تعتزم وزارة الثقافة الجزائرية، توزيع مجموع الكتب التي أصدرتها ضمن برنامجها ''ألف عنوان وعنوان'' البالغ عددها 1180 كتاباً على دور النشر والمكتبات العمومية والبلدية الواقعة تحت وصية الوزارة لزيادة الاستفادة من هذه العناوين التي صدر بعضها حديثاً وأعيد طبع بعضها الآخر وطالت عناوينها مختلف مجالات المعرفة وعوالم الفكر والثقافة والأدب والفن·
وكشفت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي في منتدى إعلامي أنه يتوقع إصدار 1200 عنوان جديد قبل نهاية الشهر الجاري، وأن برنامج ''ألف كتاب وكتاب'' الذي سطرته الوزارة في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية ''حقق هدفه'' وكان ''جد إيجابي'' في رد غير مباشر على الجهات التي انتقدت أداء الوزارة خلال التظاهرة وراهنت على عدم تمكنها من تخطي عتبة الـ 1000 كتاب، واتهمتها باللجوء إلى إعادة طبع كتب قديمة، وأخرى لا علاقة لها باحتياجات السوق الحالية لإنقاذ نفسها من الرهان الذي أطلقته بداية الاحتفالية الثقافية وهو إنجاز ''ألف عنوان وعنوان''· وراحت تومي أبعد من ذلك عندما أشارت إلى أن الوزراة شرعت في اقتناء 1500 نسخة من كل عنوان نشر ليتم توزيعها على مختلف دور النشر، وأن برنامج الكتاب سيتواصل العمل به العام ،2008 دعماً للمقروئية وترسيخاً لثقافة الكتاب·
وأشارت وزيرة الثقافة الجزائرية إلى أن برنامجها الذي أطلقته بشأن فتح المزيد من المكتبات العمومية وإنشاء ما لا يقل 473 مكتبة جديدة إلى غاية 2009 ''بدأ يحقق تقدماً كبيراً'' وأن الوزارة تسلمت مع نهاية العام 2007 ما مجموعه 284 مكتبة جديدة·
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قرر منح دعم مالي إضافي للجنة الكتاب لمواصلة عملها في مجالات نشر وطبع الكتاب إلى ما بعد اختتام فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وقال إن المبلغ الذي سيمنح لوزارة الثقافة والذي لم تحدد قيمته بعد سيخصص لدعم الكتاب وتسهيل عمليات نشره وتوزيعه ووصوله إلى القارئ بأسعار تنافسية قد تساهم في استعادة حس القراءة المفقود لدى الجزائريين منذ الثمانينات، مثلما سيساهم في تفعيل حركة النشر في الجزائر وإعادة البريق إلى المكتبات التي تحول عدد كبير منها إلى فضاءات للفاست فود والهمبورغر·
هذا علماً بأن بوتفليقة رصد لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 مبلغاً مالياً ضخماً قدر بـ (5,5) مليار دينار جزائري أي ما يعادل
(550) مليون دولار، وهي أكبر ميزانية توجه للثقافة منذ استقلال الجزائر العام ،1962 راهن بموجبها القائمون على إنجاز 1000 كتاب ما بين نشر وإعادة نشر وترجمة في مختلف المجالات·
وكانت لجنة الكتاب المتكونة من شخصيات أدبية معروفة وأساتذة جامعين، والتي تم تنصيبها لترعى شؤون النشر في الاحتفالية الثقافية الضخمة، وسعياً منها لإنعاش حركة التأليف والنشر والترجمة وكسر الحواجز القائمة سابقاً بين الذين يكتبون باللغة العربية وأولئك الذين يكتبون بالفرنسية، حرصت على نشر الكتب التي تقدم الوجه الإبداعي المشرق للجزائر بغض النظر عن اللغة التي كتبت بها، وهي الكتب التي تم التركيز فيها على نشر وإعادة نشر أمهات الكتب في الأدب العربي الكلاسيكي، والتراث والتاريخ، ومؤلفات كبار الكتاب والشعراء الجزائريين والعرب، وإبداعات جيل ما بعد أكتوبر ،1988 فضلاً عن نشر سلسلة من الكتب التي تهتم بالتعريف بمدن الجزائر وصحرائها ومناظرها ومعالمها ومساجدها وزواياها العتيقة إلى جانب تلك التي تهتم بعوالم المسرح والسينما والتشكيل·
عدد اليوم
