الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المدربون يشكون ندرة المواهب واللاعبون يطالبون بإطلاق سراحهم

المدربون يشكون ندرة المواهب واللاعبون يطالبون بإطلاق سراحهم
23 مايو 2011 22:55
إنهم حبيسو الدكة.. من يطلق سراحهم .. إنهم لا يلعبون.. لكنهم يتدربون.. ثم يتدربون .. ولا يشاركون في المباريات ولا تتاح لهم فرصة الاحتكاك الحقيقي .. هل يعود ذلك لعدم توافر الموهبة؟.. نقول لا، هل يعود ذلك لسبب اللاعبين الأجانب؟.. نقول يجوز، ولكن من يدفن هذه المواهب الأندية بأمر اللائحة الخمسينية. والفريق الأول والرديف في دوري المحترفين يضم 50 لاعباً، وبالتالي لا تجد المواهب المواطنة فرصة الظهور بشكل جيد، وتكون الدكة المكان المفضل للجلوس ومشاهدة الآخرين وهم يلعبون. ويبقى السؤال: متى يلعبون. في الحلقة الأولى أمس طرحنا المشكلة واستطلعنا الآراء حولها واليوم نستكمل ما بدأناه بالتركيز على اللاعبين والمدربين، كما نستعرض بعض النماذج التي تجسد المشكلة. وبصفة عامة يظل اللاعب العنصر الأساسي في كرة القدم، متى ما تحسنت نوعيته وتلقى تدريباً مركزاً يراعي تطور أوجه القصور لديه، ولكن هذا لا يتأتى في ظل عدد مترهل يشارك في التدريبات اليومية، حيث يظل المبدأ الثابت أنه كل ما قل العدد تكون المحصلة أفضل، سواء فنياً أو ذهنياً. ولعل من اللافت في هذا الإطار استذكار تجارب سابقة، مثل تجربة الأبيض الشاب في مونديال 2003 ووصوله إلى ربع نهائي المونديال، والآن أين هي تلك المجموعة باستثناء إسماعيل مطر وعلي الوهيبي ونواف مبارك وإسماعيل راشد، والبقية لفتهم ذاكرة النسيان. وينسحب ذلك على منتخب الأمل “الأبيض الأولمبي الحالي”، الذي خرج من ربع نهائي كأس العالم في مصر، وحاز فضية دورة الألعاب الآسيوية في جوانزهو، الذي يضم النخبة، وإذا لم تتم الاستفادة من دروس الماضي، فإن الحصيلة ستكون كسابقتها. وبالمنطق نفسه، فإن مواهب كثيرة برزت في فترات متعددة خلال السنوات الماضية، كشفت عن مواهب ومهارات عالية، لكن الإهمال كان من نصيبها، ليساهم ذلك في قتل الموهبة أو يقلل منها، حيث ظل البعض منهم بعيداً عن المشاركة في المباريات كأساسي لسنوات طوال، لتستحق هذه الفئة لقب لاعبي الدكة والقائمة هنا طويلة. واتفقت الآراء الفنية لعدد من المدربين حول أن عدد اللاعبين في كل فريق كلما كان أقل، كان العمل أفضل، وانعكس ذلك على الحالة الفنية للفريق، واستشهد بعضهم بنماذج في مناطق أخرى من العالم، بينما رأى البعض الآخر أن تعديل الصورة المقلوبة للمسابقات، بالذات بطولة الدوري، التي تستمر لـ9 أشهر، قبل اللجوء إلى خطوات أخرى، لأنه يجب وضع الأساس السليم في البدء للمسابقة. وفي الجانب، أطلق عدد من اللاعبين الذين ظلوا ملازمين دكة البدلاء، في معظم الأحيان، صرخة استغاثة، مطالبين بإتاحة الفرصة لهم أو إعارتهم، واستقينا بعض النماذج كأمثلة وليس للحصر في ظل وجود عدد كبير من المواهب المظلومة في الأندية بشكل عام. ولعل العنصر الأبرز في حلقة اللعبة والذي تتكامل حوله بقية العناصر، هو اللاعب، الذي متى ما أتيحت له الفرصة وتهيأت له الظروف المناسبة، كان عطاؤه أفضل والنماذج كثيرة ومتعددة، لكن أبرزها على الأقل ياسر مطر لاعب الجزيرة وأحد نجوم الموسم الحالي، الذي تحول من لاعب مغمور إلى أفضل لاعبي المحور في الدولة، حيث خرجت مواهبه إلى العلن في تجربة متفردة. وبقراءة متأنية في سيرة اللاعب الذي لم يجد فرصته الكاملة، على الرغم من تعاقب عدد كبير من المدربين على فريقه السابق، إلا أنه عندما وجد الفرصة أعاد تقديم نفسه بشكل