثيرة رافقت هذا المشروع منذ بدايته. مجموعة من العلماء ظلوا يؤكدون أن هذه التجارب خطيرة جداً، إذ من الممكن أن تؤدي مثلًا إلى إحداث ثقوب سوداء لا نعرف ما يمكن أن ينتج عنها. هل باتت هذه المخاوف اليوم متحققة؟ هل تمكنا بالفعل من فتح بوابات العوالم الأخرى؟ أحداث غامضة إدوار مانتيل Edward mantill، هو عالم فيزيائي يشتغل بـ «سيرن» كانت الكلمات الأخيرة له قبل أن ينتحر برصاصة في رأسه، تؤكد أن ثمة طاقة هائلة أكبر من الطاقة النووية تم الكشف عنها، بحيث جزء صغيرة منها يمكن أن يدمر إلى الأبد كل النظام الشمسي. إن كوننا يضيف إدوارد مانتل ما هو إلا صفحة في كتاب لا متناهي بحيث كل صفحة تكون كوناً منفصلًا. إن هدف التجارب العلمية في سيرن - حسب هذا العالم دائماً - هي استخدام طاقة هائلة من أجل فتح بوابة نحو العالم الآخر والتواصل معه. إذا صدق هذا الخبر فهذا يعني أن كل المخاوف التي كانت تتداول بين عامة الناس، بل حتى بين بعض العلماء باتت اليوم مؤكدة. فتح معبر نحو البعد الرابع قد تكون عملية بمثابة فتح باب جهنم. ماذا لو تشكل ثقب أسود كبير وخرج عن السيطرة؟ ما ذا لو جاء شيء ما لا نستطيع التحكم فيه إطلاقاً من هذا الثقب؟ أليست هناك حدود للعلم علينا أن نتوقف عندها؟ الحفل الغريب أضف إلى هذا الحفل الشيطاني الذي أقيم في افتتاح أكبر نفق في العالم سنة 2016، نفق القديس غوتار Gothard، وهو حفل في غاية الغرابة جعل الحضور يظل مشدوها لما يراه، بما تضمنه من عناصر كاليغرافية ورموز ترتبط في مجملها بثقافة الماسونيين والمتنورين. مثل الراقصين الذين يضعون قرون الماعز فوق رؤوسهم، والأشخاص الخنثويين، الذين يحملون خصائص الذكورة والأنوثة في الوقت نفسه. بل وحضور الشيطان بافومي في رقصاته الشريرة. كل هذا أمام أعين المسؤولين السياسيين وممثلي الديانات. أثار هذا الحفل كلاماً كثيراً لأنه كان طقساً واضحاً تضمن أغلب رموز الجماعات السرية. «سيرن» إذن حسب مجموعة من المتتبعين ما هي إلا تجربة هائلة غير مسبوقة لفتح بوابات العالم الآخر، والاتصال بالكائنات اللامرئية، والتي تمتلك قدرات لا يتوافر عليها الإنسان. يؤكد ستيفان هوكينغ، وهو واحد من هؤلاء العلماء الذين يدقون ناقوس الخطر بخصوص تجارب سيرن، أن الثقب الأسود ما هو إلا بوابة على العالم الآخر. الثقوب السوداء كما هو معروف عبارة عن حقول طاقية موجودة في الفضاء الخارجي، تمتلك القدرة على ابتلاع أي جسم يقترب منها، بما في ذلك الضوء الذي لا يستطيع أن ينفلت من جاذبيتها. باختصار الثقوب السوداء هي بمثابة قبر للمادة. يعتبر ستيفن هوكينغ أحد أكبر المتخصصين في هذا الموضوع، فقد كرس سنوات طويلة من عمره في دراستها. كان الاعتقاد السائد بين العلماء أن الثقوب السوداء عندما تبتلع المادة فإن هذه الأخيرة تختفي نهائياً، ولا يبقى لها أي أثر، غير أن ستيفان هوكينغ أكد أن هناك إشعاعاً يمكن أن يصدر عنها، وهذا هو ما يسمى بإشعاع هوكينغ. هذا معناه أنه إذا ما بلع ثقب أسود جسماً ما، بإمكان هذا الجسم الخروج في عالم موازٍ آخر لعالمنا. نحن إذن أمام بوابات حقيقية تفصل بين عوالم مختلفة. نظرية تعدد الأكوان تعدد الأكوان هي نظرية افتراضية قدمها في صيغة أولية «جيو دارنو برونو» في القرن السادس عشر، وقد أعدمته الكنيسة التي رأت أن الله وحده من يتمتع بصفة اللانهاية بينما الكون لا بد بالضرورة أن يكون متناهياً. أما في الفترة المعاصرة فقد قدمها «هيو إفيرت» كأطروحة للدكتوراه سنة 1954، تقول النظرية بأن الكون الذي نعيش فيه بكل ما يحتويه من مجرات ليس سوى كون واحد من عدد لا نهائي من الأكوان تشبه فقاعات قريبة من بعضها بعضاً، بحيث كل كون له وقائع وتاريخ يتقاطع مع تاريخنا ويختلف عنه في الآن ذاته في بعض النقط. ففي كوننا مثلاً تمكنت القاعدة من القيام بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، بينما في كون آخر استطاعت المخابرات إحباط العملية. أو