الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء متحررة من قيود الوقت ومغلفة بالشيفون

أزياء متحررة من قيود الوقت ومغلفة بالشيفون
9 أغسطس 2010 21:06
كثيراً ما يخاف المصممون والمصممات من سرقة أفكارهم وتقليد تصاميمهم التي لم ينجزوها بسهولة، فيعمدون إلى كتم أسرار إبداعاتهم، ويتهربون من الإجابة عن الأسئلة التي تلاحقهم من الزبونات، ومن سواهن عن تفاصيل القصات والأقمشة التي استخدموها دون غيرها، على عكس المصممة الإماراتية فريال البستكي التي تفكر أمام زبوناتها بصوت عال، عبر وقوفها وسط محلها لابتكار تصميم ما على الموديل الذي تضعه أمامها، ترمي قطعة القماش، وتبدأ تصب خيالاتها عليها، ترفع القماش من هنا وتضمه من هناك، لتصل إلى التصميم الذي يتلاءم مع ذائقتها وحسها الفني والإبداعي دون أن تخشى أن تقتحم الزبونات عالمها الابداعي الذي تعتصر فيه روحها لحظة ولادة الفكرة، بل تستمع لآرائهن واقتراحاتهن، وانتقاداتهن أيضاً، وتستفيد منها. خبرة البستكي في مجال تصميم الجلابيات وفساتين السهرات لا تتجاوز الخمس سنوات، لكنها غنية بالأفكار الغريبة والجريئة والمميزة، وهي لا تملك أن تقلد نفسها، فكيف لها أن تقلد غيرها مما يعني أن كل قطعة لديها متفردة بحد ذاتها، ولا يوجد ما يشبهها، وإن كانت تنتمي لنفس المجموعة التي صممتها، والتي تنتظمها روح واحدة، هي روح المصممة الواثقة من نفسها فريال البستكي. الصدفة الممتعة تعرج البستكي في بداية حديثها على أولى محطات القطار الذي اصطحبها إلى هذا العالم الشائك، وتتذكر بداياتها الصغيرة الناجحة التي عرفها الناس من خلالها، وتقول: “لم يكن دخولي إلى عالم تصميم الازياء صدفة، وأنا أمتلك الموهبة من الله عز وجل، وأعشق الرسم والتصميم منذ الصغر، أما اتخاذي من ذلك عملاً وتجارة ومحلاًـ خاصاً، أبيع فيه تصاميمي، فهذه هي الصدفة بعينها، لقد درست المحاسبة في الجامعة، ولم أكن أنوي حينما كنت أصمم لنفسي ولأهلي وصديقاتي ملابسهم أن أحول هذه الموهبة إلى حرفة، لكن تشجيعهم لي وإعجابهم بما أصممه، وإقبالهم المتزايد علي جعلني أفكر بجدية في أن أصبح مصممة طموحها بات يكبر يوما بعد يوم، وتريد أن تزاحم أشهر المصممين العالميين”. وتضيف: “كما أنني نشأت في جو أسري يهتم بالأزياء، فوالدتي تتقن فن الخياطة والتطريز، أما والدي فهو من أكبر تجار الجملة فيما يخص أدوات الخياطة والتصميم والتطريز والخرز والكريستال والكلف وتغليف الهدايا وما إلى ذلك، مما أثر في كثيرا، وجذبني إلى عالم الألوان الذي أعشقه”. مجموعة رمضان تفيد البستكي أنها لا تحب أن تقيد نفسها بإصدار مجموعة للربيع والصيف، وأخرى للشتاء والخريف، بل تصمم بصورة مستمرة، ولا تتصور أنه يلائم أهل الخليج مجموعات موسمية لأن الجو دائما حار على عكس البلاد الأخرى التي تغير ملابسها حسب الجو. كما أنها تحب أن تتحرر من قيود الوقت، وأن تصمم حسب مزاجها ضمن الوقت الذي تشعر فيه بإلهام ورغبة في التصميم، وهذا لا