السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النقاط السوداء تردع المتهورين

النقاط السوداء تردع المتهورين
15 يناير 2015 14:45
تحقيق: منى الحمودي ما زال مسلسل القيادة بتهور وطيش وتزايد عدد الوفيات والإصابات مستمراً، بسبب رعونة بعض السائقين، واستهتار البعض الآخر، والذين يعتبرون السبب الأول والرئيس للعديد من الحوادث المرورية البالغة التي تتسبب بخسائر في الأرواح والممتلكات، وعملت القيادات الشرطية والجهات المختصة في الدولة على تنظيم ونشر ثقافة السير والمرور، للحد من نزف الأرواح على الطرق، ولعل برنامج النقاط المرورية السوداء أحد أهم برامج السلامة المرورية، وأهم الوسائل الرادعة للمتهورين في قيادة المركبات على الطرق. وبلغ إجمالي عدد رخص القيادة التي تم سحبها من السائقين في إمارة أبوظبي خلال العام الماضي 6468 رخصة قيادة، وتم منعهم من القيادة لمدة ثلاثة أشهر، نظراً لارتكابهم لمخالفات أدّت إلى إكمالهم الحد التراكمي للنقاط المرورية (24 نقطة). وأوضح مواطنون ومقيمون أن نظام النقاط المرورية السوداء وجد من أجل دعم القيادة الآمنة، ويعمل على تقليل نزف الحوادث المرورية على الطرق، والوصول بالسلامة المرورية إلى أفضل المستويات، وأشار آخرون إلى أن وصول السائق إلى الحد التراكمي من النقاط يستحق سحب رخصة القيادة منه حتى يتم القضاء على المخالفات التي تتسبب في وقوع الإصابات والوفيات. الرقابة الذاتية تقول مريم الظهوري: «إنها لم تلاحظ تهور بعض سائقي المركبات في الطريق، إلا بعد أن حصلت على رخصة القيادة، وبدأت بتجربة القيادة في الطريق، وأصابها الذهول لما رأته من خطورة تعترض حياة جميع مستخدمي الطريق للمركبات في الطريق بسبب تهور سائق واحد». وأضافت إلى أن تجاوز قوانين المرور من بعض السائقين هو استهتار وليس جهلاً بالقوانين، مطالبة بتشديد العقوبات عليهم للحد من ارتفاع حوادث السير، وعلى جميع أفراد المجتمع المشاركة في الحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق، وذلك بالإبلاغ عن أي سائق مخالف لقواعد السير والمرور المعروفة. مشيرة إلى أن التوعية موجودة ومستمرة، لكن وجود فئة متهورة من سائقي المركبات تستحق العقوبات الصارمة في حقها لتقليل نسبة الحوادث، وترسيخ مفهوم الرقابة الذاتية لدى هؤلاء السائقين، وتعتبر النقاط المرورية السوداء جانباً تنظيمياً في مجال المرور، حيث إن المتسبب في الحوادث والسائق المخالف ينال نقاطاً مرورية سوداء بمثابة رادع له لعدم تكرار المخالفة، ويكون أكثر انتباهاً ومراعاةً لقواعد السلامة المرورية واتباع قوانين السير والمرور، كما أن السائق سوف يقود مركبته بحرص أكبر حتى لا يصل للحد التراكمي من النقاط المرورية، ومن ثم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه مثل سحب الرخصة وحجز المركبة وغيرها. درس يجب الاتعاظ منه ويرى عبدالملك خلفان أن مبدأ قيادة المركبات يقوم على الفن والذوق والأخلاق، وأن من أخلاقيات الإنسان محافظته على سلامة روحه وجسده، وعند امتلاكه لرخصة القيادة، تقع عليه مسؤولية سلامة روح وجسد مستخدمي الطريق، وذلك بضرورة التزامه قواعد السير والمرور المتعارف عليها لدى الجميع. وثمن جهود إدارات المرور في الدولة والجهات المختصة التي أثمرت نتائج مميزة في انخفاض معدلات الحوادث المرورية. وذكر عبدالملك معاناة قريب له بسبب سحب رخصة قيادته بسبب وصولها للحد الأقصى من النقاط وهو 24 نقطة، والذي عاني جراء هذا الأمر، لعدم تمكنه من قيادة المركبة، لكن بالتفكير ملياً بالأمر فهو يستحق ذلك، فتكرار المخالفات من دون اكتراث يحتاج لرادع قوي، وسحب رخصة القيادة هو أحد الأمور «التأديبية» للسائق المتهور. وأضاف لا شك في أن من تُسحب رخصة القيادة منه يستحق ذلك، فالأمر بمثابة