الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفقات الأسلحة السرية··· مصدر توتر للحكومة الأوكرانية

صفقات الأسلحة السرية··· مصدر توتر للحكومة الأوكرانية
1 ديسمبر 2008 02:42
في وقت تترنح فيه الحكومة الأوكرانية جراء الأزمة المالية والصراعات الداخلية على السلطة، توجه المعارضةُ الموالية لروسيا اتهامات خطيرة للحكومة بعقد صفقة مبيعات أسلحة غير قانونية مع جورجيا خلال الحرب القصيرة التي خاضتها مع روسيا· كما ألقى القادة الروس، الغاضبون من الرئيس الأوكراني بسبب ميوله نحو الغرب ودعمه العلني لجورجيا، بثقلهم الشخصي في القضية، موجهين بدورهم اتهامات للقيادة الأوكرانية· وقد لا يكون مهماً أن المعارضة لم تقدم أدلة كاملة وشاملة على هذه الادعاءات، رغم أسابيع من التصريحات والتعليقات التي تقول إن الأدلة حين تقدَّم، ستحدث زلزالاً· ذلك أن الادعاءات لوحدها، التي تصدرت اهتمامات وتعليقات الصحف مؤخراً، ساهمت في إضعاف سلطة الحكومة أكثر في وقت تعاني فيه البلاد من احتدام التوتر السياسي، وفي تسميم العلاقات المتوترة أصلاً بين أوكرانيا وجارتها روسيا· أما موضوع الخلاف، فهو اتهامات لحكومة الرئيس فيكتور يوشينكو، الذي دعم جورجيا خلال الأزمة، بمدها سراً بالأسلحة قبل وبعيد اندلاع الاقتتال في أغسطس الماضي، وبيع الجورجيين دبابات وأنظمة مضادة للطائرات بأسعار منخفضة· وعقب صدور هذه الاتهامات شكلت أحزاب المعارضة الأوكرانية لجنة برلمانية أنيطت بها مهمة التحقيق في هذه الادعاءات، التي تشمل أيضاً مزاعم بقيام الرئيس بسحب أسلحة ومعدات عسكرية -يحتاجها الجيش الأوكراني بشدة - من الخدمة من أجل إعطائها لجورجيا· الرئيس ''يوشينكو'' نفى جملة وتفصيلاً قيامه بأي عمل غير قانوني، واصفاً التحقيق بأنه تمثيلية سياسية، ومشدداً على أن لـ''أوكرانيا'' كامل الحق في بيع الأسلحة لأي بلد لا يخضع لعقوبات دولية، ومن ذلك جورجيا· غير أن مشرعي المعارضة يقولون إن القضية لا تتعلق بما إن كان لـ''أوكرانيا'' الحق في بيع أسلحة لجورجيا من عدمه، وإنما بقيام الحكومة بإرسال أسلحة سراً، متجاوزة بذلك قواعد الشفافية والوضوح، خوفاً من استعداء روسيا· ويقولون أيضاً إن بعض العائدات المالية للمبيعات لم تذهب إلى الخزينة، وإنما إلى أشخاص في محيط يوشينكو، علما بأن الجيش الأوكراني في حاجة ماسة إلى التمويل· وفي هذا السياق يقول ''فيتالي كونوفاليوك''، وهو عضو البرلمان الذي يقود اللجنة: ''إننا على شفا فضيحة سياسية ضخمة يمكن أن تكون لها تداعيات سياسية كبيرة''· ويذكر أن ''كونوفاليوك'' ينتمي إلى حزب المعارضة الرئيسي، ''حزب الأقاليم''، الذي يسعى إلى إقامة علاقات أكثر دفئاً مع الكريملن· وتأتي الاتهامات في وقت تعرف فيه البلاد أزمة اقتصادية عميقة وتوتراً سياسياً، في ظل صراع مرير على السلطة بين الرئيس ''يوشينكو'' ومنافسته الرئيسية الموالية للغرب، رئيسة الوزراء ''يوليا تيموشينكو''· يغذي ويؤجج هذا السجال مسؤولون روس كبار حيث وصف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مبيعات الأسلحة المزعومة بأنها ''جريمة في حق الروس والشعب الأوكراني'' أثناء اجتماع مع تيموشينكو في أكتوبر الماضي· ويذكر هنا أن الكريملن لطالما عارض يوشينكو بسبب ميله