الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين أربعة

13 يناير 2013 23:53
انتهى نصف خليجي 21.. وبقي النصف الأهم.. أربعة غادروا المنامة، وأربعة بقوا قريبين من أحلامهم. جماهير أربع دول عضت أصابع الحسرة على خسائر لم تكن في الحسبان، وهزائم أخلّت بالتوازن، تاركة الأبواب مفتوحة على حسابات وتكهنات.. وتمسك بالأمل رغم قسوة الألم. من المثير أن البطولة لم تشهد تقديم كبش فداء في المنتخبات الخاسرة، ربما لأنها تعبت من تغيير المدربين والبحث والمفاوضات.. ودفع الشروط الجزائية. أغلق الدور الأول حساباته واعتمد كشف تذاكر العودة لأربعة منتخبات رآها لا تصلح للبقاء كي تكمل المشوار.. الأخضر السعودي لم ينفعه الأداء القوي في مواجهته الأخيرة مع الأزرق الكويتي، فقد خسر معركة الصعود بخسارته أمام العراق، وفي مجموعة لا حل فيها سوى صعود فريقين من ثلاثة جميعها من الصعب القبول أن يخرج أحدها من الدور الأول، إنما لا مناص من توديع فريقين باتجاه مطار المنامة (أو ربما جسر الملك فهد للجيران).. وفريقين آخرين نحو الدور التالي حيث إنه لم يتبق سوى خطوتين، ويكون وداع المنامة في لحظة تاريخية يصعب نسيانها لكل من شارك في نسج علم الوطنية فيها. ولا عزاء للمغادرين.. حيث لم يقدموا ما يشفع لهم أن يبقوا، خلت الدورة من مفاجآت، المستحق بقي، واللا مستحق غادر، العنابي القطري ليس أفضل حالاً من شقيقه الأحمر العماني وهما يترديان في قاع البحث عن هوية، لكل منهما معضلاته، السلطنة التي تعاني من دوري ضعيف تستعد بمنتخب وتلعب بآخر كون أن البطولة خارج الحسابات الرسمية للفيفا (وأيامه) التي يستفاد منها في مباريات ودية، إضافة إلى تراجع مستويات النجوم التي جاءت نتيجة الاهتمام بالمراحل السنية. .. وقطر التي لجأت إلى التجنيس لكنها لم تجد ضالتها في كسب البطولات كما تستحق وهي التي تشهد دوري محترفين قوياً وتقدم ما لم تقدمه دول أخرى في المنطقة (وفي غيرها) من أجل الدفع بكرة القدم فيها إلى مراتب عليا. أما الأحمر اليمني فلديه أسبابه للخروج الحزين من الدور الأول.. كان يمنّي النفس بمفاجأة تربك توقعات الأشقاء الخليجيين وهم يستقبلون الضيف الجديد بينهم، قطعوا قبله سنوات طوالاً من الاهتمام باللعبة ودفع مئات الملايين من أجلها، ولديهم من الخبرة ما يفوق الأشقاء اليمنيين.. حتى حلم الحصول على نقطة تبخر، ولا يمكن لومهم في ذلك، فلديهم ثلاثة منتخبات كلها صاحبة تاريخ كروي تعرفه القارة الآسيوية جيداً. مباراتان وتحط الكأس فرحتها في عاصمة تجهّز نفسها لعرس كروي سيبقى في الذاكرة، الكويت اعتادت وهي عاشقة دائمة، وأبوظبي ترى نفسها مهيأة أكثر من أي وقت لتحتفي بإنجاز كتيبة الإمارات البيضاء التي قدمت إبداعاً نالت به العلامة الكاملة في الدور الأول.. وبغداد.. آه من بغداد وهي تترقب فرحاً ينسيها الكثير من آلامها، وقبطان صناعة الأفراح الكروية يونس محمود لا يزال حاضراً وقادراً.. أما البحرين، فكثيرون يتمنونها بحرينية، لعلها المنامة تتصالح مع البطولة التي يحسب مولدها على أنه حدث في هذه المدينة القريبة من القلب كما هي علاقتها بالبحر، ولعله شيخ الكرة عيسى بن راشد يرتاح قليلاً بعد أن تحقق حلمه الطويل في نيل بلاده لكأس الخليج وقد عاش وقائعها كل هذه العقود.. وهذا العمر. محمد بن سيف الرحبي (عمان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©