مغاير، وأكد أنه لاعب كبير لن تقتصر الفائدة منه على ناديه الحالي الجزيرة، بل تمتد للمنتخب الوطني الذي يظل تدعيمه وتقديم اللاعبين له هو الهدف الأسمى لكل الأندية والمسابقات المحلية. ومع أن بعض الأندية ترفض مبدأ التقليص ودمج قائمتي الفريقين الأول والرديف في كل ناد، إلا أن الواقع المعاش حالياً يؤكد أن عدد اللاعبين المسجلين في الأندية لم يصل إلى نسبة الـ50 لاعباً المحددة بواقع 28 لاعباً للفريق الأول و22 لاعباً للرديف، بل إن من المفارقات العجيبة والطريفة في الوقت نفسه أن بعض الأندية الكبيرة لا يصل عدد لاعبيها إلى 28 لاعباً حتى، في حين أنه لا يوجد ناد وصل عدد لاعبيه إلى الرقم المحدد، فيما لا تستفيد معظم الأندية من لاعبيها. وإذا أخذنا في الاعتبار أن بعض الأندية تفرخ سنوياً مجموعة من المواهب، فيجب أن يكون ذلك لمصلحة اللعبة بشكل عام، بحيث يأخذ النادي ما يحتاجه ويترك المجال مفتوحاً لمن لا يحتاجهم، لينموا هذه الموهبة ويصقلوها في أندية أخرى. وإذا كان ناد مثل الوحدة عمل بهذا المبدأ في السنوات الأخيرة، وهو الأكثر تقديماً للمواهب التي تمت تنشئتها على أسس سليمة ويوجد لاعبون تخرجوا من مدرسته في معظم الأندية، فإن ناد آخر مثل الشارقة يعاني الأمرين في وفرة اللاعبين، وبين هذين المثالين تتفاوت الأعداد والأرقام في الأندية الأخرى، بينما يمثل الجزيرة النموذج الأمثل، حيث اعتمد على قائمة موحدة للفريقين الأول والرديف، ضمت 39 لاعباً، شارك منهم عملياً 36 لاعباً وكانت الحصيلة مستوى ثابتاً وتحقيق ثنائية الدوري والكأس. بدايتنا الفنية كانت مع السلوفيني ستريشكو كاتانيتش مدرب منتخبنا الأول، والذي أكد أن “تسجيل 50 لاعباً بين الفريقين الأول والرديف في كل نادٍ لا يتوافق مع التركيبة السكانية بالإمارات، لأن عدد الممارسين للعبة قليل، ولا يساعد على تكديس اللاعبين، بل على العكس يتطلب منحهم الفرصة للتنقل واللعب في فرق أخرى”. وأشار إلى أن الأندية الكبرى التي تملك إمكانات مالية قوية هي المستفيدة فقط من الوضع الحالي بتسجيل عدد كبير من اللاعبين، بينما الفرق الأخرى تعاني ندرة الممارسين، سواء على مستوى الكم أو الكيف. ودعا كاتانيتش إلى ضرورة تقليص العدد، لأنه يساعد اللاعبين على اللعب باستمرار وإظهار إمكاناتهم وتطوير موهبتهم، وبالتالي النظر إلى المستقبل الكروي بتفاؤل والطموح في الارتقاء إلى مراتب أفضل أو نيل ثقة الجهاز الفني للمنتخب. وأضاف: “الأجهزة الفنية ستستفيد بدورها من أجواء العمل التي يكون فيها عدد اللاعبين قليلاً، لأن المدرب يجد الجو الملائم للتركيز والاهتمام بمختلف العناصر وتقديم التوجيهات الضرورية وتصحيح أخطاء كل لاعب، بينما تكون ظروف العمل مغايرة تماماً في الفرق التي يكثر فيها اللاعبين ويصعب توجيههم”. وأشار مدرب الأبيض إلى أنه يحرص في عمله على دعوة بين 18 و20 لاعباً في مختلف التجمعات، بهدف تركيز العمل وتحقيق الأهداف المرجوة. وأوضح أيضاً أن دورينا لا يفرز الكثير من المواهب في الموسم بسبب مشاركة اللاعبين نفسهم في أغلب المباريات، مقابل جلوس العديد من الوجوه الواعدة على دكة الاحتياطيين، وهو ما يتعارض مع مصلحة المنتخبات التي تبحث باستمرار عن العناصر الجديدة التي تفجر إمكاناتها وتؤكد قدراتها الفنية وجدارة انضمامها إلى المنتخب. وتمنى أن يساعد تخفيض عدد اللاعبين بالفرق خلال المواسم المقبلة في ظهور مواهب جديدة تساعد الأبيض على تحقيق أهدافه في الاستحقاقات التي تنتظره. من ناحيته، طالب عيد باروت مدرب منتخب الشباب بوضع نظام وأسس ثابتة للمسابقات المحلية قبل التفكير