الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيصل الدرمكي: الحكاية تلامس العقل وتستفز الجمهور

فيصل الدرمكي: الحكاية تلامس العقل وتستفز الجمهور
31 يناير 2008 01:18
فيصل عبد الله الدرمكي مؤلف ومخرج مسرحي من الإمارات، بهدوئه يثير شغب المسرح وببصيرته النافذة يثير اهتمام النقاد والمخرجين الآخرين حيث لا تغفله لجان التحكيم كي تقلده وسام جائزة ما·· يهتم الدرمكي بعقلانية خطاب الجمهور وبما لم يحسبوا حسابه، وعبر رحلته في عالم المسرح من ''الظمآ'' الى شلهوب والحاسوب'' أخيرا حتى ''الفاترينا'' قريبا، كيف يصف الدرمكي هذه التجربة في هذا الميدان المتعب والمحفوف بمخاطر الانزلاق في التقليدية· وفي هذا الحوار يكشف الدرمكي لـ''لاتحاد الثقافي'' لا تقليدية أفكاره التي يستفز بها جمهوره الذي عوده على الجديد دائما· تابعناك مخرجاً ومؤلفاً وما بين الفنين صلة كيف تصفها ضمن ممارستك المسرحية هناك إشكالية كبيرة يجدها الناس في ظاهرة المؤلف والمخرج، وأنا أقف مع هذه الفكرة من جهتين، الاولى كونهما فنين كما ذكرت بحيث أن الكاتب يفهم ويبرع في مقومات الكتابة بشكلها العام والمسرحية بشكل خاص كذلك الاخراج· أما من الجهة الأخرى فأنا أنظر إليها بحيث لا أجد تعارضاً بين أن يكون المخرج مؤلفاً خصوصاً إذا امتلك فكرة معينة لم يتناولها أي كاتب في ساحته التي يتواجد فيها· وقد تكون حالة طرح الفكرة والتصدي لها خطرة، إلا أنني في النهاية أجد أن من حق المخرج أن يطرح أفكاره من خلال إخراجه للعرض المسرحي أو مفردات النص· مسرحية ''شلهوب والجاسوب'' عن ماذا تحكي هي صراع الخير والشر المعروف في جميع الأعمال المسرحية ولكن بأسلوب أو بطرح حديث يواكب التطورات والتكنولوجيا الهائلة في حياتنا وحياة أطفالنا· تبدأ المسرحية بطفل يستخدم الحاسوب ويتفاجأ بتعطله ويقرر إصلاح الجهاز بعد معرفة العطل وهنا ينتقل الطفل الممثل وجمهور الصالة ''الأطفال'' إلى هذا العالم التكنولوجي باستخدام مفردات تتماشى مع التكنولوجيا الموجودة في النص وعند الإشارة إلى التكنولوجيا في هذا العرض يجب ألا نغفل الوجبة التعليمية التي أردت أن أقدمها للطفل بأسلوب حداثي وشيق وممتع بعيداً عن الرتابة والتقليدية بل وشاركت أطفال الصالة في هذا العرض· ثنائية الخير والشر ظلت الموضوعة المستمرة في أغلب الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال حتى في ''شلهوب والحاسوب''·· كيف استطعت أن توظفها بشكل متغاير الموضوع لم يكن متغايراً ولكن أسلوب الطرح كان متغيراً فالصراع قائم وأزلي منذ ''أرسطو'' بين الخير والشر ولكن كيفية تناول هذا الصراع هو جديد الإبداع وهو يختلف من جيل إلى آخر وقد يأتي جيل يطرحه بشكل مختلف لم نتصوره أبداً وهذا هو التجديد في زاوية النظر إلى الموضوعة· الجدار الرابع لماذا كسرت الجدار الرابع في مسرحيتك هذه هذا النوع من الأعمال وخصوصاً الموجهة للأطفال يحتاج إلى كسر هذا الحاجز لأن الطفل لا يعرف أساسيات المسرح وأن هناك جداراً رابعاً وأنا لم أتعمد من الناحية التقنية كسر هذا الجدار ولكن نوع العمل وآلياته يتطلب ذلك لكي يشعر الطفل في القاعة أنه مشارك وأن هذا العرض موجه له مباشرة دون تأويل أو رمز مسبق· أتجد أن ثمة وجوهاً جديدة قد أسهمت في تقديمها لمسرح بني ياس هناك وجوه شابة جديدة تصعد الخشبة لأول مرّة وهذا من وجهة نظري هو المكسب الأول للفرقة المسرحية· وحين طلب مني استبدال هؤلاء الممثلين بوجوه ذات خبرة فإنني رفضت التبديل على أساس أن هؤلاء الممثلين قد وقفوا معي ومع العرض منذ الوهلة الأولى وتحملوا جميع الأعباء لإخراج هذا العمل بالشكل المطلوب، وعلاوة على ذلك وجدت في هؤلاء الشباب الحماس لدخول عالم هذا الفن العريق وبدأت اشتغل بهمتهم ومن ثم تهيئتهم إلى دخول عالم المسرح فوجدت فيهم الرغبة الصادقة وأنا شخصياً أتوقع لهم بأن يكونوا نجوماً في يوم ما· ولكن من المتميز فيهم من وجهة نظرك من وجهة نظري كلهم متميزون إلا أنني أخص هنا ''الحسن النعيمي'' و''فيصل الحمادي'' اللذين قدما انجازاً بارعاً في أداء دوريهما· الفكرة الالكترونية كيف استقبلت فوزك في مسرحية ''شلهوب والحاسوب'' بجائزة مهرجان الإمارات لمسرح الطفل أخيراً أو هل كنت تتوقع فوزك الحمد لله فزنا بجائزتين في هذا العرض وهما جائزة أفضل