الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«انطلاقة آسيا» مشروع الـ10 معايير لتغيير وجه القارة

14 يناير 2015 23:00
سيدني (الاتحاد) شهدت آسيا خلال العامين الماضيين، إطلاق مشروع «انطلاقة آسيا»، الذي يعتبر نظرة مستقبلية تهتم بكيفية السعي لتطوير اللعبة حتى في الدوريات والأندية التي لا تعرف شيئا عن الاحتراف، ومنذ انطلاق المشروع فقد زار دوريات بعيدة كل البعد عن دورياتنا ولم تطبق أي مشروع احترافي حتى الآن، ولا تزال كرة القدم لديها «متخلفة» عن باقي دول العالم بشكل عام، وهي دول مثل جزر المالديف، لاوس، ماكاو، بوتان، أفغانستان، وطاجيكستان، قرغيزستان، بنجلاديش، مروراً بالهند وفيتنام وسنغافورة، وغيرها. ويهتم المشروع الآسيوي، الذي يعمل منذ عامين بـ10 نقاط أساسية، ذات علاقة بالتحول نحو الاحتراف الحقيقي للأندية والدوريات وكيفية إدارة الاحتراف وشركات الكرة، وتتلخص تلك النقاط العشر التي يهتم بها الاتحاد الآسيوي ومن قبله الاتحاد الدولي في نقاط محددة، أولا تقوية التخطيط لمعايير دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، وإدارة الدوري، ثم ثانياً تقديم المشورة الإدارية، وتنفيذ برنامج مراقبة تسويق بطولة الدوري، وثالثاً برنامج مراقبة إدارة الفعاليات، ورابعاً الاهتمام بإطلاق ورش عمل خاصة لتطوير رعاية الأندية، وخامساً تطوير العلاقة بين الجماهير والأندية وإقامة العديد من ورش العمل لهذا الغرض، وسادساً تطوير إدارة الأندية بأسلوب يميل أكثر إلى إدارة الشركات التي تخضع لقوانين المكسب والخسارة، وسابعاً إقامة ورش عمل لتوعية اللاعبين المحترفين بكل ما يتعلق بالاحتراف والواجبات والحقوق للاعبين أنفسهم، ثامناً زيادة تطوير إدارة ونظم الاتحاد الآسيوي نفسه، تاسعاً في تطوير العمل الإداري للاتحاد الآسيوي نفسه، وعاشراً الاهتمام بمزيد من الاحترافية على اللجان وعلى آلية التواصل مع الاتحادات الأهلية. إيران حالة خاصة سيدني (الاتحاد) ذكر التقرير الخاص بالمستوى الحقيقي للاحتراف في آسيا أن الدوري الإيراني يعتبر حالة خاصة من حيث تطبيق الاحتراف، حيث وقف في الوسط ما بين الاحتراف الكامل والاحتراف الصوري، وذلك لأن 10 أندية فقط هي التي تعتبر عائدة لشركات كبرى في إيران، منها فولاذ خرسان وسابا بتري، وغيرها، بينما بقية الأندية لا تزال تدار بالأسلوب البعيد عن مفهوم الاحتراف، وهو ما دفع التقرير إلى ذكر الدوري الإيراني من بين الدوريات الـ6 التي تطبق الاحتراف الحقيقي، رغم اعترافه بعدم تطبيق الكثير من المعايير بشكل صحيح في إيران. طموحات كبيرة سيدني (الاتحاد) من الواضح أن اهتمام الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي بالبحث في كيفية تطبيق الاحتراف الحقيقي بالقارة، ومراقبة من يحرص على تطبيقه ومن لا يطبقه، يعكس مدى الشفافية، ومدى اهتمامه بضرورة تطوير الاحتراف بالشكل الكامل، وفي نفس الوقت، يقنع الشيخ كغيره من قيادات الاتحاد الآسيوي، أن 6 دوريات فقط هي التي تعي تماماً ما هو معنى الاحتراف، بينما تراقب باقي الدوريات من بعيد، فيما لا يزال القطاع الأكبر من القارة بعيداً تماماً عن