للأسرة نظام، والنظام هو القواعد الخاصة التي أقرها العقل الجمعي في المجتمع الإنساني، وله مصادر، وقد أصبحت هذه المصادر في بعض المجتمعات أركاناً مترابطة، لا تقوم إذا اختلّ أحدها. وهذا النظام ليس وليد مصادفة أو اختراعٍ بل هو موجود منذ الأزل وبداية الخليقة. وقد كانت الأسرة قديماً مجال اهتمام بعض الفلاسفة، كسقراط وأفلاطون وأرسطو. وكانت أيضاً محل اهتمام كبير من قبل الديانات السماوية في أبعادها الأخلاقية والتشريعية. ومن الضروري معرفة نظام الأسرة في المجتمعات، لأن ذلك يعين في فهم القواعد التي تقوم عليها الأسرة، وفهم المشكلات والتحديات التي تواجهها، وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات للحفاظ على الأسرة. أما الأسرة الإماراتية، والعربية بصفة عامة، فقد تطورت النظم الضابطة فيها على مر التاريخ منذ القدم، والتغير الجذري هو التغير الذي أدخلته الشريعة الإسلامية في نظام الأسرة، ولكن بقيت محافظة على العادات والتقاليد الرفيعة التي لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية.
وتعتبر العادات والتقاليد من مكونات تراث أي مجتمع، ومن يخالف هذه العادات يعتبر جانحاً اجتماعياً. وتعتبر الأسرة هي الناقلة لهذه العادات والتقاليد التي تنتقل من جيل لآخر عبر وسائل التنشئة الاجتماعية والثقافية، ومجتمع الإمارات له الكثير من العادات والتقاليد الراسخة التي حافظ الناس عليها حتى الآن، مثلما يظهر من تمسكهم بملابسهم وأزيائهم الموروثة التي حافظوا على مظهرها العام من جيل إلى آخر، كما حافظوا أيضاً على كل قيمهم الثقافية الرفيعة وتراثهم العربي الأصيل.
تغريد النصار