درس يجب الاتعاظ منه وبالتالي يزيد انضباط السائق ويصبح سلوك القيادة الآمنة متأصلاً فيه، خصوصاً وأن نظام النقاط المرورية بمثابة سجل السائق القيادي. تهور سائقي المركبات الثقيلة ويقول خالد النعيمي: «إن قوانين تنظيم السير والمرور موجودة، والحملات التوعوية أيضاً موجودة، ولكن المخالفات تتم بشكل يومي، مما يتسبب باستمرار الازدحام والحوادث المرورية بسبب رعونة بعض السائقين، وخصوصاً سائقي المركبات الثقيلة، فإنني أرى التهور لدى بعضهم بشكل كبير غير مكترثين لأي مركبة في الطريقة، متسببين بموت فوري أو عاهات مستديمة عند وقوع الحوادث المرورية بسببها، ويمكن لأي مرتاد للطريق أن يرى التحايل على القوانين الذي يتبعه سائقو هذه المركبات، والذي يقومون بتغيير مسارهم أو تخفيض سرعتهم فقط عند رؤية دوريات المرور. وطالب بتشديد العقوبات عليهم وسحب رخصة أي قائد شاحنة يتسبب بخطر مهما كان حجمه، كما يجب تشديد الرقابة عليهم في الطرقات». من هو المتهور؟ ويرى أن تزايد الحوادث المرورية على مستوى دولة الإمارات يستدعي وجود قرار سحب رخصة القيادة، بل ويُعتبر قليلاً في حقهم سحب الرخصة، فإن أي شخص أكمل 24 نقطة يعتبر متهوراً وغير مكترث لسلامة الغير على الطريق، يجب ألا يكون هنالك تهاون معهم، وألا يسمح لهم بالقيادة مرة أخرى. تقول خلود سعيد، والتي تستخدم الطريق يومياً للذهاب للعمل: «إن أعداد المركبات المخالفة لقوانين السير والمرور في تزايد، وتطبيق العقوبات عليهم أمر ضروري لحفظ الأرواح على الطرق»، مشيرة إلى أن المخالفات المادية في السابق لم تكن رادعاً لبعض السائقين، ولكن قرار سحب رخصة القيادة وحجز المركبة هو الأنسب لمثل هؤلاء المتهورين، ويجب عدم التساهل معهم مهما كان حجم المخالفة. وترى أن عقوبة سحب رخصة القيادة تجعل من السائق شخصاً آخر وأكثر حذراً في المرات المقبلة قبل ارتكاب المخالفات. وطالبت جميع أفراد المجتمع بمساندة جهود الجهات المعنية بالسلامة المرورية، عن طريق نشر الثقافة المرورية وتعميق إدراكنا بأهمية السلامة المرورية. الثقافة المرورية ويرى خالد النقبي أن أرقام الوفيات التي تصل إلى الآلاف أرقام مرعبة وكبيرة، وأن أغلب الحوادث المرورية تقع نتيجة السرعة الزائدة والتهور، ولو كان هنالك التزام بمعايير السرعة المحددة ورقابة ذاتية من السائق لنفسه لرأينا أعداد الحوادث المرورية في انخفاض. ويبذل رجال الأمن جهوداً كبيرة على الطرقات لتقدير المخالفات وتقييمها، خصوصاً عند ملاحظتهم لقيادة البعض للمركبات بطريقة تشكل خطراً على مرتادي الطريق، مثل السرعة الزائدة والتجاوزات الخطرة وعدم الالتزام بخط السير، مشيراً إلى أن نظام سحب الرخص لعب دوراً مهماً ومميزاً في الآونة الأخيرة، وذلك بخفض نسبة الحوادث المرورية الخطرة، وإيقاف قائدي المركبات المستهترين. وأضاف يشكل الإطار التوعوي جانباً مهماً في ترسيخ مفهوم ثقافة القانون المرورية، ويجب أن يكون هنالك تعاون مشترك بين الجهات المختصة والجامعات والمدارس لتدريس مناهج مختصة بقوانين السير والمرور، كما يجب تكثيف التوعية المرورية على مستوى الدولة، وأن تشمل جميع شرائح المجتمع بمختلف اللغات والثقافات وذلك لمحاولة الحد من الحوادث المرورية والخسائر في الأرواح والممتلكات، وعلى أفراد المجتمع أن يستشعروا بمسؤوليتهم تجاه سلامة المجتمع وأفراده بتطبيق القوانين كافة، خصوصاً تلك التي تنظم السير والمرور. منع 3 سائقين من القيادة أوضح العقيد محمد ضاحي، رئيس قسم مباحث المرور في مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، أن إجمالي عدد رخص قيادة المركبات التي تم سحبها من السائقين بإمارة أبوظبي، خلال العام الماضي، بلغ 6468 رخصة قيادة، تم منعهم من القيادة لمدة ثلاثة أشهر، نظراً لارتكابهم