كذلك في كوننا وقعت الحرب العالمية الثانية، بينما في كون آخر لم يحدث ذلك، وهكذا دواليك. كانت أطروحة إفيرت مغرقة في الخيال، ولم يستطع أن يجعلها مقبولة في المجتمع العلمي، مما أثر عليه شخصياً حيث غرق في الكآبة والعزلة ومات صغيراً نسبياً. عادت فكرة تعدد الأكوان بشكل أقوى مع نظرية الخيوط الوترية، وهي واحدة من أحدث النظريات التي تفسر نشأة الكون، وتسمى أيضاً بنظرية الأوتار. وهي تشير أن الكون لا يتوافر فقط على الأبعاد المعروفة، بل هو يتضمن أحد عشر بعداً، وهذا يذكرنا بفكرة تشبيه الكون بكتاب يضم صفحات عديدة. حقل هيغز بيتر هيغز Peter Higgs هو العالم السكوتلاندي الذي تنبأ نظرياً سنة 1964 بوجود جزيء صغير داخل الذرة أو حقل طاقي هو المسؤول عن منح الجزيئات الأخرى كتلتها، بمعنى أنه يعطيها حيزاً ويخرجها إلى الوجود. ربما لهذا السبب أطلقت الصحافة على هذا الجزيء صفة جزيء الله. كانت واحدة من أكبر الاكتشافات التي قام بها العلماء في مصادم الهايدرونات الكبير هي الرصد التجريبي لهذا الجزيء. يؤكد علم الفلك أنه بعد الانفجار العظيم لم تكن جزيئات المادة تتوافر على كتلة، ولكن بعد أن برد الكون وانخفضت درجة حرارته تشكل حقل طاقي يطلق عليه حقل هيغز، عندما تعبره الجزيئات يبطئ حركتها ويمنحها كتلتها، بحيث كلما كانت الحركة أبطأ كلما كانت الكتلة أكبر. لسنوات طويلة تم البحث عن هذا الجزيء الغريب الذي نظر إليه باعتباره «الحلقة المفقودة» في استكمال التفسير الشامل للكون، الذي تقدمه نظرية الانفجار الكبير. الأبحاث لم تتوقف عند هذا المستوى خصوصاً بعد أن تمت مضاعفة طاقة المصادم. تقول كلوديا فولز wulz، وهي فيزيائية تشتغل في سيرن، إن أول اكتشاف مهم قام به العلماء هو اكتشاف جزيء يشبه جداً جزيء بوزون هيغز، غير أنه جزيء جديد سيعملون على دراسة كل خصائصه كي يتم التعرف إليه جيداً. تشير فولز كذلك إلى أن هذه التجارب لها هدف آخر وهو اكتشاف احتمال وجود قوة جديدة في الفيزياء. نعرف أن القوى الموجودة حالياً هي أربعة لا غير: قوة الجاذبية، والإليكترو مغناطيسية، والقوة النووية الشديدة، ثم الضعيفة، وبالتالي إذا ما تم اكتشاف قوة جديدة، ربما قد يدفعنا هذا إلى اكتشاف أبعاد جديدة في الطبيعة لم تلاحظ من قبل. خلاصة تجدر الإشارة إلى أن رمز المصادم الهايدروني، حسب بعض المتتبعين، ما هو إلا ثلاثة ستات مدمجة مع بعضها، والرقم 666 كما هو معروف هو رمز الشيطان. كما أن النصب الموضوع بجانب البناية، والذي يبلغ علوه مترين، يمثل الإله شيفا في الديانة الهندوسية، إله الدمار والخلق. طبقاً للمعتقد الهندوسي الكون برمته يمر بدورات تمتد لفترات زمنية هائلة يعرف فيها خلقاً يعقبه دمار، وهكذا دواليك: دمار العالم الواقعي بغرض خلق عالم جديد. أليست هذه هي نفسها فلسفة الماسونيين والمتنورين. نحن الآن في الحدود الفاصلة بين الفيزيقا أي الطبيعة والميتافيزيقا، وكأن العلم تصالح مع الماورائيات ولم يعد يكتفي فقط بدراسة المعطى المحسوس. مخاوف أخرى أبداها الفيزيائي والعالم الفلكي المعروف نيل دوغلاس تايسون، حينما أكد أن تجارب تسريع الجزيئات التي تقوم بها سيرن يمكنها أن تؤدي إلى دمار الكرة الأرضية. مع ذلك وعلى الرغم من كل هذه المخاوف، ينبغي التأكيد على أن الكشف عن الجوانب الشيطانية للتقنية لا ينبغي أن يدفعنا لتبني موقف رافض للعلم. نقد العلم شيء والسقوط في النزعات اللاعلمية شيء آخر. هل ستكون سيرن هي برج بابل المعاصرة التي ستقودنا نحو الدمار والشتات. هل ستمنحنا سيرن أداة لفهم كل شيء أم مفتاحاً للهاوية؟ كيفما كان الحال هناك شيء واحد نحن متأكدون منه تماماً، وهو أن أبواب السماء موجودة بالفعل وبإمكاننا الولوج إليها، إنها أرواحنا التي نحملها بين أضلاعنا، نحن نعرف ذلك منذ فجر الخليقة، إنها بمثابة أنفاق، يمكنها أن تحملنا نحو العوالم الأخرى البعيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©