الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيمان آل علي تصنع من الأوراق النقدية «عيدية»

إيمان آل علي تصنع من الأوراق النقدية «عيدية»
9 أغسطس 2010 20:55
تعبر الهدايا التي نتبادلها في المناسبات المختلفة عن مشاعر الحب والاحترام والتقدير والامتنان التي نكنها للآخرين فهي رسائل حية من القلب إلى القلب، وليس أدل على الأثر الذي تتركه الهدية في النفوس من قول الرسول عليه السلام: «تهادوا تحابوا». وعلى الرغم من أن الهدية معنوية قبل أن تكون مادية، فقد تنافست الأسواق في طرح أفكار مختلفة للهدايا ترتبط بعضها بمناسبات محددة مثل عيد الأم وعيد الحب وزيارة المريض والمباركة بالمولود الجديد وغيرها. وقد لاحظت مصممة هدايا المناسبات إيمان أحمد آل علي أن أغلب الهدايا التي باتت تهدى عبارة عن مبالغ نقدية توضع في منديل ورقي عادي، ففكرت في ابتكار طرق وأساليب أخرى في تقديم نفس الهدية (النقود) خصوصا أننا نمر في شهر رمضان الفضيل، ومقبلون على عيد الفطر السعيد الذي نقدم فيه العيدية للأطفال وغيرهم، وللتعرف على تلك الأفكار الغريبة والجديدة كان هذا الحوار الآتي مع المصممة إيمان أحمد آل علي، حيث تتحدث عن فن تغليف الهدايا بالنقود الذي تعلمته بالصدفة، وتقول «بينما كنت أطالع أحد المواقع الإلكترونية الأجنبية شاهدت وردة مصنوعة من أوراق نقدية، فأعجبتني الفكرة وحاولت تقليدها ونجحت، على الرغم أن ذلك ليس بالأمر السهل، لكنني أمتلك موهبة تغليف الهدايا بطرق فنية جميلة منذ سنوات عدة وعندما رأت أخواتي الوردة التي صنعتها من النقود انبهرن بها وشجعنني كثيرا ومن هنا كانت الشرارة الأولى». طريقة راقية ومبتكرة تضيف: «بينما كنت أتأمل الوردة النقدية فقلت في نفسي لم لا تخرج النقود التي نتهاداها عن الطريقة التقليدية التي اعتدنا عليها، وتقدم بطريقة راقية وجميلة ومبتكرة تتلاءم مع روح العصر، وفعلا صرت أبتكر أشكالا جديدة غير الوردة أستوحي أغلبها من طبيعة المناسبة التي سيقدم فيها المبلغ النقدي». وتبين آل علي طبيعة عملها قائلة: «أحتاج في البداية إلى مبالغ نقدية ورقية من أي فئة كانت، بشرط أن تكون جديدة، وبحكم عمل والدي كمدير فرع في بنك دبي الوطني، كان يزودني بأوراق نقدية جديدة لأن عملية طيها وثقبها بالدبوس لن يعرضها للتلف كما لو كانت قديمة، وأنا لا أريد أن أتلف المال فهو نعمة من النعم، وبعدها أقوم بطي النقود بطريقة فنية لأصل للتصميم الذي أفكر فيه مع استخدام حد المقص في لفها وثقبها بدبوس لضمان ثباتها وتماسكها، كما في الوردة وأستخدم لاصق شفاف خاص، وأشتري من الأسواق وبالذات محلات الهدايا شرائط وأوراق ملونة وألعاب كعرائس ودمى، مثل دبدوب وغيره ولعبة دراجة هوائية صغيرة وما شابهها، بالإضافة إلى المندوس و فازات أو مزهريات وصحون مزخرفة وغيرها من الأشياء التي يرغب الزبائن في تزيينها بالنقود بما يتناسب مع روح المناسبة المقدمة لها». وتشير آل علي إلى أن هناك من بين التصاميم التي نفذتها ما يناسب زيارة المريض مثل بوكيه الورد الذي عملت فيه وروداً وفراشات من النقود، ولحفلة التخرج أعدت دمية تلبس روب التخرج وعلى رأسها قبعة من النقو،د أما للخطبة فقد أعدت تصميماً خاصاً بمهر العروس الذي يوضع في المندوس، وللعرس أعدت عريس وعروس يلبسان ثيابا تراثية