لمخالفات أدّت إلى إكمالهم الحد التراكمي للنقاط المرورية (24 نقطة). وذكر أن عدد النقاط المرورية التي يتم تسجيلها بحق قائدي المركبات تكون بحسب خطورة المخالفة التي يرتكبها الشخص، حيث نص قانون المرور الاتحادي على تسجيل 24 نقطة مرورية وسحب الرخصة بجانب العقوبات الأخرى على كل من يرتكب مخالفات كقيادة مركبة تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو ما في حكمه، وقيادة المركبة على الطريق العام من دون لوحات أرقام، وعدم الوقوف عند التسبب في حادث نتج عنه إصابات بدنية، والتجاوز الخطر للشاحنات. وأشار إلى وجود 6 مخالفات أخرى أقل خطورة، تصل عقوبتها، بجانب العقوبات الأخرى، إلى تسجيل 12 نقطة مرورية بحق السائق، منها مخالفة قيادة المركبة بصورة تشكل خطراً أو التسابق على الطريق، ومخالفة قيادة المركبة بتهور، ومخالفة الهروب من شرطي المرور، فيما تصل النقاط المرورية التي يتم تسجيلها بحق قائد المركبة الذي يتجاوز الإشارة الضوئية الحمراء 8 نقاط مرورية. وقال رئيس قسم مباحث المرور في شرطة أبوظبي: «إن هناك برنامجاً تأهيلياً لتدريب وتأهيل مخالفي النقاط المرورية في إمارة أبوظبي، يمكنهم من استعادة رخص قيادتهم المسحوبة، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى تطوير منظومة السلامة المرورية، من خلال زيادة الوعي والتثقيف المروري، والعمل على وضع الضوابط لتصحيح سلوك مستخدمي الطريق، وحرصاً على تخفيف الأعباء عن المواطنين والمقيمين. وأوضح أن البرنامج يهدف إلى تحفيز السائقين على الالتزام قواعد السير والمرور، منوهاً بأن من يريد أن يستفيد من خفض النقاط المرورية، ألا تتجاوز نقاطه 23 عند دخول الدورة، ولا يسمح بدخول الدورة أكثر من مرة واحدة في السنة لكل سابقة مرورية، وفي حال اجتياز الدورة المقررة سيتم خفض 8 نقاط مرورية. العقوبات قانون المرور الاتحادي رقم 21 لسنة 1995، في شأن السير والمرور وتعديلاته، عقوبة تسجيل 24 نقطة مرورية وسحب الرخصة بجانب العقوبات الأخرى، على كل من يرتكب المخالفات التالية: قيادة مركبة تحت تأثير الكحول أو المخدرات أو ما في حكمه، قيادة المركبة على الطريق العام من دون لوحات أرقام، قيام سائقي الشاحنات بالتجاوز بصورة خطرة اما المادة رقم «50» في قانون السير والمرور، والذي تم تعديله بموجب القانون الاتحادي رقم 12 لسنة 2007، نصت على معاقبة الشخص الذي يقود مركبة لكونه موقوفاً عن القيادة بأمر المحكمة أو بأمر من سلطة الترخيص بالحبس لمدة لا تزيد على ثلاثة أشهر وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف درهم. 147 مخالفة تنفيذاً لتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تم تطبيق نظام النقاط المرورية السوداء للحد من الحوادث المرورية، وخلق بيئة مرورية آمنة، وتتضمن اللائحة التنفيذية لقانون النقاط السوداء 147 مخالفة، يصل الحد التراكمي لها 24 نقطة، يتم بعدها سحب الرخصة بالإضافة للغرامات والعقوبات الصارمة التي تصل فيها العقوبة إلى سحب الرخصة وحجز المركبة مع وجود عقوبات إضافية تقرها المحكمة المختصة تصل إلى الحبس. وهنالك 4 مخالفات في نظام النقاط السوداء يتم فيها سحب الرخصة مباشرة، حيث تصل المخالفة فيها إلى 24 نقطة وهي الحد التراكمي الأقصى للنقاط السوداء، وهي قيادة المركبة بتأثير الكحول أو المخدر أو ما في حكمه أو قيادة المركبة على طريق عام من دون لوحات أرقام أو عدم التوقف عند التسبب في حادث نتج عنه إصابات بدنية أو قيام سائقي الشاحنات بالتجاوز بصورة خطرة. سائقون يتحايلون على القانون خالد النعيمي أرقام الوفيات مرعبة خالد النقبي القيادة فن وذوق وأخلاق عبدالملك خلفان تهور سائق واحد يعرض الجميع للخطر مريم الظهوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©