الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فيضانات جديدة تجتاح البنجاب و«الأسوأ لم يأت بعد»

فيضانات جديدة تجتاح البنجاب و«الأسوأ لم يأت بعد»
13 أغسطس 2010 01:10
أعلن رئيس هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية أمس أن موجة ثانية من الفيضانات تتدفق حالياً عبر أنهار في باكستان وربما تضر بمزيد من المناطق في إقليم البنجاب وسط البلاد. وقال قمر الزمان شودري إن “الأسوأ لم يأت بعد.. الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة للغاية؛ لأن الموجة الثانية من الفيضانات تجتاح الآن إقليم البنجاب وربما تضر بالأجزاء الجنوبية من الإقليم”. وأضاف شودري أن منسوب المياه يرتفع في نهر شيناب وربما تجتاح الفيضانات مدينة مولتان البالغ عدد سكانها أكثر من 4,5 مليون نسمة. وأصبح الوضع متوتراً أيضاً حول نهر الإندوز، حيث تتدفق المياه بسرعة أكثر من 22656 مترا مكعبا في الثانية بمنطقة شاشما بإقليم البنجاب. ومن جهته، شدد المبعوث الأميركي إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك أمس الأول على وقوع كارثة كبرى. وقال أمام مجلس العلاقات الخارجية إنه “حتى وإن كان عدد القتلى الباكستانيين في الفيضانات أقل بكثير من عدد قتلى التسونامي في 2004 ومن عدد قتلى زلزال باكستان في 2005 أو حتى زلزال هايتي، لكن العدد الإجمالي للمتضررين أكبر بكثير من كل هذه الحوادث مجتمعة”. وأشار إلى أن “الاعتراف الدولي بهذه الكارثة ليس كافياً حتى اليوم قياساً إلى حجمها”. وأوضح أن السبب يعود إلى أن “الفيضانات على العكس من الزلازل والتسونامي ليست كوارث تضرب للحظة ثم تليها على الفور عمليات إعادة الإعمار. إنها أزمات طويلة المدى، تزداد سوءاً ويساء تقديرها في البداية، وهذا ما يجري في باكستان”. وقال إن “أكثر ما يخشاه الخبراء هو ظهور الأمراض في مخيمات اللاجئين”. وأشار إلى أن المياه غير الصالحة للشرب تساهم في تفشي الكوليرا والتيفويد. وتابع: “علينا العمل بجد في مكافحة هذا الأمر، والحاجات لناحية الأدوية ملحة”. ورفض هولبروك المعلومات التي تحدثت عن قيام منظمات غير حكومية إسلامية بالاستفادة من الوضع عبر مد يد العون إلى المنكوبين وسد الفراغ الناجم عن غياب السلطات الباكستانية، وأن هذه المنظمات المرتبطة على ما يعتقد بالمتطرفين تكسب تعاطف السكان في المناطق التي تعجز الحكومة المركزية عن الوصول إليها. وقال إن “الأشخاص الذين تحدثت معهم شككوا في صحة هذه المعلومات”. وأضاف: “لا أعتقد أنه في الوقت الراهن علينا أن نشغل بالنا بهذا الأمر. علينا أن نهتم بكيفية مد يد العون والمساعدة إلى الناس”. وقال مسؤولون زراعيون أمس إن الفيضانات التي تجتاح باكستان دمرت نحو 500 ألف طن من القمح وتسببت أيضاً في أضرار بالسكر والقطن. وقال مسؤولون في صناعة القطن إن الفيضانات التي بدأت منذ أسبوعين دمرت أيضاً ما يصل إلى مليوني بالة من القطن. وقال اتحاد المزارعين إن إنتاج باكستان من السكر المكرر يمكن أن يتراجع أيضاً 500 ألف طن بسبب الأضرار التي لحقت بالمحصول جراء الفيضانات. وقال إبراهيم موجال رئيس اتحاد المزارعين الوطني “تشير تقديراتنا إلى تدمير نحو 500 ألف طن من القمح كانت مخزنة لدى الناس”. وقال مسؤولون بوزارة الغذاء إنه نحو 600 ألف طن من القمح تضررت أو دمرت في الفيضانات. ومن المرجح أن يتم تعويض خسائر القمح الذي حصده المزارعون مؤخراً من إمدادات من المخزونات الحكومية. وحصدت باكستان ثالث أكبر منتج للقمح في آسيا 23.80 مليون طن من القمح في موسم 2009- 2010. ويبلغ استهلاك باكستان من القمح نحو 23 مليون طن سنوياً. وقام الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس بزيارة مدينة سوكور قرب المنطقة الأكثر تضرراً بالفيضانات في ولاية السند. وقال مسؤول محلي إن زراداري “اطلع على الأزمة وحضر اجتماعات مع مسؤولي الولاية استمع خلالها إلى عرض للوضع”. وأضاف لقد “زار أيضاً مخيماً للمنكوبين والتقى عدداً منهم للاستفسار عن أوضاعهم”. وعاد زرداري إلى باكستان الثلاثاء بعد جولة أوروبية واصلها رغم أسوأ فيضانات في تاريخ باكستان، ليواجه بانتقادات لغيابه عن البلاد وانتقادات لحكومته نتيجة بطء رد فعلها إزاء أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد على الإطلاق. وتسببت أمطار موسمية غزيرة فوق حوض نهر الإندوز في فيضانات قتلت أكثر من 1600 شخص وأجبرت مليونين على النزوح عن ديارهم وعطلت حياة نحو 14 مليون شخص أي 8% في المئة من السكان. وعلى صعيد جهود الإغاثة الدولية، قدمت وزارتا الخارجية والتنمية في ألمانيا الاتحادية 5 ملايين يورو لمنظمتي الهلال والصليب الأحمر الدوليتين لتأمين مياه الشرب والمؤن الغذائية والأدوية لمنكوبي الفيضانات في باكستان، وتوفير منازل متنقلة لإيواء المنكوبين ومستشفيات صغيرة لتقديم الرعاية الصحية. وكانت الحكومة الألمانية قد قدمت في وقت لاحق 5 ملايين يورو استجابة لمناشدة منظمة الأمم المتحدة بتقديم مساعدات عاجلة لضحايا الفيضانات في باكستان. وأعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أمس الأول إرسال حاملة مروحيات قبالة السواحل الباكستانية للمساهمة في إغاثة منكوبي الفيضانات. وقال جيتس إن القوات الأميركية أرسلت السفينة الهجومية البرمائية “بيليلو” قبالة سواحل كراتشي ليصبح بذلك عدد المروحيات الأميركية العاملة في جهود الإغاثة 19 مروحية. وتساهم في جهود الإغاثة حالياً 6 مروحيات عسكرية أرسلتها الولايات المتحدة من أفغانستان. وقال المتحدث باسم “البنتاجون” جيف موريل إن المروحيات الست تمكنت من إنقاذ حوالي 3 آلاف شخص حتى أمس، ونقلت نحو 146 طناً من المساعدات. وقال جيتس إن “فيضانات باكستان قد تكون أكثر كارثية من الزلزال الذي حصل قبل سنوات”. وأشار إلى أن الرئيس أوباما “يريد تقديم المساعدة إلى الباكستانيين”. وأضاف أن حاملة الطوافات “بيليلو” ستحل محلها لاحقاً سفينة أخرى هي “كيرساردج” التي ستتيح تقديم قدر أكبر من المساعدات.
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©