الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما··· مصالحة الديمقراطيين مع الجيش

أوباما··· مصالحة الديمقراطيين مع الجيش
1 ديسمبر 2008 02:42
ذهب الأدميرال مايكل مولين، رئيس الأركان المشتركة لاجتماعه الأول بالرئيس المنتخب باراك أوباما بمكتبه الانتقالي بولاية شيكاغو، بلا رفقة مساعدين ودون الاستعانة بأي من عروض ''الباور بوينت'' المرئية، وحتى دون أن يحمل معه كتيب التنوير العسكري· فلم يكن معه سوى قلم ودفتر صغير ورغبة لا تقاوم في تشكيل انطباعه الأول عن رئيسه الجديد· ولم يدر في ذلك الاجتماع مع الرئيس المنتخب، حديث يذكر عن مغادرة العراق أو زيادة عدد القوات في أفغانستان، طوال مدة خمس وأربعين دقيقة والتي تحدث فيها الرجلان على انفراد· فقد تراوح معظمه بين الشخصي والفلسفي العام· وفي نهايته خرج الأدميرال مولين بانطباع جيد وإيجابي للغاية عن الرئيس الجديد، بعد أن تأكد لمولين أنه قائد من طراز عملي وبعيد كل البعد عن الأيديولوجية، فضلاً عن عزمه على القيادة والاستماع إلى الآخرين في ذات الوقت· وبينما يتأهب أوباما للإعلان عن تعيين فريقه الأمني الجديد الآن، فهو يواجه مؤسسة عسكرية فقدت ثقتها بـ''الديمقراطيين'' منذ مدة ليست بالقصيرة، وتبدي قلقاً متعاظماً إزاء رئيس شاب، تغلب عليه ميوله الفكرية، ويفتقر تماماً إلى الخبرة العسكرية الميدانية· ومما تأخذه عليه هذه المؤسسة أنه وصف الحرب على العراق ذات مرة أثناء حملته الانتخابية، بأنها ''حرب غبية''· أما تعهده الخاص بسحب كافة قوات بلاده المرابطة في العراق خلال 16 شهراً، فقد سمع به كافة القادة العسكريين، مع ملاحظة أن المدة المقررة لتنفيذ هذا التعهد، هي أقل بكثير مما أوصى به القادة الميدانيون· وليس ذلك فحسب، بل يأخذ عليه القادة العسكريون أيضاً انتقاده الضمني لجهود إدارة بوش الحربية في أفغانستان· ولكن يبدو أن أوباما بذل ما يكفي من الجهد حتى الآن لطمأنة القادة العسكريين على أنه لن يقدم على اتخاذ أي خطوة دفاعية عسكرية، دون أن يستمع إلى رأيهم أولاً، ولكن دون أن يكون هذا الرأي ملزماً له بالضرورة· وأثناء الاجتماعات التي عقدها مع عدد من الجنرالات والمسؤولين العسكريين خلال الأسابيع الماضية، تبينت لهم معرفته باللغة التي يتحدثونها وقدرته الواضحة على التمييز بين خطط المهمات والتكليف بالمهمات، بل تكشفـــت لهم معرفته الجيدة بالتمييز ما بين الاستراتيجية والتكتيك الحربيين، مع العلم أن منافسه ''الجمهوري'' السابق جون ماكين، كان قد اتهمه بعدم القدرة على التمييز بين هذه الأمور· ومما يحسب لصالح أوباما أنه كان على قدر كبير من الحذر والكياسة في التمييز بين انتقاده لسياسات الرئيس بوش، وإطرائه على أداء الجيش وبسالته في خوض الحروب التي شنتها الإدارة· وفي الوقت نفسه كان لحديث زوجته ميشيل أوباما وتعبيرها العلني عن قلقها على أسر الجنود المقاتلين خارج الحدود، وقعه الإيجابي· وفوق ذلك كله -والحديث هنا لعدد من كبار الضباط والمسؤولين المدنيين بوزارة الدفاع، امتنعوا عن