ثغرات خطيرة في مجال الأمن بالهند

ألقت اعتداءات مومباي التي تسببت بمقتل حوالى مائتي شخص وترافقت مع عمليات احتجاز رهائن، الضوء على عدم قدرة الهند على حماية نفسها من أعمال العنف التي ينفذها متطرفون· وأنهت القوى الأمنية الهندية أمس الأول 3 أيام من الهجمات التي نفذها حوالى 12 إسلاميا واستهدفت مواقع في مومباي· وعلق الخبير في الشؤون الأمنية اوداي بهاسكر ''إذا لم نستيقظ الآن، لن يبقى لنا إلا خفض رؤوسنا خجلا من العار''· وكانت أعمال العنف السابقة، أثارت موجة احتجاجات حول غياب استراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب والتمويل غير الكافي لأجهزة الاستخبارات وعدم وجود نظام رد سريع على مثل هذه الأحداث· وحذر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج في سبتمبر الماضي بعد اعتداءات دامية ومتزامنة وقعت في نيودلهي، وتسببت بمقتل 22 شخصا، من الثغرات على صعيد مكافحة الأرهاب في بلاده· وأقر الخبير الأمني بوجود ''ثغرات واسعة'' في مجال جمع المعلومات ووعد بمحاولة تصحيح الوضع· لكن بعد شهر من اعتداءات نيودلهي، وقعت انفجارات في ولاية اسام الهندية تسببت بمقتل 80 شخصا· وقال الخبير روهان جواناراتنا ان ''مستوى اعتداءات مومباي والتخطيط لها، كانا مختلفين بوضوح بالمقارنة مع الاعتداءات السابقة· انه منعطف في الاعتداءات''· وأمام الهند تحد كبير في هذا المجال نتيجة مساحتها الشاسعة والنسيج المعقد للمجتمع· كما ان هناك حركة التمرد الانفصالية في كشمير المتنازع عليها مع باكستان والاحتكاكات الطائفية التي تتحول إلى معارك· وتفخر الهند بقواتها الخاصة المدربة تدريبا جيدا والفاعلة، مثل قوات النخبة التابعة للحرس الوطني الأمني التي تمكنت من القضاء على منفذي الهجمات· الا ان المدير السابق لمكتب الاستخبارات الهندي ارون باغات يشير إلى ان هذه القوات ''هي القوة الوحيدة المتخصصة'' في الهند· وذكر تقرير هندي نشر أخيرا ان الموازنة المخصصة لتدريب قوات الشرطة في بعض المناطق الهندية يبلغ مئة روبية (دولارين) لكل شرطي· وقال باغات ان ''كل الأجهزة المكلفة الأمن لا تزال بعيدة عن ادراك اننا في حال حرب غير معلنة''· ويرى المدير السابق للشرطة في ولاية البنجاب كنوال سينج غيل ان ''علينا ان نثق بالمسلمين وان نحصل على مساعدتهم'' لمكافحة منفذي أعمال العنف، مشيرا إلى ان على أجهزة الاستخبارات ان تجند أفرادا من الطائفة الإسلامية الكبيرة في الهند