الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكرة الآسيوية.. 11% من الأندية «ناجحة» والبقية «كمالة عدد» !!

الكرة الآسيوية.. 11% من الأندية «ناجحة» والبقية «كمالة عدد» !!
14 يناير 2015 23:20
معتز الشامي (سيدني) بعد أن ألقينا الضوء على حال الاحتراف الآسيوي ومعاناة المسابقات القارية، والظروف الصعبة التي تعاني منها القارة الصفراء، والتي تعوق انطلاقتها الكبرى نحو العالمية والتطور المنشود، آن الأوان لنلقي الضوء على من يحمل مشاعل الاحتراف، ومن يعمل على تطوير اللاعبين، ونقصد هنا الأندية الآسيوية، التي يفترض أنها تعمل بكل ما لديها من أجل الارتقاء بالمستوى الفني والبدني للاعبين، إلا أن الواقع الأليم الذي تعيشه الكرة الآسيوية انعكس كالمرآة أمامنا ونحن نبحث في مشكلات نظام الاحتراف، وذلك بعدما حصلنا على تقارير ومعلومات رسمية تؤكد أن الاحتراف الآسيوي «مصاب بمرض خطير»، يعرقل انطلاقته ويحد من ظهوره بالشكل المطلوب. فقارة بهذا الحجم، تضم 47 دولة وثلث سكان العالم، وأكثر من 20 مليون لاعب كرة بكل المراحل، كان يجب أن تشهد انطلاقة أقوى منذ سنوات عدة مضت، ولكن كشفت المعلومات الواردة من لجان الاتحاد الآسيوي، والتي وضعت على طاولة الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد، الساعي من أجل تغيير وجه اللعبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ونفض ما علاها من غبار وصدأ، أن الاحتراف الآسيوي «أعرج»، وذلك من واقع الأرقام التي لا تكذب. وتضم قارة آسيا 47 دولة، يفترض أن منها 11 دولة تطبق الاحتراف بمعاييره «المفروضة» من قبل الاتحاد القاري منذ العام 2007، وهي اليابان، كوريا، الصين، أستراليا، السعودية، أوزبكستان، الإمارات، قطر، إيران، فيتنام، تايلاند، وتمت إضافة 6 دول أخرى خلال العامين الماضيين، أعلنت رغبتها في التطبيق، وهي الهند، سنغافورة، هونج كونج، الأردن، البحرين، عمان. لجنة التقييم وارتكز التقرير الفني الذي تم إعداده من لجنة مشتركة تضم ممثلين عن دول شرق آسيا، بالإضافة لبعض ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، وعدد من أعضاء لجنة التقييم التي كانت تجوب دول القارة للوقوف على طبيعة تطبيق الاحتراف بدورياتها على الدول الآسيوية الأقدم في تطبيق الاحتراف، ورصد عدد الأندية ولاعبي الفرق الأولى والقوائم الموسعة فيها، واتضح أن آسيا تضم 705 أندية لكرة القدم في دوري الدرجة المحترفة، والتي توازيها في الدوريات الهاوية، وذلك في 47 دولة تشكل القارة الصفراء، يلعب بها 27950 لاعباً، منهم 7730 لاعباً ينتمون للدوريات المحترفة الـ17 بالكامل، ويلعبون في 231 نادياً محترفاً، (وفق أوراق تقدمت بها تلك الأندية للاتحاد القاري). ورغم ذلك، جاء واقع الزيارات الميدانية من لجنة التقييم التي صاحبها مسؤولون من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «اليويفا»، ومن اللجنة الفنية، ليكشف عند تطبيق المعاني المجرد لكلمة «محترفين» أن هذه الأرقام أكبر بكثير من الحقيقة. وكانت المفاجأة أن الدوريات التي تطبق الاحتراف الصحيح فقط في آسيا، 6 دوريات، على رأسها اليابان، كوريا، ثم الصين وأوزبكستان وإيران، وذلك كونها تضم شركات كرة قدم حقيقية تابعة لشركات وطنية أو استثمارية، مثل أندية مثل بوهانج سيتلرز في كوريا أو هوندا في اليابان وهكذا، وانضم إليها الموسم الماضي تحديداً أندية أستراليا، التي بدأت تهتم بتطبيق مفاهيم شركات الكرة. ولعل تصريح الشيخ سلمان بن إبراهيم، الذي انفردت به «الاتحاد» في اليوم الأول للبطولة، بأن 6 دوريات فقط تطبق الاحتراف الحقيقي والصحيح في آسيا، كان منبعه تلك الأرقام والمعلومات التي اكتشفها الاتحاد