لم يكن هناك جديد في ختام الدور التمهيدي للبطولة العربية الـ24 للأندية الأبطال في كرة السلة، سوى ما فعله فريق شباب الدار البيضاء الجزائري، الذي رفض أن يعود إلى بلاده دون أن يترك عرضاً يعلق بالذاكرة، فبعد أن رافقته الخسارة في كل مبارياته بالمجموعة الأولى، جاء في مباراته الوداعية ليحقق مفاجأة كبرى، بالفوز على جمعية سلا المغربي، متصدر المجموعة بفارق نقطة واحدة (73/74)، وهي النتيجة التي لم يتوقعها أكثر المتفائلين بصفوف شباب الدار البيضاء، وإن توقعها قليل من المتابعين، خاصة أن فريق جمعية سلا أراح قوته الضاربة في تلك المباراة، من أجل استثمارها في مباراة دور الثمانية.
وكان بإمكان جمعية سلا بالرغم من غياب أبرز لاعبيه أن يحقق الفوز، لولا أن تأهل الفريق والصدارة، ألقيا بظلالهما على اللاعبين، الذين قدموا المباراة بعيداً عن أية محفزات، فيما كانت رغبة الفريق الجزائري قوية في ترك بصمة بالبطولة وحفظ ماء الوجه ولو بفوز وحيد يساهم في تجميل الصورة التي رسمها لدى جمهور البطولة والمنظمين، وسارت أحداث المباراة متكافئة في الكثير من فتراتها، ليتمكن شباب الدار البيضاء من الفوز بنقطة، يمكن القول إنها كانت هدية من الفريق المغربي، الذي أراد أن يكافئ فريق الجزائر على صبره وعلى اختياره الدار البيضاء لتكون اسماً للفريق، كما أراد أن يخفي بعض أوراقه قبل بدء مشوار الحسم بالنهائيات.
وفي مباراة من جانب واحد، فاز فريق العلوم التطبيقية الأردني على أهلي سداب العُماني 64/127 ليحطم فريق نادي جامعة العلوم التطبيقية الأردني الرقم القياسي في التسجيل المسجل باسم فريق الشانفيل اللبناني الذي سبق أن ألحق الهزيمة بفريق أهلي سداب العماني في الجولة الثانية من البطولة بنتيجة 94/113، ووضح من مجريات المباراة أن الإرهاق نال كثيراً من لاعبي الأهلي العماني نتيجة الجهد الزائد الذي بذله الفريق طوال البطولة، التي حقق فيها فوزاً وحيداً على الساحل الكويتي أضعف فرق البطولة العربية، وقد ودع الاثنان معاً البطولة من دورها التمهيدي.
وأخيراً، وفي الجولة الختامية من الدور التمهيدي، تألق فريق الشارقة وحقق فوزاً غالياً على فريق الرياضي البيروتي اللبناني(حامل اللقب) 71/82 وهي الهزيمة الثانية لبطل لبنان، الذي كان في صدارة المرشحين للقب، غير أنه بعد أن لعب مبارياته في البطولة، أظهر مستوى دون المتوقع إلى حد ما، وتفوقت عليه فرق أخرى، أبرزها مواطنه، الشنفيل اللبناني، وجمعية سلا المغربي.
من ناحية أخرى، تشهد البطولة اليوم، اقامة مباراتي المربع الذهبي للبطولة التي تختتم مساء الغد بصالة نادي الجزيرة في أبوظبي، وكانت البطولة قد شهدت في دورها التمهيدي، وداع فرق الدار البيضاء الجزائري الخامس في ترتيب المجموعة الأولى وأهلي سداب العماني والساحل الكويتي بعد أن احتلا المركزين الخامس والسادس في ترتيب المجموعة الثانية.
على جانب آخر، أكد الحكم والمراقب الدولي محمد قاسم دعدوش مقرر لجنة الحكام باتحاد السلة عضو اللجنة الفنية للبطولة العربية أن اختيار حكام البطولة العربية جاء بترشيح من الاتحادات الوطنية العربية وليس اتحاد الإمارات أو اللجنة المنظمة للبطولة، مشيراً إلى أن الاختيار يتم وفقا للنظم الداخلية للاتحادات التي تقوم بالترشيح حسب الدور وليس الكفاءة والخبرة الفنية لإدارة مثل هذه المباريات القوية.
وقال: شهدنا خلال تلك البطولة المتميزة والتي تضم أفضل وأقوي الفرق العربية، مستويات فنية لافتة للغاية، الأمر الذي كان يتطلب مشاركة أبرز الحكام العرب دون الاستعانة بحكام من خارج الوطن العربي الكبير، مشيراً إلى أن البطولة كشفت عن وجود نخبة من الحكام المميزين الذين خطفوا الأضواء فاستحقوا الإشادة والاستمرار، وفي المقابل كان هناك البعض دون المستوى المأمول، حيث تشهد كل مباراة من مباريات البطولة تكليف 12 حكما.
أضاف: نتيجة لضعف مستوى بعض الحكام بسبب قلة خبرتهم الفنية ونتيجة لضغط المباريات وارتفاع المستوى الفني للمباريات كان لابد من التدخل السريع بعد تقييم الأمور من خلال الاجتماعات الفنية اليومية للجنة الفنية التي تبحث تقارير المباريات اليومية مع الاستعانة بتسجيلات المباريات عبر الفيديو إن تطلب الأمر لمزيد من التدقيق للوقوف على السلبيات والايجابيات خلال المباريات، ولذلك كان هناك مقترح بسرعة الاستعانة بحكام عرب جدد من المشهود لهم بالكفاءة في مثل هذه البطولات، فتم استدعاء الإماراتي حسن حاجي ليكون بجانب الثنائي الإماراتي، يعقوب عبيد غابش وسالم الزعابي، كما تمت دعوة الكويتي محمد العميري والسعودي عبد الله العجلان وبالفعل ساهموا في رفع المستوى الفني للتحكيم والبطولة.
وتابع: “على ضوء المستويات الفنية للمباريات ومستويات بعض الحكام التي تكشفت وقلة عدد المباريات المتبقية من البطولة، فقد قررت اللجنة الفنية التي تضم الأمين العام حنفي أبو طالب والسعودي عبد الرحمن المسعد وكافة أعضاء اللجنة، توجيه الشكر إلى أربعة من حكام البطولة الحالية، انتهت مهمتهم بانتهاء الدور التمهيدي، وهو أمر طبيعي، مؤكداً أن نصف النهائي والنهائي سيسندان إلى أفضل الحكام العرب بالبطولة”.
عدد اليوم