في تقليص أو زيادة عدد اللاعبين في الأندية المحترفة، حتى يكون تحديد العدد واقعياً، معتبراً أن الوضع الحالي للموسم الذي يمتد إلى 9 أشهر لا يعطي البعد الحقيقي لما نحتاجه فعلاً في هذا الجانب، كما لا يخضع للتشابه مع أي دوري آخر إقليمي أو قاري لاختلاف المنظومة. وقال باروت: “المشكلة الحقيقية في عدد المباريات، فعملياً لدينا 22 مباراة في الدوري و5 في كأس رئيس الدولة من دور الـ32 وحتى النهائي، ليكون المجموع 32، وهما المسابقتان اللتان تعتمد فيهما الأندية على الصف الأول في كل فريق، وإذا قسمنا هذا العدد على عدد الأشهر نجد أن اللاعب الأساسي في الظروف العادية يخوض مباراة كل 10 أيام، وهذا عدد قليل جداً، فيجب أن نرفع في البدء عدد المباريات سواءً بعدد الأندية أو بتقليل فترة التوقفات التي دائماً ما تفرضها ظروف المنتخب الوطني، وهذا جانب لا يوجد خلاف عليه”. وأشار باروت إلى أن نتائج الأندية الممثلة في دوري أبطال آسيا كانت محصلة طبيعية لهذا الواقع، لأن الفرق لم تصل إلى العدد المطلوب من المباريات الذي يجعلها تنافس بشكل قوي، بدليل أن الانتصارات والمستويات الجيدة تتحقق في الأمتار الأخيرة، وهو التوقيت الذي يكون فيه كثافة للمباريات، وهذا بدوره ينعكس على المستوى الفني. وأكد أنه كمدرب يفضل العمل مع عدد من اللاعبين لا يتجاوز الـ26 لاعباً، لأنه الأنسب ليكون التركيز كبيراً، معتبراً أن القائمة الموحدة للفريقين الأول والرديف في كل نادٍ يجب ألا تتجاوز 35 لاعباً، لكن ذلك بعد الوصول إلى تعديل الصورة الحالية، ثم ندرس أمر تقليص عدد اللاعبين في الأندية الذي ستكون له مكاسبه الفنية في رفع مستوى المنافسة على احتلال المراكز في كل فريق، كما يمنح اللاعبين الذين لا يجدون فرصتهم اللعب مع أندية أخرى، بالإضافة للجوانب المالية. واعتبر البرازيلي فييرا المدير الفني لاتحاد كلباء أنه كلما قل عدد اللاعبين، كلما كان العمل أفضل، حيث يكون التركيز أكبر من المدرب واللاعبين، والتدريبات أكثر فائدة، بحيث تكون المجموعة محدودة ويحدث العكس تماما عندما يكون العدد كبيرا. وقال: “بالنسبة لي كمدرب، فإن أكبر عدد يمكنني العمل معه في التدريبات هو 30 لاعبا وأفضل أن يكون أقل من ذلك حتى أستطيع إيصال الرسالة التي أريدها للاعبين وأضمن استيعابهم لها، وبخصوص تقليص عدد اللاعبين في الأندية المحترفة من 50 إلى 40 من محليين وأجانب، فإن المقترح يعد فكرة صائبة، لكن في نفس الوقت يجب ترك اختيار اللاعبين للمدرب حتى يختار النوعية التي يمكنها أن تفيد الفريق سواء من لاعبي الصف الأول أو الثاني. وأضاف: “في العام المقبل ستكون هناك استحقاقات مهمة للمنتخبات، وهذا سيجعل عدد من الأندية سيكون لاعبيها الأساسيين مرهقين من تعدد المشاركات، لذلك لا بد أن يكون البديل قادر على التعويض وبدمج الفريقين الأول والرديف في قائمة واحدة تخضع لمدرب الفريق الأول تكون هناك مساحة لتحضير البديل المناسب بشكل جيد حتى لا يتأثر الفريق، وحاليا نجد أن الفريق الرديف يضم لاعبين يقلون عن عدد أصابع اليد الواحدة يمكن الاعتماد عليهم في الفريق الأول، لذلك هذا الوضع سيتغير بنظام القائمة الواحدة التي ستكون الأندية أكثر تركيزا في اختيار نوعية جيدة من اللاعبين. وأوضح أن المكاسب من التخفيض تتعدى الجوانب الفنية لكل فريق إلى محاربة تكدس اللاعبين في أندية محددة، كما يساهم في تخفيض الميزانيات بشكل جيد نظرا لنقص القائمة 10 لاعبين كانوا يكلفون عقودا ومرتبات ومصروفات أخرى ارتاح من عبئها النادي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©