الآسيوي، ويسعى جاهداً للعمل على تقديم حلول تسهم في زيادة أندية الدوريات المحترفة. أما الأندية التي تطبق الاحتراف الصحيح في القارة، فقد تم تحديدها بـ80 نادياً فقط وهي أندية دوري المحترفين في الدوريات الستة، والتي يلعب بالفرق الأولى فيها 2600 لاعب تقريبا، يمكن أن يوصفوا بالمحترفين بشكل حقيقي، ما يعني أن 11 % فقط تقريبا من أندية وفرق آسيا هي التي تعرف مفهوم «الاحتراف»، كما أن تلك الأندية تدار بواسطة شركات حقيقية، تخضع لقوانين الربح والخسارة، وكان أبرز الأدلة على هذا الأمر هو وجود أندية قدمت أوراقاً تتحدث عن خسائر أصيبت بها ووعود بتعويض في الموسم التالي عبر خطط تسويق ورعاية، بينما باقي الأندية المحترفة على الورق فقط، فهي لا تعرف الخسارة، بل تكسب دائماً رغم أن مصدر دخلها هو الدعم الحكومي ما يعني أنها أندية لديها احتراف غير حقيقي. انتقادات للغرب ولم يخف التقرير انتقاداته لغرب القارة، لأن دورياتها الأكثر تقديما لأوراق، اتضح فيما بعد عدم صحتها، ويكفي ما أقدم عليه دوري مجاور وشهير بغياب الحضور الجماهيري عن مدرجاته، للتأكيد على أرقام تثبت حضور ما يقرب من 10 آلاف متفرج لكل مباراة، وهي أرقام لا يمكن تحقيقها، بينما قام دوري آخر بتقديم مستندات عن امتلاك أنديته ملاعب مستوفاة للشروط، اتضح فيما بعد أن 80% من أنديتها تلعب على ملعبين فقط، وغيرها من المعايير الخاصة بالتراخيص ونظم الأكاديميات، وأسلوب تكوين النشء وغيرها من العوامل التي تعاملت معها معظم دوريات غرب آسيا باستهتار شديد. أما أبرز ما تم كشفه هو غياب نظام اليوم الكامل داخل أندية غرب آسيا، بينما يطبق بصرامة شديدة في الدوريات الـ6 المحترفة السابق ذكرها، كما لاحظت اللجنة التي أعدت التقرير أن مفهوم «شركات كرة قدم»، هو أمر غير متعارف عليه في دوريات غرب آسيا بشكل عام والخليج على وجه التحديد، حيث تعود ملكية الأندية وملاعبها للحكومات، فضلاً على عدم فطام تلك الدوريات عن الدعم الحكومي المستمر، وهو أيضا ما تطرق إليه الشيخ سلمان في حواره مع «الاتحاد»، عندما تمنى ألا يقل الاعتماد المبالغ فيه على الدعم الحكومي، وأن يبدأ عصر الاستثمار الكروي في أندية المنطقة الخليجية وغرب آسيا، التي لا يزال يعول عليها الاتحاد الآسيوي من أجل أن تقود النقلة المطلوبة. انطلاقة آسيا أما عن أبرز المشاريع التي أسهمت في كشف بعض من ملامح عدم احترافية الدوريات المفترض أنها محترفة بحسب تصنيفها في الاتحاد الآسيوي هو عدم الاهتمام الكافي ببرامج تطوير الناشئين، بالإضافة لمشروع «انطلاقة آسيا»، التي تهتم بنشر ثقافة الاحتراف لدى اللاعبين، ومفاهيم الإدارة المحترفة، وطرق إدارة الشركات في كرة القدم وغيرها من الجوانب ذات العلاقة بدوري المحترفين. ووفق التقارير، فقد تفوقت دول لم تطبق الاحتراف من حيث اهتمامها بالحصول على معلومات حوله، عبر تعميق مشروع «انطلاقة آسيا»، مثل المالديف، ماليزيا، ميانمار، التي نظمت المؤتمر واستضافته بحضور ممثلي الأندية وعدد ضخم من اللاعبين المحترفين، على دول تطبق الاحتراف واستضافت المؤتمر بالفعل لديها، ولكن لم يحضر مسؤولو أو لاعبو الأندية بعدد كبير وهي السعودية وقطر والإمارات والأردن والبحرين. وكان للسلبيات التي كشفها الاتحاد الآسيوي بإدارته الجديدة بقيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم، دورها في أن تم البحث عن حلول تسهم في كشف حقيقة الدوريات المحترفة أو غيرها ومستوياتها، بالإضافة إلى تقليص المعايير المطبقة في مشروع الاحتراف، طالما كان معظمها يطبق على الورق فقط، والبحث عن حلول بديلة في المستقبل تضمن التطبيق الأمثل للفكر الاحترافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©