السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لموشي: عبور «السهل الممتنع» خطوة هائلة لـ «الأفيال»

لموشي: عبور «السهل الممتنع» خطوة هائلة لـ «الأفيال»
3 يونيو 2014 23:40
على الرغم من بلوغه السادسة والثلاثين من عمره، ما زال المهاجم الإيفواري المخضرم ديدييه دروجبا هو المحور الأساسي في أداء منتخب بلاده، وهو اللاعب الذي يشكل نواة الفريق التي يعمل أي مدرب على استكمال الفريق من حولها. ويدرك دروجبا أن أيامه في بطولات كأس العالم أصبحت معدودة، وأن مونديال 2014 بالبرازيل قد يكون الفرصة الأخيرة له لبلوغ الأدوار الفاصلة في نهائيات كأس العالم. وغاب الحظ عن دروجبا «33 عاماً» والمنتخب الإيفواري (الأفيال) في القرعة بكل من بطولتي كأس العالم الماضيتين في عامي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا. ولذلك، كان حلم الفريق بأن يحالفه الحظ في قرعة المونديال البرازيلي لتكون فرصة جيدة لدروجبا الذي يقترب من ختام مسيرته الكروية الحافلة. وبالفعل كان حظ دروجبا والأفيال في هذه القرعة التي أقيمت قبل ستة أشهر في كوستا دو ساوبي بالبرازيل أفضل كثيراً مما كانت عليه في البطولتين السابقتين، ولكنها أوقعته في مجموعة يمكن أن يطلق عليها لقب «السهل الممتنع»، حيث تضم مع المنتخب الإيفواري منتخبات اليونان واليابان وكولومبيا. وقد تبدو فرصة المنتخب الإيفواري متكافئة مع نظيريه الياباني واليوناني باعتبار المنتخب الكولومبي هو المرشح الأقوى لحجز صدارة هذه المجموعة. وفي 2006، أوقعت القرعة الفريق ضمن مجموعة الموت مع منتخبات الأرجنتين وهولندا وصربيا ثم أوقعته بعد أربع سنوات في مجموعة واحدة مع منتخبات البرازيل والبرتغال وكوريا الجنوبية. ويرى المنتخب الإيفواري أنه أصبح الآن أكثر خبرة بقيادة دروجبا، كما يعتمد الفريق على مدرب لديه طموح هائل هو الفرنسي صبري لموشي. وقال لموشي: «الشعوب الأفريقية تريدنا أن نصل في البطولة لأبعد ما يكون وربما أن نصبح أبطالاً للعالم.. لا يمكنني إيقاف الناس عن الحلم، ولكن العبور من دور المجموعات سيكون خطوة هائلة للفريق». ولكن فريق الأفيال لا يعتمد فقط على دروجبا الذي قضى فترة طويلة في صفوف تشيلسي الإنجليزي، وينشط حاليا في فريق جالطة سراي التركي، وإنما يضم الفريق مجموعة من اللاعبين المتميزين والمواهب الرائعة مثل يايا توريه نجم خط وسط مانشستر سيتي الإنجليزي ولاعب برشلونة الإسباني سابقاً. وكان توريه من قبل ضمن قائمة المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. كما يضم الفريق شقيقه كولو توريه الذي احترف في الدوري الإنجليزي لأكثر من عقد من الزمان، وسالومون كالو هداف ليل الفرنسي، وجيرفينهو نجم روما الإيطالي. وعلى الرغم من هذا المستوى العالي الذي يتمتع به الفريق تحت قيادة مديره الفني الفرنسي صبري لموشي، كان طريق المنتخب الإيفواري بالتصفيات الأفريقية المؤهلة للمؤهلة للمونديال البرازيلي أصعب مما كان متوقعاً. وبعدما عبر الفريق دور المجموعات في التصفيات من دون مشكلات كبيرة، كاد الأفيال يسقطون في الدور النهائي الفاصل أمام المنتخب السنغالي، ولكن كالو سجل هدفاً في الوقت بدل الضائع للمباراة لضمان تأهل الأفيال للمونديال. وفي ظل عدم تمتعه بأي خبرة تدريبية سابقة، جاء تعيين المدرب الفرنسي صبري لموشي مديراً فنياً للمنتخب الإيفواري لكرة القدم في مايو 2012 مفاجأة من العيار الثقيل. وتولى لموشي المسؤولية خلفا