يلغي أنها أعدت مؤخرا مجموعة من 60 قطعة بين الجلابيات وفساتين السهرات، أسمتها بمجموعة رمضان والعيد، لأنها تنوي أن تطرحها في مطلع شهر أغسطس الجاري، وتشير البستكي إلى الجديد الذي تحاول طرحه في المجموعة فيما يخص فساتين السهرات، فتقول: “ركزت في هذه المجموعة على أسلوب التغليف، حيث أقوم بتغليف الفستان المصنوع من قماش السترتش بقماش آخر شيفون مشجر، أو سادة حسب الموديل، وأقصد بتغليف أن يكون الفستان من قطعتي قماش مزدوجتين: الداخلية سترتش ملاصقة للجسم، ويعلوها شيفون، حرصت أن يكون ملوناً بألوان غريبة وجديدة مثل البرتقالي والفوشي والكحلي والأفوايت والأخضر، وعمدت إلى دمج ألوان بنفسي عبر شراء شيفون طبيعي أبيض سادة أو حرير طبيعي دمجت معه ألوان خاصة بالقماش وصبغته بيدي، وهذا يعني أن قطعة القماش التي أصنعها خاصة بي، وغير موجودة في الأسواق، وعندما أعمد لإعادة صباغة قطعة قماش أخرى بنفس الألوان لا تخرج معي نفس الألوان السابقة، مما يعني أن من ترتدي فساتيني تشعر بالتميز، بسبب وجود قطعة واحدة مما صنعته لا تتكرر، وهذا ما قصدته بقولي أنني لا أقلد نفسي فكيف أقلد الآخرين”. شيفون بلا عيوب تبين البستكي أن المرأة العربية عموما تخاف من ارتداء فستان من السترتش لأنه يلتصق بجسدها ويظهر عيوبه، لكنها توصلت إلى طريقة ذكية في تصميمه تشعر في المرأة التي ترتدي الفسـتان بأن عيوبها الجسدية مخفية. وقد اختارت البستكي لهذه المجموعة أن يغلب عليها أقمشة الشيفون لما يمنحه للمرأة من نعومة تتلاءم مع أنوثتها وأناقتها التي تسعى إلى إبرازها بطريقة لائقة، كما أنها تعشق الاستعانة بالثوب الإماراتي التقليدي القديم الذي لا غنى عنه، فتستوحي منه أفكارا سواء من حيث القصة أو القماش مع تطوير يتلاءم مع الموضة، وما تحتاجه المرأة العصرية على حد تعبيرالبستكي. وتوضح البستكي أنها تحب البساطة في القصة مع الغنى في القماش والإكسسوارات التي تفضل أن تكون من الأحجار الكريمة ذات الألوان العتيقة كالفيروزي، وتعشق الأنتيك والمعادن التراثية القديمة، وتحرص على أن تضعها بحذر على الأكمام أو الصدر أو الكتف دون مبالغة، لئلا تذهب أو تضيع جمالية القصة أو الموديل. مراحل التصميم عند البستكي تتطلب رسمه على ورقة كسكتش بسيط، أو تخيله على القماش مباشرة عبر وضع القماش على الموديل وصب الأفكار عليه، وفي هذه اللحظات تستعين برأي والدها لما يمتلكه من حس فني راق. وتعلق البستكي على سؤال حول من هي المرأة التي تصمم لها بالقول:”المرأة الإماراتية على رأس قائمة تصاميمي، فهي التي تفهمني وأفهمها، وبالتالي تصاميمي لها تكون قمة في الإبداع بنظري، وأحب أن أجعلها مميزة في ظهورها في جميع المناسبات، ولا استثني المرأة الخليجية من هذا التوجه، لأنها تعتمد خطوط الذوق والموضة نفسها، وتناسب تصاميمي في نفس الوقت المرأة العربية والاجنبية عبر تقديمي قصات تناسب أذواقهن جميعا.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©