أي احترافية أو حتى تطبيقاً للمشاريع التي تعني بنهوض حقيقي لكرة القدم، كل ذلك لا يمكنه أن يبني، أو يؤسس للانطلاقة التي يراد تحقيقها خلال السنوات القليلة المقبلة. غياب «اليوم الكامل» يعني أن هناك شيئاً غير صحيح كانافارو: التدريبات في الخليج «ترفيه» .. والمنظومة منقوصة سيدني (الاتحاد) تحدث الإيطالي فابيو كانافارو قائد منتخب الآزوري ومدرب الأهلي السابق، ومدرب جوانجزهو الصيني بجراءة عن رأيه فيما عاشه من تجربة في الدوري الإماراتي تتعلق بكيفية تطبيق الاحتراف في الأندية وعلى اللاعبين، ومقارنة ذلك بالوضع في الصين. وأوضح فابيو أن الفارق شاسع من حيث التنظيم الإداري، ومن حيث تطبيق الاحتراف الحقيقي، سواء بأسلوب اليوم الكامل أو إقامة اللاعبين بالنادي نفسه، أو التدريب على فترتين صباحية ومسائية، وهي كلها من المؤشرات التي تظهر مدى احترافية اللاعبين، وكذلك إدارات الأندية مثلما يحدث في أوروبا تحديداً. وعن رأيه في الاحتراف بشكل عام في منطقة الخليج قال: «أرى أن المفهوم المطبق في الخليج من احتراف، ومن واقع ما عشته من تجربة في الدوري الإماراتي، لا يزال منقوصاً في كثير من جوانبه». وتابع: «لو قارنا بين التدريب مثلاً في أوروبا وفي الخليج، فسنرى الفرق الشاسع للغاية، فمثلاً التدريبات الصباحية التي هي مهمة للغاية لدى الدوريات في أوروبا، تكاد تكون معدومة في الخليج بشكل عام، ولا تطبق إلا في أضيق الحدود، لذلك يعتبر التدريب في أي دوري خليجي، بمثابة نزهة لأي لاعب قادر من الدوريات الأوروبية، التي تطبق تدريبات قاسية وشاقة وبشكل يومي، لذلك أعتقد أن قلة التدريبات أو ضعف مستواها بالإضافة لغياب تطبيق نظام اليوم الكامل داخل النادي من الأمور، التي تعني أن هناك شيئاً ما غير صحيح». ولفت فابيو إلى أن القناعة بأن الاحتراف يجب أن يكون أسلوب حياة اللاعب والإداري وكل من يعمل في منظومة النادي المحترف، هي أمر لا يقبل الجدل أو النقاش، وقال: «الانضباط في نظام الحياة يعتبر هو المفتاح الوحيد لتحقيق النجاح لأي رياضي محترف، وليس لاعب كرة قدم فقط، مفتاح النجاح للرياضي المحترف، الشيء الأهم للاعبي كرة القدم المحترفين هو المحافظة على جسدهم، لأن الجسد الذي يتم الاعتناء به يمكن أن يستجيب للاحتياجات البدنية والذهنية في المباريات». وانتقد كانافارو اهتمام معظم اللاعبين في غرب آسيا بشكل عام بعقودهم ورواتبهم فقط، وقال: «صحيح أنك كلاعب محترف يجب أن تنظر إلى الجانب المادي، ولكن في ذات الوقت فإن الشيء الأهم هو النجاح على أرض الملعب، فالناس سيتذكرونكم عندما تحققون النجاح، ويجب على اللاعب المحترف أن يعمل باجتهاد.» وعن تجربته في الصين قال: «قد تكون الأندية غير غنية كلها مثلما يحدث في دول الخليج تحديداً أو حتى في اليابان أو كوريا، ولكن النظام هنا جيد، ونجد شركات محترفة بالفعل تدير اللعبة وتهتم بالتطوير وبالمراحل السنية، وبمستقبل اللعبة، ورغم ما نراه من انضباط والتزام واتباع لنظام اليوم الكامل وغيرها من الأمور التنظيمية الجيدة، فإنني أعترف بأن المواهب الطبيعية تتوافر في غرب القارة أكثر من شرقها». بعد مرور 23 عاماً على إطلاقه