الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المدرسة الأرجنتينية.. لم ينجح أحد

المدرسة الأرجنتينية.. لم ينجح أحد
3 يوليو 2018 22:41
علي معالي - معتصم عبد الله (دبي) شهد مونديال روسيا 2018 وجود 5 مدربين أرجنتينيين، هم سامباولي في قيادة التانجو، هيكتور كوبر مع منتخب مصر، وخوان أنتونيو بيتزي مع المنتخب السعودي، وريكاردو جارسيا مع منتخب بيرو، وبيكرمان مع منتخب كولومبيا، وفشلت هذه الأسماء الخمسة في وضع بصمة مقنعة في المونديال على الرغم من تأهل الأرجنتين وكولومبيا للدور الثاني من البطولة، لكن سامباولي فشل بطريقته وإدارته للفريق في إقناع المتابعين بما يقدمه منتخب بلاده. ولم يقدم سامباولي ما يشفي غليل عشاق التانجو، حيث ظهر الفريق بمستوى هزيل أمام السويد وتعادل 1 - 1، وكانت الصدمة الكبيرة في مباراة كرواتيا بهزيمة مهينة وبثلاثية، وجاءت المباراة الثالثة في المجموعة الرابعة ليحقق التانجو الفوز بشق الأنفس على نيجيريا 2 - 1. وجعل كوبر الشارع المصري في حالة غليان من طريقته الدفاعية التي قتلت المتعة في صفوف الفراعنة وفشل الفريق في أن يحقق أي نتيجة إيجابية بالخسارة أمام أوروجواي بهدف، وأمام روسيا 1 - 3، وأمام السعودية 1 - 2. ومع المنتخب السعودي وجد خوان أنطونيو بيتزي الذي تلقى هزيمتين، الأولى قياسية وقاسية أمام روسيا بخماسية، وفي الثانية بهدف أمام أوروجواي، لكنه نجح في تحقيق فوز معنوي مهم على مصر 2 - 1. مشوار بيتزي به محطات فاشلة أخرى، حيث قاد منتخب تشيلي ولم يفلح معه في التأهل للمونديال الحالي، ليقود المنتخب السعودي بعد إقالة الهولندي بيير فان مارفيك الذي قاد الأخضر للعودة للمونديال بعد غياب 12 سنة، وقبله الأرجنتيني وإدجاردو باوزا. ووجد بيكرمان مع منتخب كولومبيا، وهو نفسه المدرب الذي قادهم في مونديال 2014 بالبرازيل، وأظهر مستوىً مقنعاً حينها، لكنه في 2018 بروسيا أثبت فشلاً ذريعاً ضمن فرق المجموعة الثامنة مع منتخبات السنغال واليابان وبولندا، ورغم سهولة المجموعة حسابياً، لكن المفاجآت كانت مدوية بالخسارة أمام اليابان 1 - 2، ورغم الفوز على بولندا بثلاثية في المباراة الثانية، وفي الجولة الثالثة على السنغال بهدف فإن أداء كولومبيا لم يكن كما كان عليه في 2014. وهناك ريكاردو جارسيا مدرب بيرو، فقد عادوا للمشاركة في نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 36 سنة، ليبدأها بـ 3 خسائر في المجموعة الثالثة أمام الدنمارك وفرنسا بهدف في كل مباراة، ورغم فوزهم على أستراليا 2 - صفر، لكنه جاء متأخراً ليودعوا مبكراً. من جهته، أكد الأرجنتيني جوستافو كونتيروس مدرب الوصل والمدرب السابق لمنتخب الإكوادور، أن اكتساح مدرسة التدريب الأرجنتينية لمونديال روسيا بوجود 5 مدربين، مثل برهاناً على تميز مدربي التانجو. وأوضح «بالطبع مدربو الأرجنتين ليسوا الأفضل في العالم بحكم تفاوت المستوى والأداء من منتخب لآخر، ولكن وجود هذا العدد الكبير مع منتخبات مختلفة على مستوى العالم يؤكد