لمواطنه فرانسيس زاهوي الذي قاد الأفيال للمباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2012 بغينيا الاستوائية والجابون، لكنه سقط أمام المنتخب الزامبي ليضيع حلم إحراز اللقب. وعلى الرغم من غياب الخبرة، اكتسب لموشي ثقة الجميع ورد على المشككين عملياً، بعدما قاد الفريق إلى الحفاظ على مسيرة الأفيال خالية من الهزائم في 11 مباراة متتالية. ولكنه سقط مع الفريق في كأس الأمم الأفريقية 2013 بجنوب أفريقيا، وودع البطولة في دور الثمانية ليعيد انتقادات الموجهة إليه لسابق عهدها لاسيما، وأن مهمته التدريبية الأولى هي المنتخب الإيفواري، كما أن مسيرته كلعب مع المنتخب الفرنسي سابقاً لم تكن بالقدر الكافي لجعله المدرب المناسب لهذا المنصب. ومع نجاح لموشي «42 عاماً»، الذي ينتمي لأصول تونسية، في قيادة المنتخب الإيفواري إلى المونديال البرازيلي عبر مسيرة صعبة في التصفيات، كان من الطبيعي أن تهدأ عاصفة الانتقادات قليلاً انتظاراً لما سيقدمه هذا المدرب مع الفريق في المونديال. ولهذا، يحتاج لموشي إلى لاعب موناكو وباريس سان جيرمان الفرنسيين وبارما وانتر ميلان الإيطاليين سابقا إلى تقديم بطولة ناجحة مع الأفيال في المونديال البرازيلي إذا أراد الرد بقوة على المشجعين المشككين في إمكاناته. ومع خروج الفريق من الدور الأول في نسختي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا، لن يرضى مشجعو الأفيال من لموشي بأقل من العبور بالفريق إلى الأدوار الفاصلة في المونديال البرازيلي، والتي تمثل المشاركة الثالثة على التوالي للأفيال في بطولات كأس العالم. وتحفل صفوف المنتخب الإيفواري لكرة القدم بالعديد من النجوم في مختلف المراكز، ولكن يظل النجم يايا توريه هو البطل الذي يغفل كثيرون الحديث عن دوره في الفريق، نظراً لتركز الأضواء دائماً حول ديدييه دروجبا نجم هجوم وقائد الفريق. وحظي دروجبا بنصيب الأسد من الشهرة والاهتمام على مدار السنوات الماضية، بفضل أهدافه القاتلة، ومحاولاته لإيقاف الحرب الأهلية في بلاده من قبل. ولكن هذا كله لم يستطع أن يخفي الدور الذي يلعبه يايا توريه في صفوف الفريق، حيث يمثل هذا النجم المتألق طاقة لا تنضب في صفوف الأفيال. وسبق ليايا توريه أن أحرز لقب أفضل لاعب أفريقي في 2011 و2012، لتكون الترجمة الأفريقية المناسبة لتألقه في الملاعب الأوروبية على مدار سنوات طويلة. وعلى مدار مسيرته الرائعة والحافلة بالإنجازات، لعب توريه «31 عاماً» لأندية في سبع دول مختلفة، قبل أن يستقر به المقام في مانشستر سيتي الإنجليزي بعد نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وكان توريه دائما نجما فوق العادة في الأندية التي لعب لها، ولكنه تألق بشكل هائل في صفوف فريقه الحالي، وساهم في الطفرة التي حققها مانشستر سيتي، وقاده للفوز بلقب الدوري الإنجليزي مرتين في غضون ثلاث سنوات. كما كان توريه بمثابة الجندي المجهول في صفوف المنتخب الإيفواري على مدار السنوات الماضية. ومع صعوبة مشاركته مجدداً في نهائيات كأس العالم، حيث سيكون في الخامسة والثلاثين، عندما تحين بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، يكون المونديال البرازيلي المرتقب هو البطولة التي ينتظرها توريه بشغف ليترك إنجازاً هائلاً مع الأفيال، خاصة في ظل فشل الفريق في الفوز بلقب كأس إفريقيا على مدار السنوات الماضية. (برلين - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©