ذكر أسمائهم نظراً لحساسية مناصبهم- فإن توقعات تأكيد أوباما احترامه لتسلسل الرتب العسكرية فضلاً عما يتمتع به من واقعية كبيرة فيما يتعلق بأهداف وقدرات الجيش الأميركي، هي ما سيعزز صورته أكثر داخل المؤسسة العسكرية، وخاصة أن هذه الصفات الأخيرة ظلت تفتقر إليها هذه المؤسسة طوال الجزء الغالب من إدارة بوش· يضاف إلى ذلك أيضاً أن توقعات إبقاء أوباما لوزير الدفاع الحالي روبرت جيتس في منصبه، إلى جانب الإعلان عن تعيينه للسيناتورة هيلاري كلينتون في منصب وزير الخارجية، قد لقيت استحساناً وشعوراً بالارتياح من قبل البنتاجون· يذكر أن هيلاري تحظى باحترام واسع في وزارة الدفاع، وينظر إليها على أنها معتدلة في مواقفها الدفاعية، على رغم ميولها ''الصقرية'' أحياناً· ومن خلال عضويتها بلجنة الخدمات العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ، وهو ما سعت هيلاري لإضافته إلى سيرتها الذاتية بهدف تعزيز فرصها في السباق الرئاسي، تمكنت من خلق علاقات طيبة وواسعة مع العديد من كبار الشخصيات العسكرية· ومن جانبه كان أوباما قد صرح باعتزامه الاجتماع برئيس الأركان المشتركة وكذلك برؤساء جميع الوحدات العسكرية العاملة خلال أسبوعه الأول في البيت الأبيض· والمتوقع أن تكون الأولوية القصوى في جدول عمل اجتماعاته هذه، ما يصفه بـ''المهمة العسكرية الجديدة''··· أي التخطيط لكيفية تنفيذ الانسحاب من العراق خلال مدة 16 شهراً· غير أن بعض كبار الضباط والمسؤولين العسكريين، أبدوا تحفظاتهم العلنية على هذه الخطة، بالنظر إلى ما تتضمنه من مخاطر كبيرة، على حد رأيهم· يذكر بهذه المناسبة أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون، كان قد احتد مع رؤساء الأركان والوحدات العسكرية في اجتماعه الأول بهم، بسبب معارضتهم للتعهد الذي قطعه لناخبيه أثناء حملته الانتخابية الرئاسية، بوضع حد لمنع الشواذ من الالتحاق بوحدات الجيش· وعلى رغم انتصار المسؤولين العسكريين لمعارضتهم تلك، إلا أنه تعين على كلينتون أن يمضي الجزء الأكبر من ولايته وهو ينظر إليه من قبل المؤسسة العسكرية باعتباره خصماً لها· غير أن لقاء الرئيس المنتخب باراك أوباما بالأدميرال مولين، يشير إلى رغبة من الرئيس في إقامة علاقات طيبة مع القادة العسكريين، وتفادي الدخول في نزاع مبكر معهم· على أن ذلك لا يمنع البعض من القول إن مسؤولين في البنتاجون يبدون تخوفاً من أن تكون خطة أوباما الخاصة بالانسحاب من العراق، سبباً لوقوع النزاع والمواجهة بينه وبين كبار القادة العسكريين، تماماً مثلما تنازع القادة العسكريون مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون على نحو ما ورد آنفاً· ولكن ردت مصادر عليمة من داخل البنتاجون على هذه المخاوف بالقول إن كلاً من وزير الدفاع روبرت جيتس، والأدميرال مولين، وكذلك الجنرال ديفيد بترايوس، رئيس القيادة المركزية، لا يبدون قلقاً ولا تخوفاً من تنفيذ خطة الانسحاب هذه· كارين دي· يونج - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©