السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العائدون من الإجازة يقعون في شباك الكآبة وانتظار العطلة المقبلة

العائدون من الإجازة يقعون في شباك الكآبة وانتظار العطلة المقبلة
9 أغسطس 2010 21:13
انتصف الصيف واقتربت ساعة موسم دراسي جديد وما يصاحبه من مواسم أخرى، لعل أقربها الموسم الرمضاني في العالم الإسلامي، فبدأ العد العكسي عند البعض لشد رحال عودتهم إلى مقر سكنهم وإقامتهم وعملهم. يعودون بذكريات لحظات سعيدة، وبحسرات نفس على سرعة انقضاء إجازة كانوا بالأمس القريب جداً يخططون لها ليجدوا أنفسهم بعد هنيهات يودعونها، وبمشاعر مختلطة يسيطر عليها الأسى وكآبة العودة إلى روتين البيت والعمل. دراستان حديثتان تزفان خبرين عن عطلتك القادمة، الأول جيد والثاني سيء. النبأ السيئ الذي جاءت به الدراستان هو أن العطلة تجعلك أكثر سعادة وربما أفضل صحة، لكن هذه الحالة لا تستمر طويلاً، بل سرعان ما تنقضي ويتلاشى أثرها بانقضاء العطلة. أما النبأ السعيد، فهو أنك عندما تخطط مسبقاً لسفر ممتع أو رحلة إلى مكان تحلم بزيارته، فإن قضاءها يحقق لك راحة وفوائد نفسية جمة، كما أن شوق اقترابها يسعدك أيضاً. الأوقات السعيدة قصيرة تسهم العطلات بشكل كبير في انتعاش الاقتصاد العالمي وتدخل إلى خزائن دول العالم الملايين من الدولارات سنوياً. وإذا كانت مداخيل الدول السياحية وما يصرفه كل شعب في العطلات الصيفية والسنوية متوافرة، فإن الدراسات التي تتناول آثار العطلات على الصحة النفسية للأشخاص ما زالت قليلة جداً. وفي دراسة حديثة نشرت في المجلة الأكاديمية ضمن ملف “العمل والإجهاد”، قام الباحثون خلال سبعة أسابيع متواصلة بسؤال 96 عاملاً هولندياً، وذلك قبل أسبوعين من تخطيط كل واحد منهم لعطلته، فسألوا كل عامل عن حالته النفسية والصحية، وعن مزاجه، ومستوى توتره أو قلقه، ونشاطه وحيويته ورضاه. وتبين أن مستويات السعادة والرضا النفسي تزداد لدى كل شخص خلال فترة العطلة، غير أن هذه الحال تنقلب إلى نقيضها في الأسبوع الأول من العودة إلى العمل، بحيث لوحظ لديهم ما يشبه السقوط الحر في مستويات سعادتهم، وتراجع مستوى رضاهم النفسي وصاروا في المستوى نفسه الذي كانوا عليه خلال أيام عملهم. وهذا يدل على أن فوائد العطلات حقيقية لكنها قصيرة. الترقب اللذيذ شملت دراسة أخرى نشرت في مجلة “البحوث التطبيقية في جودة الحياة” أكثر من 1.500 هولندي، منهم ألف كانوا قد ذهبوا لقضاء عطلاتهم. فخلصت هذه الدراسة إلى أن الآثار الإيجابية للعطلة تنقضي عندهم بسرعة ولا تدوم إلا قليلاً. ووجدت الدراسة أيضاً أن هناك زيادة ملحوظة في مستويات الرضا النفسي والسعادة لدى أفراد هذه المجموعة في الأسابيع القليلة التي تسبق فترات إجازاتهم. التخطيط المبكر أفضل تبين هذه المعطيات بجلاء أن التخطيط للعطلة في وقت مبكر يوفر المال ويحقق ما هو أفيد من ذلك، وهو تمديد مرحلة لذة الترقب الشيق والمثير للإجازة، ويؤدي بذلك إلى زيادة مستوى رضا الشخص وسعادته. فكيف إذن نتفادى تراجع مستوى رضانا وراحتنا النفسية وسعادتنا بعد عودتنا من الإجازة؟ الجواب بكل بساطة هو: من خلال البدء بالتخطيط للعطلة المقبلة مباشرة. ويسعى الباحثون إلى التركيز في أبحاثهم المستقبلية على دراسة تأثير تغيير أوقات الإجازات والعطل على مدى طول ودوام فوائدها بعد العودة، والإجابة عن تساؤلات من قبيل “هل يحقق الشخص سعادة أكبر عند تمتعه بجميع الفوائد مع بعضها في فترة عطلة سنوية طويلة بالسفر إلى مكان بعيد عن مقر سكناه وعمله بشكل يجعله يجدد نشاطه وطاقته، أم أنه يفضل تقسيم الاستفادة من عطلته السنوية بشكل متفرق ومتقطع؟” عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©