الدوري الياباني.. سيد بطولات القارة المحلية سيدني (الاتحاد) يرى الاتحاد الآسيوي واللجان العاملة فيه، وكل متابع لشأن اللعبة في القارة الصفراء، أن الدوري الياباني يعتبر سيد دوريات قارة آسيا، لاسيما فيما يتعلق بتطبيق معايير الاحتراف التي اجتهد القائمون عليه وإنشاؤها من الصفر، فهي لم تفرض عليهم، ولكن طبقت عن قناعة، وبعد بحث، وتقص، ورحلات، وتجارب معيشة في أوروبا. ويمر هذا العام الدوري الياباني بعامه الـ23، حيث أثبت أنه بطولة ناشئة حديثة العهد، بإمكانها أن تتحول لدوري عريق مشهودٌ بقوته، فرغم أن الدوري الياباني لم ينطلق إلا عام 1993، إلا أنه أصبح بسرعة من بين الأهم في القارة الآسيوية، تزامن استحداث أول بطولة للأندية في البلاد، وهو دوري اليابان لكرة القدم، مع الازدهار الاقتصادي في البلاد بين الستينيات والثمانينيات. تأسس دوري الهواة المكون من 12 فريقاً عام 1965، واستمر حتى عام 1992 عندما قرر الاتحاد الوطني لكرة القدم إطلاق دوري محترفين في أعقاب النجاح الأول الكروي الذي تحققه اليابان في كأس آسيا 1992. وحتى ذلك الوقت، كان الجولف والبيسبول هما المسيطران في اليابان على اهتمام الجمهور، بينما كانت كرة القدم مغمورة إلى حدٍّ ما، ومن خلال إدارة جديدة وتنظيم ممتاز، استقطب الدوري الجديد الأضواء بسرعة، وبدأت المستديرة الساحرة تحتل صدارة الأخبار الرياضية. وكان لجلب اللاعبين الأجانب صدى طيب في أوساط الجماهير، وكان من بين أولئك نجوم كبار، يتقدم قائمة اللاعبين، زيكو الذي ساعد كاشيما أنتلرز على اقتناص مركز الوصيف في النسخة الأولى من الدوري، تلاه مواطنه دونجا، الذي أصبح يستقطب اهتماماً منقطع النظير من جانب الجماهير المحلية عبر أدائه الباهر مع جوبيلو إيواتا، بينما نال الصربي دراجان ستويكوفيتش لقب أفضل لاعب في نسخة الدوري عام 1995 تحت إمرة المدرب المخضرم آرسين فينجر وفي صفوف ناجويا جرامبوس، وبسرعة بدأت النجوم المحلية الصاعدة تسترعي اهتمام العامة. أبرزها كان كازويوشي ميورا الذي قاد فريقه فيردي كاواساكي للفوز باللقب في أول نسختين. وبفضل جهودٍ جبارة من «كازو الملك» وزملاء متألقين، مثل ناساشي ناكاياما وماسامي إيهارا وروي راموس، كادت اليابان أن تتأهل إلى الولايات المتحدة الأميركية 1994، وفشلت في تلك المهمة، بعد أن دخل في شباكها هدف متأخر من قبل العراق لتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لمثلهما. وبفضل الإدارة السلسة للدوري، تحوّل إلى فرصة مثالية لكي يبرز نجم اللاعبين المحليين الصاعدين ويصقلوا مواهبهم، وهو ما كان عليه الأمر بالفعل، حيث تحوّل على سبيل المثال كلٌّ من هيديتوشي ناكاتا وشينجي أونو وجونيتشي إناموتو وشونسوكي ناكامورا إلى أساطير مع نواديهم، وفي بلاد الشمس المشرقة قبل أن ينتقلوا للاحتراف في أوروبا. ومع تطور مستوى الدوري اليابان، تلا ذلك نجاح على المستوى القاري لأندية البلاد، أولى تلك الإنجازات تمثلت بفوز نادي يوكوهاما فلوجيلز بكأس السوبر الآسيوي للمرة الأولى عام 1995، ثم كرر جوبيلو ذلك، بعد أربعة أعوام. وشكّل الدوري منصة ملائمة لانتقاء منتخب وطني بآمال عريضة