مناظر مسرحية للفنان عبدالله بن حيدر وجائزة أفضل عرض مسرحي للأطفال مناصفة وإن كنت آمل بالمزيد من الجوائز لما يحمل العمل من إبداعات وطاقات على جميع الصعد ولكن ظروف الفرقة حالت دون ذلك· كيف ظروف الفرقة المادية حيث لم تكن هناك ميزانية كافية للعمل بحيث أننا تنازلنا عن أشياء كثيرة تخص فنيات العرض· فقررنا من الوهلة الأولى أن نشتغل جماعياً جميع فنيات العرض من حيث الديكور والأزياء والسينكرافيا· لدرجة أنني تنازلت عن بعض الفنيات الاخراجية بسبب الامكانيات المتاحة والمقدمة لنا· هل في نيتكم عرض نتاجكم عربياً والمساهمة به في مهرجانات مسرحية في الخارج هذه المسرحية تصلح أن تعرض في جميع الأقطار العربية نظراً لحداثة الفكرة وخصوصاً أنها تتماشى مع خطط واستراتيجيات الدولة في بناء عالم الكتروني حيث نجد الالكترونيات قد دخلت حياتنا العامة بمختلف جوانبها اذ نجد المدينة الكترونية والحكومة الالكترونية ولا ضير أن نقدم الفكرة الالكترونية على المسرح ولكون حوار المسرحية قد كتب وقدم باللغة العربية الفصحى فهذا ما يجعل الأمر أكثر سهولة وتقبلاً من أطفال العالم العربي· كيف تقيم مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الثالثة أخيراً بدأ المهرجان يخطو خطوات ويحقق قفزات سريعة وجيدة وهذا يبشر بوجود حركة مسرحية واعدة، خصوصاً لمسرح الطفل، وما قدم من أعمال خير دليل على ذلك· وماذا لفت انتباهك من أعمال مجاورة لعملك في المهرجان ما لفت نظري بحق مسرحية ''جيم أوفر'' من تأليف وإخراج مرعي الحليان حيث قدم الصراع الذي تحدثنا عنه بشكل مغاير بعيداً عن حيوانات الغابة ذات الموضوعات المستهلكة· وأنا لا أرفض هذه الموضوعات إطلاقاً ولكنني أجد التجديد عليها ضرورة وأقصد بذلك أن أطرح هذا التساؤل، لماذا يخرج الحل في نهاية كل مسرحية على لسان الحيوان فلماذا لا نعطي الطفل حرية التعبير عن رأيه سواء بالقبول أو برفض ما يدور حوله كيف تجد تعاونك مع مسرح بني ياس كونه مسرحاً جديداً تخوض معه أول تجاربه الإبداعية أحب أن أشكر هنا مسرح بني ياس لثقته في التصدي لهذا العمل وصحيح القول أن مسرح بني ياس جديد في الساحة المسرحية الإماراتية ولكنني وجدته مسرحاً كبيراً في أهدافه وطموحاته وهذا ما شجعني في الخوض والتصدي لهذا العمل· الثقافة في أبوظبي المسرح في أبوظبي، ما هي آليات تفعيله لكي يواكب المنجز الثقافي للعاصمة الذي بدا واضحاً من خلال مختلف النشاطات فعلاً أن المنجز الثقافي في أبوظبي واضح وبدأ بالظهور ولا استبعد أن تسحب البساط من كثير من النشاطات الثقافية المختلفة في مناطق أخرى إلا أن المسرح لا يزال في بداياته فهو يحتاج الكثير والكثير من الجد والاجتهاد ويحتاج إلى وقوف المسؤولين مع هذا الفن لكي تكتمل صورة الثقافة المرسومة في هذه المدينة المهمة ثقافياً· ولا يعقل أننا لا نستطيع أن نجري ''بروفات'' مسرحياتنا في أماكن مسرحية مخصصة لذلك حيث نلجأ إلى المدارس كي تتعاون معنا مشكورة لتقدم لنا صالاتها البسيطة· هل يغير المؤلف نصه عندما يتحول من الورق إلى الواقع ·· هل مررت بهذه التجربة وأنت تخرج ما ألفته في مسرحياتك أحياناً كثيرة نعم، لأنني عندما أكتب المسرحية أتصور الفعل المسرحي كمشاهد ولكنني عندما أكون مخرجاً تبدأ آليات مختلفة للابداع بالإضافة أو الحذف وأحياناً تتحكم وتؤثر في الإخراج مجموعة من الظروف المحيطة التي يتعامل معها المخرج الذي ألف النص المسرحي وعندما أخرج المسرحية أنسى تماماً أنني الذي قمت بتأليف هذا النص وأتعامل معه بوصفه نصاً لغيري وهنا تبدأ ازدواجية العلاقة بين المؤلف والمخرج في آن معاً والتي من الضرورة التعامل معها بحذر شديد· ما هي مشاريعك المقبلة حالياً انتهيت من كتابة نص مسرحي سوف أشارك به في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، بعنوان ''الفاترينا'' وقد اتصل بي مجلس إدارة أحد المسارح لكي أقدم العمل باسم مسرحهم وأنا في طريقي ربما للتفاوض في ذلك ولكن ليس هناك شيء رسمي بهذا الصدد· وهناك مشروع آخر لإخراج عمل للمشاركة في مهرجان المسرح المدرسي الخليجي في إحدى الدول الخليجية وأنا في انتظار الموافقة النهائية من وزارة التربية والتعليم - قسم المسرح المدرسي لمشاركتي في هذا المهرجان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©