تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بعد منافسة كبيرة بين ستة أفلام وثائقية تأهلت للنهائيات، وأخرجها مجموعة من الشباب الموهوبين في عالم الإخراج من مختلف الجنسيات، خطفت المخرجة الإماراتية الشابة آمنة النويس جائزة استوديو الفيلم العربي الكبرى، خلال المسابقة الأولى للفيلم الوثائقي القصير التي تنظمها إيمج نيشن، كأفضل فيلم وثائقي، عن فيلمها «أمنية» الذي تناول موضوعاً جريئاً عن «ختان الفتيات» في الشرق الأوسط.
تم توزيع الجوائز في سينما فوكس، بـ «ياس مول أبوظبي»، وعرضت في البداية الأفلام الستة للجمهور في قاعة مخصصة للإعلاميين والمشاركين في المسابقة، بعدها أعلن جوائز استوديو الفيلم العربي، حيث حصل فيصل بن ساحلي على جائزة أفضل مونتاج عن فيلم «مصنوع من طين»، فيما فاز وليد مدني بجائزة أفضل مونتاج للصوت عن فيلمه «شيخ المصفح»، وذهبت جائزة أفضل تصوير سينمائي لـ تانيا شكيل داوود عن فيلمها «الغائبون»، وحصلت آمنة النويس، 26 عاماً، على جائزة «أفضل فيلم وثائقي» عن فيلمها «أمنية»، الذي يروي معاناة شابة مصرية تعيش صراعاً بسبب «ختان الإناث» الذي حدث في طفولتها.
تفوق
وبذلك استطاعت النويس التفوق في فيلمها «أمنية» على خمسة مشاركين آخرين مقيمين في الإمارات، حيث تناولوا مجموعة من الموضوعات الهادفة، أحدهما قصة شاب إماراتي موهوب ينتظر موافقة والده لاستغلال موهبته وتحقيق حلمه في فيلم «مصنوع من طين» للمخرج فيصل بن ساحلي، وفيلم «الغائبون» للمخرجة تانيا داوود الذي يروي قصة آلاف الروهينجيين كما هي التسمية السائدة لهم وهم من الأقليات المسلمة التي تسكن بورما، من خلال أحد اللاجئين الذين يعيشون في دبي، و«شيخ المصفح» الفيلم الذي أخرجه وليد المدني، وتدور أحداثه في مصفح حول قصة أب وابنه تجمعهما علاقة متوترة، نمت بين المحركات المعطلة والسيارات المهترئة، حيث يروي الابن المعاملة الجامدة والسيئة التي كان يعانيها من والده قبل وفاته.
ثمار جهد
وعبرت آمنة النويس لـ «الاتحاد» عن سعادتها البالغة لحصولها على الجائزة الكبرى في المسابقة، وقالت: لم أتوقع حصول فيلمي على جائزة «أفضل فيلم وثائقي» في جائزة استوديو الفيلم العربي، هذه المسابقة المهمة التي تهتم بدعم المواهب المبدعة في عالم السينما ومجال الإخراج بالتحديد، لافتة إلى أن هذا الفوز يأتي ثمار جهدها الذي بذلته في تنفيذ هذا الفيلم المتميز في القصة والطرح، خصوصاً أنها استغرقت مدة أربعة شهور في إخراج 8 دقائق، هي مدة الفيلم.
إهداء الجائزة
أهدت آمنة النويس الجائزة إلى بطلة الفيلم الرئيسية أمنية، وقالت: «هذا الفوز ليس لي، إنما لأمنية نفسها، التي أحييها على جرأتها الشديدة، لعرض قصتها في موضوع (الختان)، الذي تسبب لها في حالة نفسية صعبة حتى الآن، أمام الجمهور»، لافتة إلى أنها تعرفت إليها في إحدى عيادات الطب النفسي، لدى إحدى الطبيبات صديقاتها، التي تتعالج عندها أمنية، ومن هناك كان لقائهما. وتابعت: «وعندما عرفت بالمشكلة التي تعانيها أمنية، شدتني كثيراً، وفكرت في طرح هذا الموضوع في فيلم وثائقي قصير، نظراً لأهميته، فعرضت عليها الفكرة، ووافقتني على الفور من دون تردد، لأنها كانت تريد الإفصاح عما بداخلها، لكي ترتاح (نفسياً)».
صقل المواهب
ومن ناحيته، قال مايكل جارين، المدير التنفيذي لشركة إيمج نيشن أبوظبي خلال حفل توزيع الجوائز: «يعتبر استوديو الفيلم العربي مكاناً رائعاً لصانعي الأفلام الناشئين لصقل مواهبهم وتعلم كل شيء عن هذه الصناعة»، لافتاً إلى أن مسابقة الأفلام الوثائقية إضافة رائعة إلى مجتمع صناعة الأفلام، حيث تفتح المجال لسرد قصص حقيقية حول المجتمع المحلي.
صناعة الأفلامومن جانبها قالت أليشيا جونزاليس، رئيسة قسم التدريب والتطوير في إيمج نيشن: «كانت المنافسة شديدة هذا العام، وكان من الصعب جداً اختيار الفائزين مع هذا الكم من العروض المميزة، وكانت ردود أفعال أعضاء لجنة التحكيم رائعة، واستطعنا من خلال هذه المسابقة الكشف عن مواهب واعدة من صناع الأفلام الوثائقية، ونحن نتطلع إلى مشاهدة كيف سيوظف كل متسابق الخبرة التي اكتسبها من خلال برنامج استوديو الفيلم العربي في صناعة الأفلام».
استمرار مسابقة الأفلام الوثائقية
بدأ برنامج استوديو الفيلم العربي عام 2012، كمسابقة للأفلام الروائية فقط، ولكن تشعب البرنامج بإضافة مسابقة للأفلام الوثائقية هذا العام، بدأت المسابقة في يناير عبر رحلة مدتها ثلاثة أشهر إلى عالم صناعة الأفلام، وتضمنت برنامج تدريب متعدد التخصصات بالتعاون مع 54 twofour تدريب حيث أتيح للمشاركين الحصول على النصائح من أبرز المتخصصين في صناعة السينما، ونظراً للنجاح الباهر الذي حققته مسابقة الأفلام الوثائقية في نسختها الأولى، تم الإعلان عن مواصلة هذه المسابقة، حيث بدأت إيمج نيشن استقبال الطلبات للمسابقة المقبلة.
عدد اليوم