التميز». وتابع: الاستقرار مثل عاملاً مساعداً لمعظم المدربين في قيادة المنتخبات للتأهل لمونديال روسيا، أمثال ريكاردو جاريكا الذي بدأ تدريب بيرو في 2015 وصنع التاريخ بعدما قادها للنهائيات بعد 36 عاماً من الغياب، وهيكتور كوبر مع «الفراعنة» بعد 28 عاماً من الغياب». وأضاف: تميز المدرب الأرجنتيني لا يقتصر بالطبع على منتخبات المونديال، وهو ما ساعد كثيراً من الأسماء في الأندية الأوروبية، وغيرها من قارات العالم، أمثال سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد، وماوريسيو مع توتنهام، واداوردو بيريزو، وغيرهم. وأعاد كونتيروس الذي يحمل في سجله التدريبي ثمانية ألقاب بخلاف قيادته منتخب الإكوادور، من بينها 5 ألقاب للدوري، ممثلة في البوليفي 2005 مع بلومينج، و2009 مع بوليفار، و2010 مع بيترلوريو، والدوري الإكوادوري 2013 و2014 مع آيميليك، أسباب تراجع أداء منتخب بلاده في النهائيات وخروجه من الدور الثاني أمام فرنسا إلى تعاقب عدد هائل من المدربين على قيادة المنتخب في وقت قصير. وأوضح «منتخب التانجو لم يؤدِّ بشكل جيد في ظل تعاقب عدد كبير من المدربين على عناصر محددة من اللاعبين، ومن الصعب أن يظهر المنتخب بشكل جيد في ظل تباين أفكار هؤلاء المدربين، خاصة أن العمل مع المنتخبات يحتاج إلى استقرار كبير، وأعتقد أن عدم استقرار التدريب كان عقبة التانجو في المونديال، رغم مهارات اللاعبين في ظل غياب توحيد منهج طريقة اللعب». وتابع: في كرة القدم، قد يغيب المنطق في بعض الأحيان، مثل خروج ألمانيا حامل اللقب من الدور الأول، وتبعه المنتخب الأرجنتيني الوصيف، ولكن الثابت أن هناك منتخبات مثل بلجيكا وكرواتيا والبرازيل قدمت مستويات رائعة، وهي أقرب للقب بالرغم أن كرة القدم لا تعترف بالثوابت والمنطق. وقال عن الصعوبات التي واجهت مسيرة ميسي في التتويج بلقب المونديال، إن العمل في برشلونة يختلف عن المنتخب، والمؤكد أن ميسي يفتقد العوامل التي تساعده لإخراج كل ما لديه من مهارات في ظل الاعتماد الكامل للمنتخب على مهارات لاعب استثنائي، ولكنه يبقى وحيداً، وهو ما صعب من مهمته في كل المباريات في ظل تركيز الرقابة عليه من قبل مدربي المنتخبات المنافسة، وأعتقد أن وضع ميسي مع التانجو معقد للغاية، بعد الخروج مبكراً. عبد الله حسن: قراءة سامباولي غير كاملة يرى عبد الله حسن، المحاضر الدولي للمدربين، أن كأس العالم تقدم أفكاراً وطرقاً جديدة، وقال: «ما شاهدناه في منتخب الأرجنتين، على سبيل المثال، أنه حاول اللعب بـ 3 مدافعين و4 في الوسط و3 مهاجمين، والمشكلة عنده في سرعة تحول المنافسين التي لم يستطع مجاراتها، وهذا يعنى أنه لم يقرأ المنافسين بشكل جيد، وبما يتوافق مع ما يطبقه من أفكار، لأن التنظيم في منتخب التانجو عليه علامة استفهام». وأضاف: «كان متوقعاً بعد مباراته الأولى ثم أمام كرواتيا أن يعيد الجهاز الفني الحسابات، ويغير طريقة اللعب بصورة منطقية، وهي 4 - 5 - 1 مثلاً، وهي طريقة تعطي حرية لميسي تحديداً، وانتظر