إلى الغرب وغضِب من جورجيا خلال الأزمة· وكانت القيادتان في كل من أوكرانيا وجورجيا وصلتا إلى السلطة على إثر ما يسمى بـ''الثورات الملونة''، وكلتاهما تسعى إلى الانضمام للناتو، ولكن روسيا تعارض بشدة مثل هذه الخطوة· كما اتهم الرئيس الروسي ''ديمتري ميدفيديف'' الشهر الماضي البلدان التي زودت جورجيا بالأسلحة بالمساهمة في إثارة حرب أغسطس وقال في هذا الصدد: ''لقد ساهمت للأسف بلدان قريبة منا في ما حدث· لن ننسى ذلك أبداً والأكيد أننا سنأخذه في عين الاعتبار حين صياغة سياساتنا''· والأسبوع الماضي أعلنت ''جازبروم''، شركة الغاز الطبيعي العملاقة التي تمتلكها الدولة، والتي كان يديرها في السابق ميدفيديف، أنها قد تضاعف سعر الغاز الذي تبيعه لأوكرانيا في حال لم تسدد هذه الأخيرة مبلغ 2,4 مليار دولارالمستحق عليها قبل الأول من يناير· ويذكر هنا أنه قبل نحو عامين وفي نزاع مماثل عمدت ''جازبروم'' إلى قطع الغاز عن أوكرانيا (وقد أعلنت ''جازبروم'' أنها ستحاول الإحجام عن هذا الإجراء هذه المرة)· ومعلوم أن أوكرانيا ورثت مخزوناً ضخماً من الأسلحة والمعدات العسكرية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في ،1991 وتعتمد على صادرات الأسلحة كمصدر رئيسي للدخل· وحسب ''سجل الأسلحة التقليدية'' التابع للأمم المتحدة، فإن أوكرانيا باعت جورجيا في 2007 دبابــات من طراز 47T-27، وبعض المركبات المدرعـــــة، ونظـــــــــام صواريـــخ أرض -جــــو من طراز BUK-M1، ومدفعين ذاتيي الدفع من طراز 2S7، من بين أسلحة أخرى· وكان مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني، قد أعلن في بيان له أن آخر شحنة من المعدات العسكرية الأوكرانية وصلت إلى ميناء بوتي الجورجي المطل على البحر الأسود في الثامن من أغسطس، أي في اليوم نفسه الذي بدأت فيه الحرب، ولكن الشحنة ''لم تكن تتضمن أسلحة''، بل معدات ومتفجرات لحالات الطوارئ وأنظمة الوقاية من النار· وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجهت إلى نظام صادرات الأسلحة الأوكراني لقلة الإشراف والمراقبة من جانبه، إلا أن معظم المحللين يقولون إن الإشراف على مبيعات الأسلحة تحسن كثيراً منذ التسعينيات حين كانت البلاد مَصدراً رئيسياً للأسلحة التي ترسل إلى مناطق النزاعات في العالم· ويؤكد الرئيس يوشينكو على أن شحنات الأسلحة الأوكرانية لم تخرق أي قوانين، مضيفاً أن أوكرانيا ستستمر في بيع الأسلحة لجورجيا· ويذكر هنا أن أوكرانيا تبيع معدات عسكرية لروسيا أيضاً وقال الرئيس خـــلال الشهر المنصرم: ''إن أوكرانيا تقوم بالتعاون العسكري-التقني مع البلدان التي لا تخضع لعقوبات دولية''مضيفاً ''سنتعامل مع البلدان التي تصب علاقتنا معها في مصلحتنا الوطنية''· ورغم بدء تحقيقها قبل شهرين، إلا أن لجنة المعارضة البرلمانية لم تُصدر حتى الآن تقريراً كاملًا حول خلاصاتها، رغم تصريحات منتظمة من قبل ''كونوفاليوك'' في وسائل الإعلام الأوكرانية حول خطورة المعلومة· أما ''تيموشينكو''، التي طالما تتردد عادة في مهاجمة ''يوشينكو''، فقد التزمت الصمت عموماً هذه المرة، ولا تضم لجنة ''كونوفاليوك'' أي ممثل لحزبها· مايكل شويرتز - كييف ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©