تتداخل فيها النقود كأن يضع العريس أو الدمية المستخدمة غترة من النقود والعروس طرحة من النقود كذلك، ولأعياد الميلاد أعدت الكيكة من النقود، وهي من أصعب التصاميم بالنسبة لها لما تتطلبه من جهد ووقت وغيرها من التصاميم. وردة بـ 15 درهماً تؤكد آل علي أنها لا تعجز عن عمل أي تصميم يطلب منها، وأنها قادرة على إدخال أي شيء في تصاميمها حتى لو كانت أدوات المطبخ، وغيرها مما لا يخطر على بال أحد مستخدمة معها نقود من فئة 5 دراهم – 500 درهم . كثيرون انتقدوا عمل ايمان في البداية، بل وحرموه أيضاً، مما اضطرها إلى الاتصال بأحد رجال الدين في الدولة ممن يعتد برأيهم الذي بين لها بدوره أنه لطالما لم تتعرض النقود للتلف ويمكن استخدامها بالبيع والشراء فلا حرج. وعلى النقيض تماما هناك من شجع إيمان على ممارسة موهبتها، بل وطلبوا منها طلبيات لمختلف المناسبات ومن مختلف إمارات الدولة الذين يرسلوا لها مبلغا من المال من خلال محلات الصرافة، وبعد أن تتسلمها تبدلها بأوراق نقدية جديدة من البنك وتبدأ بلفها وتزيينها حسب طلب الزبون وما تجده مناسبا على حد تعبير آل علي. تفيد آل علي أن أقل مبلغ عملت عليه 15 درهما من فئة 5 دراهم وشكلت منه الوردة، والتي عادة تشكلها من 3أو 4أو 5 ورقات وكلما زادت عدد الأوراق النقدية كانت الوردة أجمل أما أكبر مبلغ فهو 20 ألف درهم الذي قدمه أحد الزبائن مهرا لخطيبته. موهبة آل علي في لف النقود ليست بالسهلة ولا يمكن أن يتعلمها أي شخص وتكاد تكون الوحيدة في ابتكار هذا النوع من الفن الذي لا يعطى حقه أحياناً من بعض الزبائن، بحيث يبخسون في أجرها ويتناسون ما يكلفها من جهد وتعب يستمر لساعات وأيام أحيانا. تصاميم لرمضان بما أننا نمر هذه الأيام بشهر رمضان الفضيل فقد أعدت له آل علي تصميما خاص استوحته من قدسية هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن، حيث زينت الرحل أو المسند الخاص بالقرآن بالورود والفراشات النقدية، ليبدو هدية جميلة تهدى في هذا الشهر الفضيل، أما العيد فهو من أكبر المناسبات التي طلب من آل علي عمل عيديات فيها للصغار والكبار والتي بدأت بتلقي طلبياتها التي انهالت عليها كزخ المطر وتفكر في عملها على شكل ورود وفراشات وصناديق صغيرة وتزودها بحبات السكاكر الملونة والشوكولاته وغيرها مما يحبه الصغار بالإضافة إلى تزيين سلات الشوكولاته والحلويات بالنقود لتناسب في النهاية الكبار. لا يقتصر عمل آل علي على العملة الإماراتية فقد طلب منها أن تعمل تصاميمها على العملة السعودية والإيرانية، لكنها تشترط هنا على الزبون أن يزودها هو بالعملة الجديدة التي يريدها أن تزينها له التي كلما كانت حجمها أكبر كان ذلك أفضل لتتمكن من طيها وتزيينها بحرية أكثر. لا زالت آل علي تعمل من المنزل وليس لها محل خاص بها، لكنها استطاعت أن تجمع قدرا كبيرا من الزبائن بسبب المقابلات التلفزيونية التي أجريت معها على أكثر من شاشة مثل العربية وروتانا خليجية والحرة والشارقة وبينونة وسما دبي، وعبر مشاركتها في المنتديات عبر شاشة الإنترنت وغيرها، وقد تلقت دعماً مبدئياً من مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، وتطمح مستقبلا في أن يكون لها اسمها ومحلها الخاص في الأسواق.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©