لاعبو الفريق حلولاً من سامباولي للقيام بها داخل الملعب، وهو ما لم يحدث أمام كرواتيا، فكانت الهزيمة الثقيلة، وأرى أن سامباولي فشل في إظهار منتحب التانجو بالشكل اللائق. وتابع: «مدرب منتخب السعودية حاول تطبيق اللعب اللاتيني، ولكن مشكلة الكرة الآسيوية أنها تفتقد إلى التنظيم والإدراك التكتيكي في مراكز اللعب، حيث التمركز غير المناسب للاعبين، ولم يستطع إيجاد شكل للمنتخب الأخضر». وأضاف: «بيكرمان مدرب كولومبيا استنفد كل أفكاره مع اللاعبين لطول المدة، ولذلك كان الأداء غير مقنع مثلما شاهدناه في 2014، ومع مصر نجح كوبر في الوصول للمونديال»، مشيراً إلى أن أفكار كوبر في كأس العالم كانت تحتاج لفاعلية أكثر، حيث كان الاعتماد على محمد صلاح، وعندما أصيب لم ينجح في إيجاد البديل، ويمكن القول أن كوبر نجح مع مصر، لكن الظروف لم تخدم المنتخب. محسن صالح: اسألوا مارادونا عن سر إنجاز 86 طالب محسن صالح محلل «أبوظبي الرياضية» بتوجيه السؤال للأسطورة مارادونا عن سبب فوزه مع منتخب بلاده بكأس العالم 86، وقال: مخطئ من يعتقد أن وراء فوز الأرجنتين مدرب كبير، وكان وقتها سيزار مينوتي، والحقيقة أن وراء فوز الأرجنتين لاعب اسمه دييجو مارادونا ومعه مجموعة من اللاعبين الجيدين، منهم بروتشاجا وفالدانو وباساريلا، وباتيستا وغيرهم من عناصر انسجمت مع مارادونا في المقام الأول، وشكلوا خليطاً من الصعب أن يتكرر في الكرة الأرجنتينية. وتابع: بسبب هذا الاعتقاد الخاطئ، سارعت منتخبات وأندية عديدة على مستوى العالم للتعاقد مع مدربين أرجنتينيين اعتقاداً أنهم سيصنعون الانتصارات ويحققون البطولات والأمجاد مثلما فعل التانجو في مونديال 1986، لقطف أندية ومنتخبات الفشل الذريع، والدليل سامباولي مدرب الأرجنتين ومعه كوبر مدرب مصر الذي سبق وقاد الوصل منذ عامين إلى الفشل، وغيرهما. وأوضح «هناك عوامل عديدة لا بد من توافرها لتحقيق إنجازات تتمثل في الإدارة، والإمكانات المادية، والعنصر البشري وأقصد اللاعبين على المستوى المحلي وقوة واستقرار المسابقات المحلية، والمحترفون في الخارج ومستوى الأندية والدوريات التي يلعبون فيها، وأحياناً يتوافر عنصر أو أكثر، مشيرا إلى أن هناك مدربين أكفاء يعملون في عالم كرة القدم، ولكنهم لا يحققون إنجازات كبيرة بسبب غياب عناصر أخرى ولا تتاح لهم فرصة إثبات الذات في أندية ومنتخبات». وأضاف: لاعبو البرازيل مثلاً، هم من صنع تاريخ مدربيهم وفتحوا أمامهم سوق التعاقدات في منطقة الخليج خاصة، ولم يحققوا أي إنجازات وأيضا في البلاد العربية. وقال: الإنجليز رغم أنهم أقدم مدرسة في تاريخ كرة القدم لم ينجح منهم أحد على المستوى العالمي أو القاري، ليس هذا فحسب بل إن المدرسة الألمانية أيضاً لم تنجح، وشخصياً أفضل المدرسة التشيكية واليوغسلافية قبل التفكك حيث تخرج فيها مدربون على درجة عالية من العلم والكفاءة والإخلاص والجدية في العمل والمدهش أنهم الأقل تكلفة من المدارس الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©