الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مصانع بطاريات الكادميوم تهرب إلى الصين

مصانع بطاريات الكادميوم تهرب إلى الصين
31 يناير 2008 23:39
اعتاد ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم على استخدام لعب الأطفال الصينية الصنع التي تعمل ببطاريات الكادميوم الآمنة الاستخدام عادة؛ إلا أن بطاريات الكادميوم أصبحت تتسم بالمزيد من المخاطر في صناعتها· وعلى سبيل المثال فقد عملت وانج فينج بينج لسنوات طويلة في المصانع التي تنتج بطاريات الكادميوم للشركات المتخصصة في إنتاج لعب الأطفال مثل مؤسسة ''ماتيل'' وشركة ''تويز آر أس'' وسلسلة متاجر ''وول مارت'' ولكن وانج مثل غيرها من المستخدمين درجت على استنشاق غبار الكادميوم الأحمر السام الذي يحيط بأجواء المصنع، والآن فإن وانج 45 عاماً تعاني من الضعف في السير ومن الفشل الكلوي؛ فيما أرجع الأطباء هذه الأمراض الى التسمم بالكادميوم· وهناك حوالي 400 مستخدم سابق آخر في شركة جي بي انترناشونال للبطاريات في هونج كونج تبين انهم تعرضوا لمستويات غير آمنة من الكادميوم وهو معدن سام مثل الزئبق والرصاص بإمكانه ان يتسبب في الفشل الكلوي وسرطان الرئة وأمراض العظام· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال فإن الأميركيين قد اكتشفوا فيما يبدو مؤخراً الجانب المظلم من اعتمادهم على السلع الصينية الرخيصة ابتداءً من الألعاب الملوثة بالرصاص ونهاية بأطعمة الحيوانات التي تنطوي على السموم قبل ان تشكل سلامة المنتجات الصينية هاجساً مفاجئاً لجموع المستهلكين الأميركيين· أما في الصين فإن العمالة التي تنتج هذه السلع ظلت ولوقت طويل ضحية عواقب نظام تصنيع العولمة الذي يضع التكلفة في مقدمة عوامل السلامة والأمان، فالبحث عن الانتاج الأقل تكلفة بات يعني هجرة الصناعات القذرة الى دول تتسم بالحد الأدنى من معايير حماية العمال وهشاشة المناخ التنظيمي· وأصدق مثال على ذلك بطاريات النيكل كادميوم التي طالما كانت تصنع في الغرب قبل ان تنتشر بشكل كبير في الصين لكي تصيب العمالة بمختلف أنواع الأمراض وتفضى الى تسمم التربة والمياه· بيد أن بعض المنظمين والشركات سارعوا الآن إلى اتخاذ التدابير المناسبة حيث عمد الاتحاد الأوروبي في هذا العام إلى حظر بيع جميع أنواع بطاريات الكادميوم تقريباً بينما لجأت شركات قليلة من بينها مؤسسة ''هاسيرو'' الى تفادي استخدامها· والآن فإن بطاريات الكادميوم -التي تعتمد على تكنولوجيا يعود تاريخها للعام 1899- تستحوذ على 3 في المئة من اجمالي مبيعات البطاريات في العالم وتستخدم بصورة متوسعة في لعب الأطفال والأجهزة التي تعمل بالطاقة وفي الهواتف اللاسلكية وسائر أنواع المعدات الأخرى التي تباع في الأسواق العالمية، وإلى جانب رخص أسعارها فهي توفر طفرة سريعة في الطاقة· ويمكن تفهم اقتراب صناعة بطاريات الكادميوم في أميركا على الاختفاء عبر تسجيل زيارة إلى مصنع ماراثون للبطاريات في منطقة كولد سبرينج في ولاية نيويورك والذي ظل لثلاثة عقود ينتج بطاريات النيكل كادميوم للجيش الأميركي، وبعد ان لحق الدمار بالمصنع في عام 1979 فإن الأرض المتشبعة بالكادميوم احتاجت الى إحدى أكبر الميزانيات في الدولة لتنظيف أحد المواقع بلغت قيمتها 130 مليون دولار بما فيها مطالبات السكان المجاورين بتعويضات تمت تسويتها بملايين الدولارات في عام ·1998 وبعد ان عمدت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى الى أحكام سيطرتها على اللوائح التنظيمية الخاصة بالكادميوم سرعان ما انتقل الانتاج الى المناطق الأقل نمواً ثم ان انتهى المطاف بمعظمها في الصين· والآن فإن هناك شركتين في فقط في الولايات المتحدة لا تزالان تنتجان بطاريات الكادميوم ولكنهما متخصصتان في الأنواع الأكثر تقدماً وتستخدم في معدات مثل محركات الطائرات واستمرت القوانين الأميركية تطالبهما باتباع الموجهات الصارمة المرعبة في سلامة العمالة وحماية البيئة· أما في الصين فإن المواصفات الحكومية بشأن التعرض لآثار الكادميوم تتفق مع تلك المصادق عليها من منظمة الصحة العالمية إلا أن سن القوانين أمر وإنفاذ هذه القوانين أمر آخر، ولدى الصين العشرات مما يعرف بالنقاط الساخنة حيث يتماثل تلوث الكادميوم مع المستويات التي تمت مواجهتها في موقع مصنع مارثون الأميركي· ويعتقد ان أكثر من 10 في المئة من الأراضي الصينية الصالحة للزراعة ملوثة بالمعادن الثقيلة مثل الكادميوم وفقاً لوكالة حماية البيئة الحكومي، كما أن كمية مقدرة من هذه التلوثات قد دخلت إلى سلسلة الأطعمة الصينية، وعلى الأقل فإن عشر من الدراسات التي أجريت خلال فترة العامين الماضيين قد خلصت الى وجود مستويات غير آمنة من الكادميوم في الفواكه والخضراوات المزروعة في التربة الصينية· إلا ان صناعة الكادميوم الصينية ليست الوحيدة المسؤولة عن تلوث البيئة ولكنها العامل الأكبر مساهمة، وكما يقول جوزيف دانييل ايفاد نائب رئيس إدارة البحوث والتطوير في شركة بيور اينرجي فيجونز مصنعة البطاريات في اونتاريو ''يبدو ان كل شيء انتقل إلى الصين لأن لا أحد يرغب في التعامل مع النفايات الناجمة عن الكادميوم وغيره من الملوثات''، بينما يقول أحد المسؤولين في شركة ماتيل لإنتاج لعب الأطفال ''ان بطاريات الكادميوم تتفوق في بعض المزايا على نظرائها من البطاريات الأخرى مثل مقدرتها على الاحتفاظ بالشحنة عندما لا يتم استخدامها لفترات طويلة''· عن الوول ستريت جورنال
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©