مغاسل السيارات ترفع وعي المستهلك!

قرار دائرة التخطيط والاقتصاد في أبوظبي بمنع احتكار البضائع والسلع والخدمات هو قرار صائب وفي محله· لأن ذلك يتعارض مع كافة التشريعات في الدولة· فقيام المغاسل برفع أسعارها يعتبر احتكارا يخالف سياسة السوق المحلية· فبعد أن كان السعر 15 درهماً أصبح منذ فترة 20 درهماً والآن وصل إلى 30 درهماً· لكن هؤلاء التجار غفلوا عن أن ما يقومون به الآن من رفع الأسعار سواء في غسيل السيارات أو المنتجات والسلع بشكل عام أصبح يشكل عاملا رئيسيا لزيادة وعي المستهلك الذي كان في الماضي يشتري السلع الضرورية وغير الضرورية· فالمستهلك الآن أصبح يفكر مليون مرة ويحاسب على الفلس وليس الدرهم قبل أن يشتري السلعة أو يطلب الخدمة، فأنا مثلاً سأطرح على حضراتكم أبسط مثال، فقد كنت أذهب إلى صالون الحلاقة الرجالي في الشهر أكثر من مرتين، لكن عندما قام (بابو) برفع السعر من عشرة دراهم إلى 30 درهما ذهبت واشتريت ماكينة حلاقة لأستعملها أنا وحدي في المنزل·· أولاً لأضمن النظافة وعدم استعمالها من قبل الآخرين، ثانياً فقد وفرت على نفسي 90 درهما في الشهر·· وقيمة الماكينة التي أستخدمها هي هذه الـ 90 درهماً، إضافة إلى أنها ستدوم معي لسنوات· هذا ما أقصده، وبالنسبة لغسيل السيارة يمكننا مثلاً أن نطلب من الخادمة أو الخادم غسيلها بدلا من المغسلة الخارجية، التي كنا نذهب إليها بسياراتنا أربع أو خمس مرات شهرياً، وبذلك أراهن على أن أصحاب المغاسل سيندمون ويخسرون·· ولن يلاحظوا ذلك إلا بعد فترة من الزمن، فالناس الآن تعيش حالة من الوعي الاقتصادي، خاصة بعد موجات الغلاء التي اجتاحت الأسواق منذ فترة·