الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجانس يبدع التنوع

التجانس يبدع التنوع
31 يناير 2008 01:28
''الفنون الإسلامية··· هوية وحوار'' هو شعار ملتقى الكويت الدولي للفنون الإسلامية، الذي نظمته وزارة الأوقاف الكويتية بالتعاون مع مركز الكويت للفنون الإسلامية· شهد الملتقى العديد من الأنشطة والفعاليات منها النظري الأكاديمي حيث الندوات والجلسات النقاشية لكبار الخطاطين والباحثين والحرفيين من دول إسلامية وعالمية، ومنها الحرفي الذي تجسد بالمعارض المختلفة حيث اشتملت على معرض الخط العربي، معرض المؤسسات المشاركة، معرض تطبيقات الفنون الإسلامية على الخشب، بالإضافة إلى جناح الأطفال والنشء وورش العمل· تميز الملتقى الثالث للفنون الإسلامية بمشاركات دولية تجاوزت ال 65 خطاطا ومزخرفا وحرفيا وباحثا وفنانا من 23 دولة، بالإضافة إلى المؤسسات والجمعيات الأهلية العالمية التي تعنى بالفنون الإسلامية· إضاءات فكرية تحت عنوان ''الوحدة والتنوع في الفنون الإسلامية'' حاضر الدكتور إدهام حنش من العراق حول ''إشكالية التنوع في فن الخط العربي'' موضحا في مستهل محاضرته بأن صناعة التنوع في الخط العربي تقوم على الإنتاج الفني المقصود لما أسماه بالتجانس في الشكل الكتابي Homograph للخط العربي، والذي أرجعه لعدة عوامل معمارية ذاتية وموضوعية تتمثل بالأغراض الوظيفية والإستحسان الجمالي لأذواق الخطاطين· مؤكدا في ختام حديثه بأن إشكالية التنوع بالخط العربي هي إشكالية مصطلحية مركبة (فنية ودلالية) تتصل بتسمية الأنواع الفنية للخط وتتمثل بالتفاوت الكمي لكثرة أسماء أنواع الخط ومحدودية أشكالها· كما شارك الدكتور منور المهيد عميد كلية الفنون الإسلامية التقليدية في جامعة البلقاء بورقة عمل بعنوان حقيقة الفن الإسلامي بين الوحدة والتنوع، أضاء فيها الجانب الآخر للفنون الإسلامية حيث توصل إلى أن الجوهر الروحي لهذه الوحدة هو الأصل الجلالي لهذا الفن بكل أجناسه وأنواعه ومظاهره البصرية، وهو النابع من الوحدة الإلهية هو روح الفن الإسلامي ومحركه الحيوي الذي يعطيه خاصيته الجمالية التي يمكن أن يتميز بها عن باقي الفنون الإنسانية، الدينية منها وغير الدينية· وتحت العنوان ذاته قدم الدكتور روضان بهية استاذ بكلية الفنون الجميلة في جامعة بابل نموذجا للوحدة والتنوع في الزخارف الآجرية الجدارية من خلال المدرسة المستنصرية· ومن الولايات المتحدة الأميركية حاضر الخطاط محمد زكريا حول المجموعة الملكية من فن الخط العربي مقدما مجموعة رائعة من الأعمال الصغيرة التي ترجع إلى حقبة فن الخط العثماني (تعود إلى السلطان عبدالحميد الثاني) وقد كانت موزعة بين جامعة أسطنبول وجامعة ميتشجان، وتعد هذه المجموعة الملكية الوحيدة لفن الخط العثماني في الغرب، وتحتوي على أعمال أساتذة الخط العربي من أمثال كايشزاد عثمان نوري ومحمد إسد الياسري وييدي كوليل سيد عبدالله· ويذكر أن هذه المجموعة لم يتم عرضها أمام الجمهور في السابق، وعرضت للمرة الأولى في محاضرته بالمسجد الكبير مما جذب أكبر عدد من مؤرخين الفنون وعشاق الخط العربي· حضور أنثوي ولم يقتصر التميز على محاضرة محمد زكريا فقد كان للمرأة الخاطة حضورها في محاضرة بعنوان ''الخطاطات المسلمات خلال التاريخ'' للدكتورة هلال قازان، حيث استعرضت الأسماء الأولى لمن خططن الخط العربي بمهارة وحرفية وبعد دراسة أعدتها مسبقا أوضحت بأن شفاء بنت عبدالله ''من قريبات عمر بن الخطاب'' كانت أول معلمة للكتابة والخط في التاريخ الإسلامي وكذلك كلثم العتابي التي عاصرت الخليفين المأمون والمعتصم، وتتالت أسماءهن في العصر العباسي والعثماني انتهاء بعصرنا الحالي· كما اشتملت الدراسة التي قدمتها قازان على البيئة الإجتماعية والإقتصادية المحيطة بالخطاطات مبينة إلى تمتعهن عادة بمستوى إجتماعي وعلمي مرموق·
المصدر: الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©