الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات الرئاسة الإندونيسية... وحملات التشويه

4 يونيو 2014 00:03
‎جيفري هوتون جاكرتا قبل قرابة شهر من انتخابات الرئاسة الإندونيسية التي تجرى في التاسع من يوليو المقبل، يجد المرشح الذي كان متقدماً بكثير نفسه فجأة في سباق محتدم، فقد ظل حاكم مدينة جاكرتا الإصلاحي «جوكو ويدودو» يتصدر السباق متقدماً بنسبة تزيد على عشرة في المئة على منافسيه المحتملين لمدة عام على الأقل. والآن توقف هذا الزخم للرجل الذي رأى فيه كثيرون رابحاً مؤكداً ليقود الديمقراطية الواعدة، لكن غير الراسخة في إندونيسيا. ورغم أنه مازال يحظى بشعبية، فإن «ويدودو» مازال يواجه حملة تشويه تلعب على أوتار الحساسية الدينية في مجتمع متعدد العقائد يقطنه 247 مليون نسمة، 88 في المئة منهم مسلمون. وفيما يعرف هنا باسم «الحملات السوداء» أو التقاذف بوحل تشويه السمعة، اُتهم «ويدودو» بإخفاء عرقه وديانته الأصليين، ودعمه للأقليات الدينية أثناء مشواره المهني، وطالما كان الدين والعرق من النقاط المثيرة للشقاق في إندونيسيا. وبدأت صور تنتشر على وسائل الاتصال الاجتماعي في منتصف مايو لما يجري الزعم بأنه شهادة زواج «ويدودو»، وتزعم الصورة المنشورة أن «ويدودو» من أصل صيني ومسيحي أصلاً. واتهمت رسائل مجهولة المصدر عبر الهاتف المحمول «ويدودو» بالتقليل من شأن الإسلام. وجاء في أحد هذه الرسائل «أنه يستمتع بدعم المسيحيين... صلوا لبلادنا أيها المسلمين أرجوكم». وتجاهل «ويدودو» الذي يقول إنه مسلم علماني الهجمات في بداية الأمر، لكن يوم الأحد الماضي رد عليها لأول مرة قائلاً، إنه وزوجته قد أديا فريضة الحج، وسيدشن أعضاء من حملته تحقيقاً في مصدر الوثيقة التي يقولون إنها مزورة، وسيتخذون إجراءات قانونية لم يحددوها، وذلك حسب تقارير صحفية. ويعتقد «فوزي إحسان» الاقتصادي البارز ورئيس قسم العلاقات الحكومية في بنك «ستاندرد تشارتر» في جاكرتا أن الإشاعات ربما اكتسبت زخماً، بعد أن حصد الحزب «الديمقراطي الإندونيسي» الذي ينتمي إليه «ويدودو» نسبة تأييد أقل من المتوقع في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل الماضي. وقال «إحسان»، إن «أول ضربة ضد جوكو هي نتائج الانتخابات البرلمانية... والحملات السوداء تغذي هذا على الأقل لدى بعض الناس»، وحتى قبل حملة التشويه كان الدعم لويدودو ينحسر. ففي أبريل كان «ويدودو» يمثل المرشح المفضل لنسبة 52 في المئة من الخاضعين لمسح أجراه مركز بحثي في جاكرتا في انخفاض بنسبة اثنين في المئة عن مارس. وشهد أقرب منافسيه وهو الجنرال المتقاعد براوبو سوبيانتو زيادة في نسبة الدعم بنسبة ثمانية في المئة في نفس الفترة ليصل إلى 36 في المئة، حيث يواصل حملة محكمة التخطيط، ويجري مقابلات محدودة مع الصحافة. وحملة التشويه لاتستهدف «ويدودو» وحده، بل إن منافسه «سوبيانتو» اُتهم بالحصول على الجنسية الأردنية، بعد أن ذهب إلى هناك منفيا في نهاية تسعينيات القرن الماضي. وقال «سوبيانتو» للصحفيين في الآونة الأخيرة «حملات التشوية علامة على الرعب. لا تنشروا أكاذيب، ولا تطلقوا اتهامات بلا أساس»، لكن شعبية «ويدودو» وسجله في قضايا مثل الفقر والفساد والنقل في جاكرتا قد تكون كافية لجذب الناخبين بصرف النظر عن ديانته. وقالت معلمة في مدرسة في جاكرتا تدعى ناني «لا يعنيني دين ويدودو أو أبويه... ما أريده هو رئيس صالح يهتم بالمجتمع الإندونيسي والبلاد»، ومازال آخرون يدعمون المرشح الأبرز، لكنهم يفضلون رغم ذلك مرشحاً مسلماً. ويشير محمد علي، وهو رجل أعمال في «بالمبانج»، العاصمة الإقليمية لمنطقة سومطرة الجنوبية، إلى أنه لا يعنيه ديانة «ويدودو»، لكن في حال وجود خيار بين مسلم صالح وشخص غير مسلم، لكنه صالح، فإنه سيختار المسلم الصالح. ويعتقد «كيفن أورورك» المحلل المخضرم في الشؤون الإندونيسية أن عدم فعالية الحملة الانتخابية قد يساهم أيضاً في تدمير «ويدودو»، فالسياسي الذي كان شهيراً بزيارته المفاجئة للمكاتب الحكومية والأحياء العشوائية أصبح يُشاهد حالياً بشكل أكبر في التلفزيون وهو يتودد للسياسيين الكبار للحصول على الدعم. وقال أوروك، «إنه ينفق الكثير من الوقت في التودد إلى الصفوة، ويتكلم بلغة عفا عليها الزمن بدلاً من أن يزور الدوائر الانتخابية ويتحدث بلغة مفهومة عن مشاكل واقعية مثل الفساد والخدمات».وحتى حزب «ويدودو» لم يستغل شعبيته في الانتخابات البرلمانية في أبريل الماضي، فلم تظهر صوره إلا على عدد قليل من ملصقات الحملة الانتخابية. وحصد الحزب أكبر عدد من الأصوات، لكنه حصل على عدد من المقاعد أقل من المتوقع. وبحسب قوانين الانتخابات الإندونيسية يتعين على الأحزاب أن تتخطى حداً معيناً من المقاعد في البرلمان، كي تطرح مرشحاً رئاسياً، واختار «ويدودو» يوسف كالا نائب الرئيس السابق ليكون نائبه أيضاً. و«كالا» رجل أعمال ورئيس سابق لثاني أكبر حزب سياسي في إندونيسيا، ولديه خبرة اقتصادية قومية يفتقرها «ويدودو».وأكد الأخير، الذي يُطلق عليه اسم «جوكوي» على سبيل التدليل، على صورته كرجل عادي بارتدائه قمصاناً ذات مربعات ملونة كان يرتديها أثناء حملته في انتخابات المحليات في جاكرتا، لكن مصدر القلق هو أن «ويدودو» قد يكون بدد الفوز الكبير الذي يحتاجه كي يمضي قدماً في تطبيق إصلاحات اقتصادية صعبة. وقال الخبير الاقتصادي إحسان من ستاندارد تشارتر بنك «الشعب يريد أن تكون الحكومة التالية أكثر تماسكاً من الحكومة الحالية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©