حوّلها إلى حقيقة، واكتسح الساحة الآسيوية أعوام 2000 و2004 و2011، بعد أن نجح في التأهل لكأس العالم للمرة الأولى في نسخة فرنسا 1998. تمنى دخول المنطقة الخليجية في الاحتراف بقوة سيجوهارا: الأفضلية للدوري الذي يهتم باحترافية آخر فريق في الترتيب سيدني (الاتحاد) يعتبر الياباني كايتا سيجوهارا، أحد أبرز المتخصصين في نظام التطوير الفني والاحترافي في الدوريات والأندية، وهو أحد العقول اليابانية، التي برعت في المجال الإداري للاحتراف، فتم تعيينه المسؤول الأول عن تطوير الأندية والدوريات الآسيوية خلال العامين الماضيين، ويهتم المشروع الذي وضعه سيجوهارا، بتطوير الاتحادات الوطنية. وعن المشروع الذي يعمل به في آسيا منذ ما يقرب من العامين قال: «رؤية هذا المشروع الجديد تهدف إلى تدعيم الاتحادات الوطنية من خلال تطوير مستوى الإدارة في الأندية وبطولات الدوري، حيث يرتكز المشروع على رفع مستوى الإدارة في الدوري المحلي والأندية المشاركة فيها، من خلال تقديم خدمات مصممة لهذا الغرض» . وعن رأيه فيما رأه خلال زيارات متعددة لدول آسيوية ومنها المنطقة الخليجية قال: «للحق يجب أن نمتدح قوة اقتصاد المنطقة الخليجية، وأيضاً وفرة المواهب بين اللاعبين، لكن إدارة الاحتراف بالمال أو بوفرة اللاعبين لا تكفي وحدها لإحداث النقلة، كما أن الكرة الآسيوية لا يمكنها الاستمرار في التطور وهي تعتمد على 6 دوريات فقط من أصل 47 دورياً يجب أن تعمل بشكل متميز أو على الأقل الوصول بمفاهيم الاحتراف والسعي لتطبيقها في 20 دورياً منها». وتابع: «أتمنى أن نرى دخولاً حقيقياً للأندية والدوريات الخليجية إلى الاحتراف، لأن ما يطبق على أرض الواقع هو احتراف شكلي أو صوري، وإن كانت هناك أندية بالفعل تلتزم بمعايير احترافية كثيرة، ولكن أولًا يجب التفكير في الإداري المحترف، حتى يتطور الاحتراف مع الالتزام بما وصل إليه العلم الحديث في هذا المجال». وأضاف: «تعزيز قوة الدوري المحترف، تتوقف على قدرة هذا الدوري في رفع كفاءة وقيمة الأندية متذيلة الترتيب، ولكن لو ظل ناديان أو 3 فقط هي المسيطرة، والباقي مجرد كمالة عدد بسبب فقر تلك الأندية أو غياب التطوير فيها، فهذا سيعني أن الدوري ليس جيداً بالشكل المطلوب». وعن تراخيص الأندية في آسيا قال: «نظام تراخيص الأندية هو المفتاح الوحيد أمام أندية القارة لأن تتطور، لأنه يعني بنواحي صارمة يمكن إخضاعها للرقابة بدلاً من المعايير الفضفاضة التي كان يصعب مراقبتها وبالتالي أدى ذلك لعدم فاعلية كثرة معايير الاحتراف، التي تم اختزالها في معيار فني فقط». وأضاف: «تنفيذ الترخيص للنادي، يرفع مستوى إدارته، ومع الوقت يرفع ويزيد من جودة الدوري بشكل عام، ويزيد من الجماهير والدخل وحقوق الرعاية وغيرها، لأنها هي الطريق الوحيد لتحقيق القفزة المطلوبة». وأعترف سيجوهارا بوجود تحديات عدة في سبيل التطور الحقيقي للنظام الاحترافي في آسيا وقال: «ليست كل المعايير أمراً سهلاً، بل تحتاج إلى تصنيف، كما أن بعض المعايير من الصعب الوفاء بها، وربما كنت بحاجة إلى توظيف أشخاص متفرغين لإدارتها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©